العدد 1192
الخميس 19 يناير 2012
banner
مؤتمر الأمن الوطني والأمــــن الإقلـيـمــي لدول مجلس التعاون
السبت 04 مايو 2024


كلما عقد مؤتمر أو أثيرت مسألة أمن الخليج في أي مناسبة، تواردت على أذهاننا أسئلة ومخاوف كثيرة، دون أن نحصل على إجابات واضحة لهذه الأسئلة.
منذ زمن طويل والحديث عن أمن الخليج والدراسات التي تصدر عن أمن الخليج تتناول المسألة من زاوية أهمية الخليج للعالم وعلاقته بمصالح القوى الدولية الكبيرة، وليس من زاوية مصلحة شعوب الخليج أو حتى حكومات الخليج، فأمن الخليج من وجهة النظر الغربية هو أمن النفط وضمان وصوله للغرب بأسعار جيدة بالنسبة له.
وعندما ترفض دول الغرب هيمنة إيران على الخليج، فهي ترفضها لنفس السبب السابق وليس من أجل سواد عيون أهل الخليج.
نحن إذن في الخليج العربي نستمد أمننا من معادلة دولية حالية يصنعها غيرنا ونحن لا دور لنا فيها سوى أن النفط يوجد في أراضينا، فهل يمكن أن يأتي اليوم الذي يكون لنا فيه دور في صنع أمننا، بعيدا عن مسألة النفط ومصالح القوى الكبرى في منطقتنا؟
ومع احترامي لكل أصحاب النظريات والدراسات التي صدرت ونوقشت، ومع احترامي لكل المؤتمرات التي تنعقد ويشارك فيها الخبراء الأمنيون والاستراتيجيون ومراكز البحوث وغيرهم، فقد قتلت المسألة بحثا، وهم لا شك أقدر من غيرهم على فهم وتوصيف التهديدات الآنية والمسقبلية التي تهدد أمن الخليج، وهم الأقدر أيضا على توصيف الحلول ووضع الاسترتيجيات الضرورية لمواجهة هذه التهديدات، ولكن هناك أسئلة كثيرة تتوارد على أذهاننا نحن شعوب الخليج كلما أثيرت مسألة أمن الخليج، فإلى أي مدى تم تنفيذ ما تمخضت عنه الدراسات والمؤتمرات السابقة من توصيات في هذه المسألة؟
الدكتور محمد عبد الغفار مستشار جلالة الملك للشئون الدبلوماسية قال في كلمته امام المؤتمر «انه لم يعد التعاون الذي مضى عليه ثلاثون عاما يفي بمواجهة الأخطار المحدقة بدول المجلس» وأكد على ضرورة الأخذ بما أوصى به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز من الانتقال من حقبة التعاون إلى مرحلة الاندماج الكامل في كيان واحد.
نحن واثقون من أن الاحساس بالخطر إحساس مشترك لدى جميع القادة وجميع النخب في دول مجلس التعاون الخليجي، وواثقون أيضا من أنه لا خلاف على التعاون والعمل المشترك من أجل مواجهة التهديدات المشتركة، ولكن هل هناك اتفاق بشأن ضرورة وجود قوة عسكرية خليجية تكون قادرة على التصدي للتهديدات الخارجية التي نتعرض لها؟
هل يمكن للاندماج الكامل أن يحقق لنا الحماية من التهديدات بدون وجود قوة عسكرية تليق بحجم المجلس وبما يمتلكه من ثروات وما يحدق به من مخاطر؟
وإذا كان هناك اتفاق على أهمية وجود قوة عسكرية كبيرة، فما الذي سنقوم به في المستقبل القريب على طريق بناء هذه القوة؟
لا ننكر أن الأمن يتحقق بأشياء كثيرة كما تفضل المؤتمرون، فالتنمية الاقتصادية مسألة هامة، والاصلاح الاقتصادي والسياسي لا غنى عنهما في تحقيق السلم الأهلي والمحافظة على تماسك الجبهة الداخلية، ولكننا يجب أن نتحدث بنفس الصراحة والوضوح عن ضرورة وجود قوة خليجية مسلحة تسليحا نوعيا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية