العدد 1098
الإثنين 17 أكتوبر 2011
banner
مخططات إيران وألغاز السياسة الأميركية
السبت 04 مايو 2024

بعد سلسلة من المواقف والتصريحات والتقارير الأميركية غير الدقيقة تجاه الوضع الداخلي في البحرين، خاصة ما قاله الرئيس باراك أوباما أمام الدورة السادسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، فاجأتنا الولايات المتحدة خلال فترة قصيرة بخبرين غاية في الإثارة، خاصة أن بطل الخبرين واحد، إن صح هذا التعبير، أولهما حول ضلوع إيران في محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن، وثانيهما أن الولايات المتحدة اعترفت بأن ما جرى في البحرين منذ فبراير كان محاولة انقلابية خططتها ودعمتها إيران أيضا، وجاء في الأخبار أن الرأس المدبر في الخبرين هو غلام شكوري عضو فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني.
هذين الخبرين لم يسببا لنا أي نوع من الصدمة أو الدهشة لأننا مقتنعون بدرجة مئة بالمئة أن إيران مسؤولة عن تحريك كل عمليات الشغب التي تقع في البحرين، ولأننا مقتنعون أن إيران لها أطماع إقليمية ولها أجندة واضحة تسعى لتحقيقها بكل السبل، وأن المملكة العربية السعودية و مملكة البحرين هما اول هدفين لإيران خلال سعيها للهيمنة على مقدرات الخليج العربي، مع اختلاف الخطة والهدف المراد تحقيقه في كل من الدولتين.
ولكن الصدمة والدهشة تنبعان من الموقف الأميركي نفسه ومن السياسة الأميركية تجاه إيران والتي تملأ نفوس الشعوب الخليجية بالشك والخوف حول المستقبل.
ففي الوقت الذي وصل العداء إلى أشده بين الدولتين، حسبما قرأنا وسمعنا، قامت الولايات المتحدة بتقديم العراق على طبق من فضة لإيران، بعد أن قضت على نظام الحكم السني فيها وسلمتها لحكومة تربى معظم أعضائها في إيران، فهل كانت الولايات المتحدة تجهل الأوضاع في العراق وتجهل علاقة الشيعة بإيران؟أم أنها تعمدت تقديم العراق لقمة سائغة للعراق لتفتح لها الطريق للتغلغل في المنطقة برمتها؟
ويمكننا أن نوجه أسئلة مشابهة أيضا حول الوضع الداخلي في البحرين والموقف الأميركي من الأحداث التي وقعت فيها، فهل كانت الولايات المتحدة تجهل العلاقة بين إيران وبين أحداث البحرين منذ لحظة انطلاق هذه الأحداث ومن قبل لحظة انطلاقها؟
لا يمكن لأي عاقل أن يصدق أن الولايات المتحدة لا تعرف أن إيران ضالعة حتى النخاع في أحداث البحرين، وبالتالي فمن حقنا أن نشعر بالصدمة من تلك التصريحات والمواقف الأميركية التي ظلمت البحرين خلال الفترة الماضية والتي صورت الأمر على أنه صراع بين الحكومة البحرينية وبين الشعب حول تطبيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وليس محاولة انقلاب مأجورة تسعى للقفز على الحكم في البحرين.
فكيف يمكننا فهم السياسة الأميركية من خلال هذه المواقف التي تصيبنا بالقلق والخوف؟ ولماذا سكتت الولايات المتحدة لوقت طويل قبل أن تقوم بتسريب الأخبار التي تبين أن إيران متورطة في المحاولة الانقلابية في البحرين؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .