انتبهوا... النحافة ليست رشاقة
اختصاصية تغذية فاطمة علوي
يبحث العديد منا عن النحافة، حتى أن البعض أصبح لا يسعى إلى الرشاقة بل النحافة، فيلجأ كثيرون إلى طرق عدة للحصول على جسد نحيف بما لا يتناسب معهم. ومع سعي العديد منا إلى إنقاص الوزن الزائد وخسارة عشرات الكيلوغرامات هناك العديد من النحفاء الذين يسعون ويحاولون بكل الطرق إلى كسب كيلوغرامات نحاول خسارتها بشتى الطرق، وذلك بهدف الحصول على جسد مثالي بعد معاناة من النحافة التي سببت لهم مضاعفات صحية.
وفي الوقت الذي يعاني كثيرون من الإصابة بالنحافة وقلة الوزن عن المعدل الطبيعي، وهو ما يسبب العديد من الأمراض ويكون وراءه العديد من الأسباب، تمثل النحافة قلقا كبيرا للمصابين بها، فهم ليسوا راضين عن وضعهم كما يعتقد البعض؛ إذ تعتبر النحافة الشديدة أمرًا مزعجًا ومقلقًا لدى النساء، فقد تضعف الثقة بالمظهر.
وأكدت اختصاصية التغذية فاطمة علوي أن هناك العديد من المخاطر التي قد يتعرض لها الشخص النحيف ومن أهمها هشاشة العظام، نقص المناعة، ومشكلات النمو عند الأطفال والمراهقين، إضافة إلى مشكلات الخصوبة.
وفي مركز التغذية الأميركي أثبتت إحدى الدراسات أن هناك حوالي 1 % من الرجال، و2,4 % من النساء، يعانون من الإصابة بالنحافة.
وأثبتت الدراسات أن النحافة تشكل خطرا كبيرا على الصحة مثل السمنة، والعديد من الدراسات تناولت هذه المشكلة، وأثبتت أن النحافة ونقص الوزن يعرض الشخص المصاب بها للوفاة، وذلك يرجع إلى عدم أخذ الجسم ما يحتاجه من العناصر الغذائية التي يحتاجها.
وفي لقاء مع اختصاصية التغذية فاطمة علوي ذكرت أن الإصابة بالنحافة تسبب الضعف العام للجسم، وعدم قدرته على مقاومة الأمراض، وذلك يرجع إلى نقص إنتاج الأجسام المضادة، ما يتسبب في الإصابة بالأمراض المعدية وضعف مقاومة الجسم للأمراض بسبب نقص المناعة، وكذلك ضعف قدرات الإنسان الفكرية وسرعة التعب والشعور بالضعف والوهن.
وقالت علوي «إن علاج النحافة المفرطة يكمن في إحداث مجموعة من التغييرات في نمط الحياة اليومي واتباع حمية غذائية صحية ومتوازنة، بمساعدة من الطبيب واختصاصي التغذية اللذين يلجآن أولًا إلى تحديد سبب المشكلة إن كانت صحية أو نفسية وعلاجها والمساعدة في تحقيق الوصول إلى الوزن المثالي المطلوب».
ما تعريف النحافة؟
النحافة تعني أن وزن الفرد أقل من نطاق الوزن الصحي، وهو الوزن الذي أظهرت البحوث أنه يجب أن تكون عليه إذا كان جسمك يعمل بشكل صحيح. ويمكن أن يؤثر أن الفرد خارج هذا النطاق، سواء كان يعاني من زيادة الوزن أو نقص الوزن، إذ إن في كلتا الحالتين فالزيادة والنقصان ستشكل خطرا على صحة الفرد.
متى يمكن أن نطلق على الشخص åنحيفò؟
يطلق على الشخص بأنه نحيف إذا كان مؤشر كتلة جسمه أقل من 18.5، فإنه هذا المؤشر يبين أنه يقع ضمن نطاق نقص الوزن. أما إذا كان مؤشر كتلة الجسم يتراوح ما بين 18.5 و24.9، فإنه يقع ضمن نطاق الوزن الطبيعي أو الصحي. ولكن يجب ألا نحصر ذلك على مؤشر كتلة الجسم، إذ إن هناك مؤشر كتلة الجسم لا يبين لنا بالتحديد ما هو الناقص هل هي نسبة الدهون أم العضل، لذا دائمًا ما نحاول معرفة تاريخ المريض من مؤشر كتلة الجسم وصحته العامة أيضًا.
