العدد 1105
الإثنين 24 أكتوبر 2011
banner
حديث وزير الداخلية للعربية
السبت 04 مايو 2024

حديث وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة لقناة العربية جاء معبرا بصدق عن البحرين بكل ما فيها،دون مبالغة أو تهويل ودون تبسيط أو مغالطة فيما يتعلق بأي سؤال أو أي قضية من القضايا،والسبب في ذلك معروف،فالبحرين كما نقول دائما ليس لديها ما تخفيه،والبحرين لا تحتاج لوضع أي “ماكياج” على وجهها،لأن زينتها في صراحتها،وأمنها وبقائها ينبعان من قدرة قادتها على مواجهة المشكلات دون تسويف أو تحريف لأي منها.
 البحرين لا تؤمن بالمكابرة والتسلط،والدليل على ذلك أن جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة كان أحرص الناس على كشف الحقيقة،وهو الذي استقدم لجنة تقصي الحقائق قبل أن يطلبها أحد في الداخل ومن قبل أن ينادي بها الخارج،وهذا ليس بغريب على جلالته،بل هو في الحقيقة فلسفة دائمة،فقد بادر جلالته من قبل بتدشين المشروع الإصلاحي بما فيه من علاج لمشكلات سياسية واقتصادية واجتماعية،عندما كانت المنطقة التي نعيش فيها لا تزال تحبوا في مجال الديمقراطية والإصلاح السياسي.
 لقد رد وزير الداخلية ببراعة على مقولة طالما استخدمت لتبرير عمليات الاحتجاج والتظاهر في كل زمان وفي كل مكان،وهي أن هذه المظاهرة سلمية،حيث قال أن هناك مظاهرة قانونية ومظاهرة غير قانونية،وأن أجهزة الأمن تتصدى للمظاهرة غير القانونية.
 ولمزيد من التوضيح،نسوق مثالا بالتظاهرات التي وقعت في عواصم العالم الأسبوع الماضي،والطريقة التي ردت بها أجهزة الأمن على كثير من هذه التظاهرات،حيث قامت باعتقال الكثيرين والعمل على فض كثير من هذه المظاهرات بالقوة،لأن كثير من هذه المظاهرات غير قانونية طبقا لقانون هذه الدول.
 ولم تكن كلمة سلمية أو غير سلمية هي المحك الأساسي للتعامل الأمني مع هذه المظاهرات،فمجرد التظاهر في مكان غير مخصص للتظاهر يعد في هذه الدول مخالف للقانون ويعطي الحق للسلطات الأمنية في فض المظاهرات بالقوة،وقد يسقط خلال ذلك قتلى أو مصابين.
 أما نحن فنقوم بخلط الأمور والمغالطة فيما لا يجوز فيه الخلط ولا المغالطة،فعندما يقوم البعض باحتلال مستشفى هو الأكبر والأهم في البلاد ويحاول استخدامه كمركز أو غرفة عمليات لتنفيذ مؤامرة ضد البلاد،لا يمكن أبدا أن تقف أجهزة الأمن متفرجة على ما يجري،مهما قيل أن هذا تجمعا سلميا. وعندما يقوم شخص بدهس رجل شرطة بسيارته بمنتهى الاستهتار،فهذا أمر لا يمكن السكوت عليه،لأن هذا المواطن في واقع الأمر يدهس هيبة الدولة ويدهس القانون والإنسانية قبل أن يدهس هذا الشرطي الذي خرج يمارس عمله.
 هذه الصراحة التي تحدث بها وزير الداخلية خلال حواره مع العربية لابد أن تكون محل تقدير واحترام من الجميع،لأنه لم يترك صغيرة ولا كبيرة،ولكنه وضع البحرين برمتها أمام المشاهد وتركه يحكم ، ولم يقدم إجابات دبلوماسية تعتمد على الدوران حول الموضوعات دون تقديم إجابات شافيه.
 إننا بكل صراحة نحتاج من فترة لأخرى أن نجدد الثقة في رجال الأمن في البحرين،لأنهم نجحوا بامتياز في المرور بالبحرين من أزمتها السابقة،فرجل الأمن كغيره من الناس يحب أن يسمع كلمة تقدير وثناء على ما يقوم به من أعمال وطنية.
 وإذا كان العالم الخارجي مستعد على نحو أكبر لاستماع وتصديق ما ينسب لأجهزة الأمن العربية من أخطاء وانتهاكات،فإن من الواجب على أصحاب الأقلام الشريفة ألا ينكروا شهادة الحق عندما تكون واضحة وأن يقولوا شكرا لرجل الأمن عندما يكون مستحقا لهذا الشكر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية