طب أسنان متقدم في المستشفى الملكي للنساء والأطفال
اختصاصي طب الأطفال د. بيار غانم
تعتمد سلامة الأسنان وصحتها على حصول الإنسان خلال مراحل حياته، خصوصا في طفولته، على طعام متزن في مكوناته، لا سيما العناصر المعدنية والفيتامينات التي لها أهميتها في بناء العظام. إحدى الطرق الأساسية لرعاية الفم والأسنان هي اتباع نمط غذائي سليم، إذ بإمكانك تخطي أو تقليل مشكلة تسوس الأسنان ومشكلات اللثة باتباعك نمطا سليما، ومن المعروف أن سوء التغذية مرتبط بحدوث العديد من الأمراض، فمثلا نقص أي عنصر أو فيتامين بالطبع سيؤدي إلى حدوث مشكلة ما في صحتك.
وقد أثبتت العديد من البحوث أن ثمة علاقة بين ضعف الجهاز المناعي وبين التعرض لالتهابات وأمراض اللثة. كما ثبت أن ثمة علاقة لبعض الأطعمة عالية الحموضة والسكريات البسيطة بحدوث تسوس الأسنان عن طريق تآكل طبقة المينا والطبقة الخارجية للأسنان، أو عن طريق زيادة نسبة الأحماض التي تفرزها البكتيريا وتؤدي إلى التسوس.
د. بيار غانم أخصائي طب الأطفال والمتخصص في علاج مشاكل أسنان الأطفال في المستشفى الملكي للنساء والأطفال أكد أن للسمنة تأثير ا مباشرا على الأسنان، فهي تؤدي إلى فقدانها صلابتها وقوتها والذي ينتج عنه التخلخل المبكر والخلع، كما إن السمنة تؤدي إلى ارتفاع الأحماض والارتجاع الذي يؤثر بشكل مباشر على نوعية الأسنان التي تكون تحت تأثير الحوامض مما يؤدي إلى تحلل المعادن الموجودة في الأسنان، فتفقد صلابتها فيحدث التخلخل والخلع.
وذكر د. بيار غانم أن مستشفى الملكي للنساء والأطفال يقدم خدمات طب أسنان الأطفال المتنوعة، إذ يقدم المستشفى خدمات لعلاج تقويم العظام القابل للإزالة، بالإضافة إلى جراحة الفم للشباب والبالغين، إلى جانب تقديم العلاج الوقائي والمراقبة وإعادة التأهيل المحافظ للأطفال.
كما يقدم خدمات لعلاج أسنان ذوي الاحتياجات الخاصة الصغار والكبار، مع رصد النمو والتطور للأطفال الصغار. وأشار إلى أن المستشفى يقدم أيضًا خدمات تنظيف الأسنان وتلميعها، بالإضافة إلى الحشوات التجميلية، وعلاج العصب وخلع السن والتلبيسات بمختلف أنواعها وغيرها من خدمات علاجية وتجميلية.. مزيد من التفاصيل في هذا اللقاء...
ما علاقة التغذية بأمراض الأسنان عند الأطفال؟
للتغذية علاقة وثيقة ومثبتة علمية فيما يتعلق بتسوس الأسنان، فعادات الأكل الجيدة والمضرة تبدأ من الصغر، لذا من مسؤولية الأهل تعويد الأطفال على الطعام الجيد وتجنب الطعام السيئ. فالسكر والكربوهيدرات والمكافآت التي تعطى للطفل والتي تحتوي على السكر العالي والكربوهيدرات، إلى جانب الوجبات السريعة، كلها تسبب التسوس المبكر، إضافة إلى أنها تسبب أمراض اللثة في عمر صغير.
كيف يؤثر النظام الغذائي على صحة الأسنان؟
وظيفة الأسنان هي المضغ وتسهيل عملية الهضم في المراحل الأولى، ويحتوي الفم على البكتيريا النافعة أو ما يطلق عليه البكتيريا الجيدة التي تحمي الأسنان من التسوس، وتحمي الإنسان من أمراض اللثة، وفي حال حدوث اختلال في التوازن بين البكتيريا النافعة والضارة فإن ذلك سيؤدي إلى تسوس الأسنان وأمراض اللثة والالتهابات، إضافة إلى خسارة الأسنان بشكل مبكر، ما يؤثر على نوعية الأسنان ومستقبل الأسنان الموجودة.
إن تناول الأطعمة والمشروبات غير الصحية التي تحتوي على نسبة عالية من السكر والكربوهيدرات، إضافة إلى نوعية الأكل السائلة والصلبة، كلها أمور تحدث فرقا في أمراض تسوس، خصوصًا عند تناول الأطعمة اللزجة التي تلتصق بالأسنان حتى بعد غسلها، فهي تبقى مدة طويلة جدًا خصوصًا ما إذا تم تناولها قبل النوم، وهو ما لا يسمح للعاب في هذه الحالة بتنظيف الأسنان؛ خصوصًا أن كمية اللعاب تقل بشكل كبير وقت النوم. لذا فإن النظام الغذائي المشبع بالسكر والكربوهيدرات ونوعية الطعام سواء كان صلبًا أو لزجًا أمور تؤثر على الأسنان واللثة بشكل كبير.