ما أعراض النحافة؟
مؤشر كتلة الجسم عند 18.5 وحده لا يعد دليلًا كافيًا على أن الشخص يعاني من النحافة المفرطة، بل يصاحبها عدد من الأعراض الجسدية التي تعطي مؤشرًا على ضرورة الإسراع في طلب التدخل الطبي المناسب كسهولة تكسر العظام، عدم انتظام الدورة الشهرية أو صعوبة حدوث الحمل، سهولة الإصابة بالعدوى، تساقط الشعر، والشعور بالدوار وتعب الجسم العام، إضافة إلى نقص النمو لدى الأطفال.
ما الأسباب المؤدية للنحافة؟
هناك العديد من الأسباب مثل اتباع العادات الغذائية الخاطئة منذ الطفولة، أو أسباب وراثية أو استعداد وقابلية الجسم للنحافة، واتباع العديد من الحيل الغذائية الخاصة بالتخلص من الوزن الزائد، والتي تصيب الفرد بالنحافة بدلا من الوزن المثالي، كما أن بعض الأمراض تسبب النحافة مثل الإصابة بمشكلات الغدة الدرقية أو الأنيميا من أهم الأسباب المؤدية للإصابة بالنحافة.
ما خطورة النحافة على الشخص؟
هناك الكثير من التركيز في عالم الطب على الآثار الصحية لزيادة الوزن، ولكن ماذا عن آثار نقص الوزن؟ هل هناك بعض المخاطر الصحية المرتبطة بنقص الوزن؟ العديد يغفل عن هذا السؤال، إلا أنه في الواقع هناك العديد من المخاطر التي يمكن أن يتسبب بها نقص الوزن والتي من أهمها:
• هشاشة العظام من نقص فيتامين د والكالسيوم.
• نقص المناعة.
• زيادة خطر حدوث مضاعفات من الجراحة.
• سوء التغذية ونقص الفيتامينات أو فقر الدم.
• مشكلات الخصوبة الناتجة عن دورات الطمث غير المنتظمة.
• مشكلات في النمو، خصوصا عند الأطفال والمراهقين.
متى تشكل النحافة خطرا على صحة المريض؟ ومتى يجب اللجوء إلى الطبيب؟
عندما يبدأ الشخص النحيف بالشعور بمرض ومع ظهور بعض الأمراض، إضافة إلى أنه عندما يبدأ يتخلى عن وجباته بشكل متكرر، فضلًا عن إصابته بالتوتر والاكتئاب الذي يؤدي إلى فقدانه شهيته، إضافة إلى فقدانه الكثير من الوزن، فحينئذ عليه طلب المساعدة من طبيبه أو اختصاصي التغذية؛ إذ يمكن لطبيبه فحص تاريخه الطبي والمساعدة في تحديد أي مشكلات قد تؤدي إلى سوء التغذية أو فقدان الوزن.
ودائما ما أنصح بحجز موعد مع الطبيب إذا بدأ الشخص النحيف يشعر بحاجته إلى إنقاص الوزن أو في حال كان عدم تناول الطعام يمنحنه شعورًا أفضل بالسيطرة على الوزن.
إن من المهم تشخيص أسباب النحافة؛ إذ إنه يأتي كخطوة سابقة لعلاج النحافة، فتحديد السبب وراء النحافة وعلاجه أهم الوسائل التي تساهم في اكتساب مزيد من الوزن فيما بعد، والمرحلة التالية بعد التشخيص وعلاج السبب تعتمد بشكل أساسي على الغذاء الصحي.
هل يمكن أن يحصل الشخص النحيف على جسم رشيق؟
إذا استبعد الطبيب أي مشكلات طبية أساسية خطيرة، يمكن إلى الفرد بعد ذلك طلب المساعدة من اختصاصي التغذية لتحديد الوزن المستهدف لوضع خطة لمساعدتك في الوصول إلى هذا الوزن، من خلال الأكل الصحي والعلاجات المناسبة الأخرى من قبل الطبيب، إذ يمكن الوصول إلى الوزن الصحي المطلوب من خلال اتباع العلاجات المناسبة المطروحة من اختصاصي التغذية مع الطبيب.