هل ينذر ارتفاع درجة الحرارة والطفح الجلدي بوجود مرض خطير؟
اختصاصي طب أطفال د. محمد الحورانـي
ارتفاع درجة الحرارة أمر مألوف وشائع لدى الأطفال، إذ تحدث الحمى للعديد من الأسباب، ولا يقلق الآباء من الحمى فقط، ولكن ما يلي ارتفاع درجة الحرارة مثل حدوث طفح جلدي عند الأطفال بعد الحرارة قد يكون مقلقًا لدى العديد، إذ من الشائع حدوث طفح جلدي عند الأطفال بعد ارتفاع درجة الحرارة أو الحمى، وارتفاع درجة الحرارة مألوف وشائع جدًا لدى الأطفال، ويجب على جميع الآباء إدراك أن الحمى دفاع الجسم الطبيعي ضد العدوى، ولكن هناك بعض الأعراض التي قد تنذر بوجود مشكلة لدى الطفل، وذلك بحسب ما أكده اختصاصي طب الأطفال في مستشفى الإرسالية الأميركية د. محمد الحورانـــي. فهناك العديد من الأمراض التي تقف وراء إصابة الطفل بالحمى وظهور الطفح الجلدي، فقد تكون نتيجة إصابته بأمراض معدية أو غير معدية.
وقال د. محمد الحوراني «على الرغم من الارتباط الشديد بين متلازمة ارتفاع الحرارة المصحوبة بظهور الطفح الجلدي والأمراض المعدية إلا أن هناك العديد من الأمراض غير المعدية تكون مصحوبة بنفس الأعراض مثل أمراض جهاز المناعة وأمراض الدم».
وأضاف الحوراني «على الأهل اللجوء إلى أقرب عيادة في حال كان الطفل يعاني من أحد هذه الأعراض كارتفاع درجة الحرارة بحيث تتجاوز 39 درجة مئوية. وإذا كان الطفح الجلدي لا يختفي عند الضغط عليه، عدم تحمل شدة الضوء، تشنج أو صعوبة ثني الرقبة، أو تغير في مستوى الوعي أو تغير في التصرفات».
وشدد د. محمد الحوراني خلال لقاء مع «صحتنا في البلاد» على ضرورة الالتزام بمواعيد اللقاحات والتطعيمات المقررة للوقاية من الأمراض الخطيرة، والاهتمام بمراقبة تطورات المرض وزيارة الطبيب عند ملاحظة علامات الخطر، مؤكدًا أن بعض الأمراض التي تسبب الحمى والطفح الجلدي في نفس الوقت يمكن أن تكون أكثر خطورة، ويجب استشارة الطبيب إذا كان طفلك يعاني من طفح جلدي أثناء الإصابة بالحمى أو كان يعاني من المرض بشدة.
هل ينذر ارتفاع الحرارة مع الطفح الجلدي بوجود مشكلة عند الطفل؟
إن متلازمة ارتفاع درجة الحرارة المصحوبة بظهور طفح جلدي من الحالات الشائعة جدا في عيادات طب الأطفال وأقسام الطوارئ بشكل يومي. فقد يكون الطفح الجلدي العلامة البسيطة الوحيدة للمرض، وقد يكون علامة مبكرة لحالة مرضية خطيرة في مرحلة التطور.
ما الأمراض التي تسبب ارتفاع درجة الحرارة مع ظهور الطفح الجلدي؟
على الرغم من الارتباط الشديد بين متلازمة ارتفاع الحرارة المصحوبة بظهور الطفح الجلدي والأمراض المعدية إلا أن هناك العديد من الأمراض غير المعدية تكون مصحوبة بنفس الأعراض مثل أمراض جهاز المناعة وأمراض الدم.
كيف يتم علاج كل مرض من الأمراض التي تسبب الطفح الجلدي والحرارة؟
إن علاج هذه الأمراض يعتمد على السبب الرئيس لظهورها، فعلى سبيل المثال لا الحصر في حال تم تشخيص إصابة المريض بالحمى القرمزية من قبل الطبيب المعالج فإن العلاج يتم بوصف المضاد الحيوي المناسب لفترة زمنية محددة.
أما إذا كان السبب إصابة فيروسية، وهي الغالبة، فالعلاج تلطيفي لتخفيف الأعراض المصاحبة فقط إلا في بعض الحالات المحدودة جدا، فمن المعروف أن غالبية الفيروسات تنتهي دورة حياتها بمدة معينة من دون أدوية محددة للقضاء على نوع الفيروس.
أما فيما يخص الأمراض ذات العلاقة بالمناعة الذاتية فعادة ما يتم التشخيص بعد زيارات وفحوصات مخبرية متعددة؛ لأن علاجها يتم بأدوية لتثبيط المناعة.
تشتكي بعض الأمهات من ظهور الطفح بعد الانتهاء من المرض وعودة الحرارة إلى طبيعتها، فما السبب؟
إن هذه المتلازمة من الإصابات الشائعة بين الأطفال وتكون نتيجة إصابة فيروسية؛ فمثلا الهربس من النوع السادس (مرض الأيام الستة) يتميز بالارتفاع الحاد في درجة الحرارة لمدة تتراوح بين 3 و5 أيام ومن بعدها يظهر الطفح الجلدي بعد عودة درجة الحرارة لطبيعتها.