على ماذا يعتمد النظام الغذائي المتوازن عند الأطفال؟
النظام الغذائي المتوازن يعتمد على العديد من الخطوات، فأولًا يجب خفض كمية السكر إلى أقل من 5 % من نسبة الأطعمة اليومية، وعدم الاعتماد على الأطعمة اللزجة التي تلتصق بشقوق الأسنان ويصعب تحللها، كما يجب الاعتماد على الخضروات والفواكه التي تحتوي على الماء بشكل كبير والألياف التي توازن بين محتواها وبين السكريات الموجودة وتساعد على تنظيف الأسنان بالشكل الطبيعي، فالتفاح والجزر يساعدان على عملية التنظيف، كما يمكن اللجوء إلى الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم مثل الأجبان والألبان، إضافة إلى تناول الأطعمة الغنية بمادة الفوسفور، إذ إن هذه الأطعمة تساعد على تعويض خسارة المعادن الموجودة في الأسنان.
هل تؤثر السمنة على الأسنان؟
الإفراط بتناول الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون والكربوهيدرات يؤدي إلى السمنة في نهاية المطاف. وللسمنة تأثير مباشر على الأسنان، فهي تؤدي إلى فقدان صلابة وقوة الأسنان، ما يؤدي للتخلخل المبكر والخلع، كما أن السمنة تؤدي إلى ارتفاع الأحماض والارتجاع الذي يؤثر بشكل مباشر على نوعية الأسنان التي تكون تحت تأثير الحوامض، ما يؤدي إلى تحلل المعادن الموجودة في الأسنان فتفقد صلابتها ويحدث التخلخل والخلع، إضافة إلى الإصابة بأمراض اللثة. وهناك العديد من الدراسات، من أهمها دراسة روسية ودراسة ببريطانية، تؤكد أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة معرضون للإصابة بالالتهابات اللثة أكثر من غيرهم؛ بسبب تراكم البكتيريا والأحماض والجير الموجود على الأسنان، ما يؤدي إلى تراجع اللثة عن الأسنان وفقدان العظم الذي هو داعم أساس ورئيس يساعد على مسك الأسنان وبقائها بقوتها.
وتسبب السمنة المفرطة تفاقم البكتيريا الضارة الموجودة على الأسنان، وهو ما يؤدي إلى التهاب اللثة، وقد أثبتت الدراسات أن نسبة الأشخاص الذين تزيد كثافة الدهون لديهم وتتخطى 25 يعانون من مشكلات في اللثة؛ كونهم معرضين إلى الإصابة بالأحماض الناتجة عن الكربوهيدرات المترسبة على الأسنان.
ما النصيحة التي تقدمها إلى الأهل؟
هناك العديد من العوامل التي تلعبًا دورًا في السمنة عند الأطفال، فقد تكون الأسباب وراثية ولها علاقة بالجينات، وقد تكون العوامل سلوكية، فعدم الالتزام بنظام غذائي صحي، واللجوء إلى الأطعمة الضارة وعدم وجود الأنشطة الرياضية له دور في الإصابة بالسمنة، كما قد ترتبط السمنة أيضًا ببعض الأدوية والحالات الطبية كالسكر أو الحالات الطبية المعروفة التي لها علاقة بالمشكلات الهرمونية، جميع هذه الحالات تؤدي إلى زيادة الأحماض في الفم ما يؤدي إلى التسوس.
من أهم النصائح التي نقدمها هي الالتزام بالأطعمة الصحية وتجنب الوجبات السريعة والسوائل الغازية وتغيير العادات السلوكية الغذائية سواء في المنزل أو خارجه، مع ضرورة تجنب نظام المكافآت الخاص بالحلويات والوجبات، فهذا يؤثر على النظام الغذائي، لذا يستحسن تغيير نظام المكافآت، فبدلًا من الحلويات يمكن أن يكون على شكل ألعاب أو أنشطة خارجية. كما ننصح بإشراك الطفل في الأنشطة البدنية لتجنب الإصابة بالسمنة. وفي الختام على الأهل خصوصًا والمجتمع تجنب انتقاد الطفل السمين، فذلك سيؤدي إلى إصابته بحالة نفسية، فبدلًا من الانتقاد يجب تشجيعه على ممارسة هواية رياضية تساعدها على إنقاص وزنه.
كما ننصح أهالي الأطفال الرضع بوقف زجاجة الحليب في عمر سنة أو 18 شهرا كحد أقصى، فزجاجة الرضاعة أكبر عدو للأسنان، إذ في الفترة الأخيرة نرى أطفالا لا يتجاوز عمرهم 3 أعوام يعانون من تسوس الأسنان، لذا ننصح بترك زجاجة الرضاعة تقف في عمر سنة أو 18 شهرا كحد أقصى؛ ليكون لدى الطفل نظام غذائي طبيعي، كما نشدد على أهمية الفحص الدوري لأسنان الأطفال من عمر السنتين أو السنة والنصف، فقد يعاني الطفل من مشكلات بسيطة يمكن علاجها مبكرًا دون الحاجة إلى التخدير.