50 % من حالات الصرع عند الأطفال غير معروفة السبب
طبيب أطفال / اختصاصي أعصاب أطفال د. داليبور توميك
ما يزال السبب الدقيق لحوالي 40-50 % من حالات الصرع غير معروف، على الرغم من كل أدوات التشخيص المتاحة في وقتنا الحالي، خصوصًا أنه ليس من النادر أن يتم تشخيص إصابة الطفل الطبيعي تمامًا بالصرع في حال كانت جميع الفحوصات المختبرية، الاختبارات، مخطط كهربية الدماغ، التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ، لا تظهر أي تشوهات.
ومع وجود نسبة كبيرة من الأطفال المصابين بالصرع، أكد طبيب الأطفال اختصاصي أعصاب الأطفال في مستشفى الإرسالية الأميركية د. داليبور توميك أنه عالميًا هناك حوالي 40 % إلى 50 % من الأطفال المرضى يعانون من أعراض الصرع، موضحًا أن الصرع هو أكثر الاضطرابات العصبية شيوعًا، ليس فقط بين الأطفال، ولكن بين السكان عموما، إذ تشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 1 % من سكان العالم يعانون من الصرع.
ولفت إلى أن 20 % من الأطفال المرضى في قسم أعصاب الأطفال في المستشفى يعانون من صعوبات التعلم أو مشكلات النمو التي تؤثر على المهارات الحركية والكلام واللغة و20 % يعانون من الصداع، وهو ما يتماشى مع النسب العالمية.
الصرع أكثر الأمراض العصبية شيوعا عند الأطفال
ما أكثر أمراض الأعصاب شيوعًا لدى الأطفال؟
فيما يتعلق بالمرضى، بصفتي طبيب أعصاب للأطفال، أرى جميع الحالات تقريبًا التي تؤثر على الدماغ والحبل الشوكي والأعصاب والعضلات. وعموما، يعاني حوالي 40 % إلى 50 % من المرضى من الصرع، بينما يعاني 20 % من صعوبات التعلم أو مشكلات النمو التي تؤثر على المهارات الحركية والكلام واللغة و20 % يعانون من الصداع، وعند الحديث عن الصداع عند الأطفال لا يكون الصداع الذي يختفي بعد دقائق، وإنما الصداع الذي يؤثر على حياة الطفل ويمنعه من ممارسة حياته بشكل طبيعي.
أما باقي الحالات فهم مرضى يعانون من اضطراب عصبي عضلي أو أطفال يعانون من حالات نادرة أو غير عادية مثل أمراض التمثيل الغذائي أو الأمراض الوراثية. وأحيانًا أرى أطفالا يتمتعون بصحة جيدة ويعانون من نوبة أو نوبات حمى، ويكون الآباء قلقين بشكل مفهوم بشأن ما يعنيه ذلك. إلا أنهم يريدون التأكد فقط من أن حالة أطفالهم ليست ناتجة عن شيء أكبر يحتاج إلى تشخيصه وعلاجه من قبل طبيب أعصاب الأطفال.
يمكن تشخيص الصرع خلال السنوات العشر الأولى من العمر وبعد سن الـ 80
ذكرت أن معظم الأطفال المصابين بأمراض الأعصاب يعانون من الصرع، فهل يمكنك إخبارنا بمدى انتشار الصرع وكيف يتم تشخيصه؟
الصرع هو أكثر الاضطرابات العصبية شيوعًا، ليس فقط بين الأطفال، ولكن بين السكان عموما. وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 1 % من سكان العالم يعانون من الصرع، ما يعني أن 60-65 مليون شخص يعانون من الصرع اليوم. ويتم تشخيص الصرع في معظم الحالات خلال السنوات العشر الأولى من العمر وبعد 80 عامًا من العمر. لذا، فإن الأطفال وكبار السن هم الأكثر تضررًا.
هناك بعض الخطوات أو الإرشادات التي نتبعها عند تشخيص الصرع عند الأطفال وهي:
• التاريخ الطبي السابق المفصل: قد يشمل أسئلة تتعلق بحمل الأم والولادة وما إذا كان هناك أقارب مصابين بالصرع وما إذا كان الطفل يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة و/ أو إصابة خطيرة في الرأس و/ أو فترات من التحديق أو عدم الانتباه أو حبس النفس.
• وصف مفصل للنوبة: يجب على الشخص (الأشخاص) الذين كانوا حاضرين وقت نوبة الطفل أن يتواصلوا مع الطبيب.
• الفحص البدني: تقييم الحالة القلبية والعصبية والعقلية.
• فحص الدم: لتحديد الأسباب المحتملة و/ أو الأمراض الخطيرة الأخرى.