متى ينذر الطفح الجلدي وارتفاع درجة الحرارة بوجود خطر؟
ننصح الأهل دائما بالانتباه للنقاط التالية، التي عند وجودها مع وجود أي ارتفاع في درجة الحرارة سواء كان مصحوبا بطفح جلدي أم لا، يتحتم عليهم التوجه لأقرب عيادة أطفال أو قسم طوارئ للأطفال للحصول على العناية اللازمة، وهي كالتالي:
1. درجة حرارة عالية تتجاوز 39 درجة مئوية.
2. إذا كان الطفح الجلدي لا يختفي عند الضغط عليه.
3. عدم تحمل شدة الضوء.
4. تشنج أو صعوبة ثني الرقبة.
5. تغير في مستوى الوعي أو تغير في التصرفات.
6. صعوبة أو سرعة في التنفس.
7. تغير في لون الشفاه أو اللسان أو اليدين (إزرقاق أو شحوب أو أي لون غير اللون الطبيعي).
8. عدم القدرة على الشرب والأكل مع ظهور علامات الجفاف (قلة في إدرار البول، بكاء من غير دمع، شحوب الجلد والوجه، قلة في النشاط وإرهاق).
هل يمكن أن تحدثنا عن أعراض الطفح الجلدي الحراري؟
تختلف الأعراض من حالة إلى أخرى حسب المسبب للمتلازمة. إلا أن هناك بعض الأمراض تسبب الطفح الجلدي وهي أكثر الحالات شيوعا وهي:
الحصبة: هي إصابة فيروسية خطيرة تشكل تهديدا لحياة الأطفال الصغار، يتميز طفح الحصبة باللون الأحمر القرميدي بشكل بقع كبيرة مسطحة، يبدأ الطفح بالرأس ومن ثم ينتشر نزولا ليشمل باقي الجسم مصحوبا بارتفاع حاد بدرجة الحرارة والسعال الجاف وسيلان الأنف والتهاب ملتحمة العينين ويكون الطفل المصاب شديد المرض. وعلى الرغم من خطورة هذا المرض إلا أنه يمكن الوقاية منه بلقاح الحصبة.
جدري الماء: جدري الماء هو من الأمراض الفيروسية شديدة العدوى للأشخاص الذين لم يصابوا بالمرض من قبل أو لم يحصلوا على اللقاح. يسبب المرض طفحا جلديا وحكة مع بثور صغيرة مملوءة بسائل، وقد تظهر قبل الطفح بيوم أو اثنين أعراض مثل الحمى والصداع وفقدان الشهية والإرهاق العام. وهو أيضا من الأمراض الممكن الوقاية منه بلقاح الجدري.
الحصبة الألمانية (الحميراء): الحميراء عدوى فيروسية معدية تعرف بالطفح الجلدي الأحمر المشابه للحصبة. وتسمى كذلك بالحصبة الألمانية. في حين أن هذه العدوى قد تسبب أعراضا متوسطة أو حتى لا تسبب أي أعراض لدى معظم الأشخاص، إلا أنها قد تسبب أعراضا أخرى في أثناء الحمل. ومن الأعراض المصاحبة لهذا المرض هي الحمى الخفيفة، الصداع، انسداد الأنف أو سيلانه، التهاب العينين واحمرارها، ظهور عقد لمفاوية متضخمة في مؤخرة العنق وخلف الأذنين. ويعد لقاح الحصبة - النكاف - الحصبة الألمانية فعالا في الوقاية منه.
أمراض اليد والقدم والفم: هي عدوى فيروسية معدية متوسطة شائعة بين الأطفال الصغار، تتسبب بقروح في الفم وحكة في اليدين والقدمين. فيروس كوكساكي هو السبب الأكثر شيوعا لأمراض اليد والقدم والفم. لا يوجد علاج محدد لمرض اليد والقدم والفم. يمكن لغسيل اليدين بشكل متكرر وتجنب الاقتراب من الأشخاص المصابين بأمراض اليد والقدم والفم المساعدة في خفض خطر إصابة الطفل. قد يسبب مرض اليد والقدم والفم جميع العلامات والأعراض التالية أو بعضها فقط. وتشتمل على ما يلي: الحمى، التهاب الحلق، الشعور بالتوعك، تقرحات وحبوب حمراء اللون تشبه البثور على اللسان واللثة وعلى الخدين من الداخل. طفح جلدي أحمر من دون حكة، ولكن في بعض الأحيان مع بثور في راحتي اليد وباطني القدم وفي بعض الأحيان على الأرداف.
كيف يتم علاج الطفح الجلدي في هذه الحالة وكم تستغرق المدة؟
ليس هناك علاجات خاصة لهذه الأنواع من الطفح الجلدي، فهو ليس نوعا من أنواع الحساسية، وإنما عارض لإصابة جرثومية، فالعلاج يتلخص بالاهتمام بنظافة الجلد وتجنب تلوث الجلد المصاب وقد نلجأ في بعض الأحيان لأنواع معينة من المراهم الخاصة للتخفيف من حدة الإصابة.
ما النصيحة التي تقدمها إلى المرضى؟
أتمنى للجميع الصحة والسلامة وأرجو من جميع الآباء والأمهات الالتزام بمواعيد اللقاحات التطعيمات المقررة للوقاية من الأمراض الخطيرة، والاهتمام بمراقبة تطورات المرض وزيارة الطبيب عند ملاحظة علامات الخطر التي ذكرناها سابقا.