بعد الجريمة التي أقدمت عليها إيران ضد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة، لابد أن يكون هناك موقف عربي قوي في مواجهة هذه الفعلة الإيرانية الشنيعة التي تثبت من جديد أن النظام الإيراني يعتمد القتل ضمن الوسائل التي يستخدمها في مواجهة الخصوم.
وسواء تم تنفيذ هذه العملية الجبانة أم لم يتم تنفيذها، فلا فرق، لأن إيران استباحت دم مواطن سعودي وخططت وكادت تنجح فيما أرادت، وبالتالي فإن النتيجة واحدة ولابد أن يكون الموقف العربي واحدا وقويا، في مواجهة هذا الاستهتار الذي مارسته إيران ضد دولة عربية إسلامية.
لابد من التحرك في عدة اتجاهات لإعطاء إيران درسا في احترام جيرانها، خاصة وأن المسرح العالمي ممهد في الوقت الحالي لتقبل أي تحرك ضدها، فالولايات المتحدة أهينت عندما أقدمت إيران على تنفيذ جريمتها على أراضيها، فهي مسئولة عن حماية البعثات الدبلوماسية الموجودة لديها، وبالتالي فهي مستعدة للتعاون في تنفيذ أي عمل ضد إيران، والموقف هو نفسه بالنسبة لبريطانيا التي قررت فورا اتخاذ موقف عملي ضد النظام الإيراني وذلك بوقف بث قناة “برس تي في”الناطقة باسم نظام الملالي في إيران، وقد رأينا أيضا موقفا كنديا منددا بالفعلة الايرانية النكراء، بسبب هذه السقطة الإيرانية التي يجب أن تتوقف عندها الدول العربية والإسلامية وتقوم بمراجعة علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع إيران، كدولة تستبيح القتل في سبيل تحقيق أهدافها وتصفية خصومها.
لابد أن نعي أن هذه الجريمة الإيرانية موجهة لأكبر دولة خليجية وأهم دولة إسلامية وأن الاعتداء عليها يعني أن إيران لا تقيم وزنا لأحد في منطقة الخليج برمتها، وبالتالي فالسكوت عليها أو الاكتفاء بالتنديد لا يكفي في مواجهة إيران في هذه المرحلة بالذات.
هذه ليست دعوة للحرب ، وليست أيضا دعوة للتدني والسقوط في مستنقع الارهاب الذي سقطت فيه إيران ومعاملتها بالمثل، لان المملكة العربية السعودية أرقى من أن تسقط كما سقط غيرها، ولأن المملكة العربية السعودية لها مكانتها الخاصة في نفوس المسلمين، فهي لا تستطيع أن تقدم على ما يسيء لتاريخها النظيف.
ولكن على الرغم من المملكة العربية السعودية تترفع عن الصغائر، إلا أنها تملك من السبل ما يضمن لها المحافظة على مكانتها واعتبارها وحماية مواطنيها.
ولكن ما نتمناه في الظرف الحالي هو أن تتخذ الدول العربية نفس الموقف ونفس التحرك الذي تقوم به السعودية، حتى وإن وصل الأمر إلى قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إيران، والسعي لتقديم المتهمين والمدبرين إلى المحكمة الدولية، لأن وجود موقف عربي موحد في هذا التوقيت هو السبيل الوحيد لمعاقبة إيران على فعلتها.