• التصوير المقطعي المحوري (CAT) أو التصوير المقطعي المحوسب: يمكن استخدامه لتحديد ما إذا كانت النوبة ناتجة عن آفة أو مرض عصبي حاد.
• مخطط كهربية الدماغ (EEG) يمكن استخدامه لتقييم مخاطر تكرار النوبات وقد يساعد في تحديد نوع النوبة ومتلازمة الصرع.
• صورة الرنين المغناطيسي (MRI) وهي الصورة المفضلة للدماغ عند تقييم الأطفال الذين يعانون من نوبات صرع أو نوبات صرع جديدة قد تكون بدأت في جزء معين من الدماغ.
بعد الحصول على نتائج الفحص والاختبارات وفترة المراقبة، يحدد الطبيب ما إذا كان الطفل مصابًا بالصرع وما إذا كان العلاج مطلوبًا.
ما المخاطر والأسباب الشائعة لصرع الأطفال؟
قبل أن نتحدث عن الأسباب الشائعة للصرع، أود أن أقول إنه أولًا هناك عوامل خطر رئيسة معينة مرتبطة بصرع الأطفال. يزيد وجود هذه العوامل من خطر إصابة الطفل بالصرع. وهذه العوامل هي: التاريخ العائلي الإيجابي للصرع، وصدمات الرأس، والنوبات المصحوبة بحمى منخفضة الدرجة، خصوصا إذا استمرت النوبات أو حدثت أكثر من مرة. من المهم أيضًا أن نذكر أن تاريخ حديثي الولادة الإيجابي للإصابة باعتلال الدماغ بنقص الأكسجين في الدماغ أثناء الولادة، أو النزيف في الدماغ أو حدوث نوبة خلال الشهر الأول من العمر، هي أيضًا عوامل الخطر للإصابة بالصرع في وقت لاحق من الحياة. ولكن للأسف ما يزال السبب الدقيق لحوالي 40-50 % من حالات الصرع غير معروف، على الرغم من كل أدوات التشخيص المتاحة. ليس من النادر أن يتم تشخيص إصابة الطفل الطبيعي تمامًا بالصرع، خصوصًا إذا كانت جميع الفحوصات المخبرية، الاختبارات، مخطط كهربية الدماغ، والتصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ، لا تظهر أي تشوهات.
65 مليون شخص يعانون من الصرع حول العالم
كيف يتم علاج الصرع؟
هناك طرق علاجية مختلفة لعلاج الصرع، لكن الأدوية المضادة للنوبات هي الدعامة الأساس لعلاج الصرع. الشيء الجيد هو أنه لا يمكن علاج ما يصل إلى 65-70 % من الصرع بنجاح إلا باستخدام الأدوية المضادة للصرع. ومع ظهور عقاقير جديدة ربما تكون هذه الأرقام أعلى.
في حين أن أدوية النوبات هي الدعامة الأساس لعلاج الصرع، إلا أن هناك طرقًا أخرى يجب التفكير فيها أيضًا، مثل العلاج الجراحي للصرع أو النظام الغذائي الكيتوني أو التحفيز العصبي.
ما مدى تأثير الجينات الوراثية على الاضطرابات العصبية عند الأطفال؟
نحن نعلم أن معظم الأطفال الذين يعانون من إعاقة في النمو أو صرع أو اضطراب حركي أو عضلي، في حال عدم وجود سبب أساسي واضح مثل إصابة الدماغ أو العدوى، فإن لديهم أعراضا بسبب الاضطرابات الوراثية. الاستقصاء الجيني مجال معقد ويواجه أطباء الأطفال خصوصا أطباء أعصاب الأطفال تحديات كبيرة فيما يتعلق بإحالة الاختبارات الجينية المناسبة. لا يوجد اختبار واحد يمكنه الكشف عن جميع الاضطرابات العصبية الوراثية. المعلومات الجينية معقدة وتحتاج إلى أن يقدمها مستشار وراثي بطريقة مفيدة تفيد المرضى وعائلاتهم من حيث اتخاذ القرار والتحكم الشخصي وتقليل الضغط النفسي. يجب تقديم الاختبارات الجينية السابقة للأعراض إذا كانت هناك فائدة طبية محتملة في المستقبل القريب، كما هو الحال في حالة ضمور العضلات النخاعي. لقد مكنتنا تطورات العلاجات الجينية من تقديم علاج فردي يمكن أن يساعد في وقف أو إبطاء تقدم المرض.
كيف يؤثر مرض أعصاب الأطفال المزمن على الحياة اليومية للطفل والأسر؟
عندما يتم تشخيص إصابة الطفل بحالة عصبية، يسأل الوالدان دائمًا كيف سيكون نمو الطفل، وهل سيتمكن الطفل من الذهاب إلى المدرسة والمشاركة في الرياضة والأنشطة الأخرى، وكيف سيؤثر المرض على التطور الشخصي والمهني. مع وجود عدد كبير من أمراض الأعصاب لدى الأطفال، لا تتأثر جودة الحياة اليومية أو يكون لها تأثير طفيف على أنشطة الحياة اليومية. ولكن من ناحية أخرى، فإن الاضطرابات العصبية الحادة والمتقدمة للأطفال تشكل عبئًا ثقيلًا على نظام الأسرة بأكمله ولها تأثير سلبي كبير على نوعية الحياة ومنظور حياة الأسرة بأكملها. في مثل هذه الحالات يجب أن يجد المجتمع الموارد اللازمة لتقديم أقصى قدر من الدعم للأطفال الذين يعانون وأسرهم.
ما المظاهر العصبية لـ «كوفيد ١٩» عند الأطفال؟
المظاهر العصبية لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا المصابين بكوفيد 19 شائعة نسبيًا، ولكنها نادرًا ما تكون خطيرة. عادةً ما يعاني الأطفال المصابون بكورونا من علامات وأعراض عصبية غير محددة مثل الصداع والتعب وآلام العضلات. يعاني أقل من 1 % من الأطفال من مظاهر عصبية خطيرة مثل النوبات.
هل يعتبر فرط الحركة ونقص الانتباه اضطرابًا عصبيًا؟
اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) هو اضطراب سلوكي عصبي يصيب ما يصل إلى 3-5 % من جميع الأطفال. ويتعارض مع قدرة الطفل على الاستمرار في مهمة وممارسة التثبيط المناسب للعمر. لا يوجد اختبار واحد يمكنه تشخيص إصابة الطفل باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. من الناحية المثالية، يحتاج المهني الصحي المرخص إلى جمع معلومات عن الطفل وسلوكه في أماكن متعددة. قد تطلب الأسرة أولًا توجيهًا من طبيب الأطفال، الذي يمكنه فحص أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ولكن يجب عليه بعد ذلك إحالة الأسرة إلى اختصاصي الصحة العقلية ذي الخبرة في اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. يتم جمع المعلومات من خلال مقابلات الوالدين والأطفال إضافة إلى إجراء استبانات الوالدين والطفل والمعلم، ملاحظات السلوك مع تقديم قياسات الاختبار الفردية. ومع ذلك فإنه قبل إحالة المريض يمكن إجراء بعض تشخيصات الاستبعاد الطبي، مثل النوبات، والتهابات الأذن، ومشكلات السمع أو الرؤية، ومشكلات الغدة الدرقية، ومشكلات النوم، والحالات الطبية، والضغوط الكبيرة والتغيرات الكبيرة. يمكن لطبيب الأعصاب المساعدة في تشخيص الاستبعاد، خصوصا اضطراب النوبات.
ما خبرتك في العمل مع الرعاية الأولية والتخصصات الأخرى؟
يقدم أطباء الرعاية الأولية مساعدة كبيرة لأطباء أعصاب الأطفال بمعرفتهم عن التطور الطبيعي للحركة واللغة للطفل، وكذلك بمعرفتهم عن الصداع والنوبات. أستطيع أن أقول إننا نعمل كفريق واحد لصالح المريض. طبيب أعصاب الأطفال يتعامل مع التخصصات الأخرى كعلم الوراثة، وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، وحدة العناية المركزة للأطفال، وأطباء الطب الفيزيائي وإعادة التأهيل. بالإضافة إلى التعامل مع أطباء العيون وأطباء الأنف والأذن والحنجرة والطبيب النفسي، فنحن نعمل جميعًا كفريق واحد في محاولة لتقديم أفضل رعاية طبية للمريض.
ماذا يقدم مستشفى الإرسالية الأميركية للأطفال الذين يعانون من أمراض عصبية؟
تقدم خدمة طب أعصاب الأطفال في مستشفى الإرسالية الأميركية التقييمات التشخيصية والعلاج الطبي للأطفال الذين يعانون من حالات عصبية مختلفة. يحصل الطفل على رعاية متعددة التخصصات، ما يعني أن رعاية الطفل يتم توفيرها من قبل فريق من الخبراء ذوي المهارات العالية والمعرفة، بما في ذلك طبيب أعصاب الأطفال وأطباء الأطفال ومعالج النطق والاختصاصي النفسي والطبيب النفسي واختصاصي العلاج الطبيعي والتخصصات الأخرى إذا لزم الأمر.
وقال «أما باقي الحالات التي يتم معاينتها فهم مرضى يعانون من اضطراب عصبي عضلي أو أطفال يعانون من حالات نادرة أو غير عادية مثل أمراض التمثيل الغذائي أو الأمراض الوراثية». جاء ذلك خلال لقاء مع «صحتنا في البلاد»...
3 إلى 5 % من الأطفال يصابون بنقص الانتباه وفرط النشاط