العدد 1097
الأحد 16 أكتوبر 2011
banner
محاولة اغتيال السفير السعودي
السبت 04 مايو 2024

ما أقدمت عليه إيران تجاه السفير السعودي في الولايات المتحدة هو جريمة بكل المقاييس،وهو مؤشر على درجة الكراهية التي تكنها إيران للمملكة العربية السعودية،على اعتبار أن السعودية هي أكبر عقبة تواجه إيران في سعيها للهيمنة على العالم الاسلامي وقيادته والتحدث باسمه وممارسة الضغوط على الولايات المتحدة والغرب بشكل عام استنادا لهذه الهيمنة.
 ولا نبالغ إذا قلنا أن إيران تكره المملكة العربية السعودية أكثر مما تكره أي دولة أخرى في العالم،حتى وإن طنطن رئيسها مهددا إسرائيل أو متحديا الولايات المتحدة الأمريكية،لأن المملكة العربية السعودية لها مكانة ورمزا خاصة في نفوس المسلمين في أنحاء العالم،وهذا في حد ذاته يثير حقد ملالي إيران ويضر بمساعيها نحو الهيمنة الاقليمية.
 إيران هي إيران لم تتغير مهما كانت الشعارات المرفوعة، ولكننا لابد أن نسمي الأشياء بأسمائها،فما معنى أن تقوم دولة إسلامية تحكمها حكومة إسلامية تزعم أنها تحمي الاسلام والمسلمين بالتخطيط لاغتيال سفير مسلم لدولة مسلمة؟
 معنى ذلك ان إيران لن تتورع عن ارتكاب أي عمل جبان طالما أن هذا العمل يحقق مصالحها، لأن الغاية عندها تبرر الوسيلة،ومعنى ذلك أيضا أنها قامت بهذا الفعل كثيرا في الماضي،وقد تكون هي المسئولة عن اغتيال دبلوماسيين عرب آخرين في السنوات الماضية،وانها لن تتورع عن القيام بأعمال مشابهة في المستقبل عندما تكون هناك حاجة لذلك، وقد رأينا كيف كان لغلام شكوري المتهم في محاولة الاغتيال تلك يدا في محاولة الانقلاب الفاشلة ومحاولة إسقاط نظام الحكم في البحرين وذلك عبر فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني بالتعاون مع اتباعه في البحرين.
 إن محاولة اغتيال السفير السعودي بأيدي إيرانيين – على مافيها من بشاعة وخروج على القيم والأخلاق والدين – لها أهمية كبيرة في هذه المرحلة الحرجة،لأنها تكشف للجميع،بل تكشف للبسطاء من العرب والمسلمين ان شعارات إيران المرفوعة هي شعارات بلا أي معنى،وأنها في سبيل مصالحها يمكن أن ترتكب أي جريمة.
  فماذا ستقول إيران الآن وهي الدولة الاسلامية صاحبة الثورة الاسلامية؟وماذا سيقول المرشد الأعلى للثورة الاسلامية؟هل سيبرر محاولة قتل سفير مسلم لدولة مسلمة ؟هل سيسكت على هذه الجريمة كما سكت على قتل المتظاهرين الإيرانيين الرافضين لتزوير الانتخابات وتعذيب أبناء الثورة السابقين في السجون الايرانية؟أم أنه سينفي المحاولة برمتها ويقول أنها من تدبير أعداء إيران وأعداء الاسلام؟
  ويبقى السؤال الأهم وهو :ما هو رد الفعل العربي الرسمي تجاه هذه المحاولة الآثمة؟هل ستكتفي الدول العربية والجامعة العربية بمجرد إعلان التضامن مع السعودية والتنديد بالعملية ،أم سيكون هناك موقف عربي موحد تجاه إيران؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية