اعتنوا بتركيبات الأسنان قبل فقدانها
استشارية طب الفم والأسنان د. أمل السمك
يتعرض العديد منا إلى كسر أو شرخ في الأسنان، وقد يحدث أحيانًا أن نفقد سنًا نتيجة لتسوس الأسنان أو التهاب اللثة، وقد تكون الأسباب خارجة عن إرادتنا. ويعتقد البعض أن المشكلة تنتهي بفقدان السن، إلا أنها تكون بداية إلى مضاعفات مستقبلية يمكن أن نتجنبها باللجوء إلى تركيب الأسنان الاصطناعية كبديل عن الأسنان الطبيعية.
ومع انتشار العديد من التركيبات وتنوعها قد يتحير الإنسان فيما يناسبه خصوصًا في ظل تفاوت أسعار هذه التركيبات، إلا أن من الضروري أن يجأ الراغب في هذه التركيبات إلى طبيب متخصص على علم ودراية بهذه التركيبات. في هذا الصدد أكدت استشارية طب الفم والأسنان في مركز يوني كير وطب الأسنان د. أمل السمك أن التركيب هو هندسة وعلم تؤخذ فيه اعتبارات عدة كاللثة والعظم وشكل الوجه وتقاطيعه، فوجود الخبرة والعلم الكافي عند الطبيب المختص سر من أسرار نجاح عمليات تركيب الأسنان.
وعن أفضل أنواع التركيبات ذكرت د. أمل السمك أن تركيبات الزريكون تعد من أفضل الأنواع بسبب قوتها وجمالها، مشيرة إلى أن البعض قد يستغرب من تفاوت أسعار هذه التركيبات بين العيادات، لافتة إلى أن السبب يعود إلى مدى نقاء المواد الخام المستخدمة، إضافة إلى أن معامل التركيب التي يتعامل معها الطبيب، فالمعامل المعتمدة تعتمد في صناعتها على مواد خام نقية لضمان جودة هذه التركيبات ما يؤدي إلى ارتفاع سعرها.
ولمناقشة هذا الموضوع، التقت أسرة «صحتنا في البلاد» مع استشارية طب الفم والأسنان في مركز يوني كير وطب الأسنان د. أمل السمك، وفيما يلي نص اللقاء:
متى يتم اللجوء إلى تركيبات الأسنان ولماذا يتم وضعها؟
يتم اللجوء إلى تركيبات الأسنان لتعويض سن أو تعويض جزء أو أجزاء من سن مفقودة، فطالما كان الإنسان قد خلعا سنا أو يعاني من وجود كسر في الأسنان يتم اللجوء إلى هذه التركيبات لمنع المشكلات المستقبلية التي يترتب عليها فقدان الأسنان في المستقبل؛ إذ إن فقدان الأسنان يترتب عليه مشكلات ومضاعفات مستقبلية يمكن تفاديها باللجوء إلى هذه التركيبات.
ويلجأ إلى تركيبات الأسنان في حال وجد جزء مكسور في السن، إذ إن هذه التركيبات تساعد على تقوية السن، كما أنها تحافظ على الجزء المتبقي من السن وتحميه من الألم والمشكلات التي يمكن أن تحدث في المستقبل. وعلى الرغم من أنها تركيبات صناعية، إلا أنها تعد بديلًا ممتازًا إلى السن المفقود.
ما أنواع التركيبات؟
هناك تركيبات ثابتة وتركيبات متحركة، أما التركيبات الثابتة يتم تثبيتها على الأسنان وتستخدم فيها مادة لاصقة من أجل لصقها على الأسنان وتكون دائمة ولا يمكن أن تتحرك، وهناك أنواع من التركيبات الثابتة كالجسور وزراعة الأسنان التي تعتبر تعويضا عن الأسنان المفقودة.
ولكننا أطباء الأسنان ننصح بالزراعة؛ فهي أفضل خيارات تركيب الأسنان على الرغم من ارتفاع سعرها؛ وذلك بسبب جودتها.
أما التركيبات المتحركة وهي الأطقم الجزئية أو الكاملة ففي حال فقدان الأسنان بالكامل، يمكن وضع الطقم الكامل أو الجزئي، والذي يتكون من قاعدة إما معدنية أو من مادة الأكرييك التي توضع على الأسنان، وهي تعوض عن الأسنان المفقودة. وعلى الطبيب في هذه الحالة أن يراعي حركة الفك وإطباق الأسنان، حتى لا يتأثر مفصل الفك بعد التركيب.
كما هناك تركيبات البنير وهي من الخيارات الناجحة للحصول على ابتسامة جذابة كابتسامة الهوليوود، وتركيبات البنير عبارة عن شرائح رقيقة مصنوعة لتغطية السطح الأمامي للأسنان لتحسين المنظر، وهناك أنواع مختلفة بعضها يستخدم للتجميل وبعضهم للعلاج.
ما الفئة التي يمكن أن تقوم بهذه التركيبات؟
لا توجد فئة محددة يمكنها إجراء مثل هذه التركيبات، إذ إن أي إنسان يعاني من وجود سن مفقود سواء كان كبيرًا أو صغيرًا يمكنه اللجوء إلى التركيبات، كما أنه يمكن لمن يعاني من عيوب خلقية أدت إلى فقدان الأسنان تعويض الأسنان المفقودة بالطرق المذكورة.
فتعويض الأسنان ليس حصرًا على أحد، فكل شخص تعرض لحادث أدى إلى فقدان الأسنان أو حدوث شرخ فيها خصوصًا أصحاب الرياضات العنيفة، يمكنه القيام بهذه التركيبات.
المواد الخام والمعمل عوامل توثر على أسعار التركيبات
لماذا هناك تفاوت بين أسعار التركيبات؟
تتفاوت أسعار التركيبات بحسب الأنواع المصنوعة منها. هناك تركيبات البروسلين وهو الخزف، وكل ما كانت المادة نقية يرتفع سعرها بسبب جودتها، وهناك الزريكون، وكل ما كان ذات جودة عالية نقية جدًا ارتفع سعره، كما أن هناك أنواعا مخلوطة، إضافة إلى وجود «الأي ماكس».
ويكون سبب تفاوت أسعار التركيبات أيضًا المعمل الذي يتعامل مع طبيب الأسنان، فالمعمل له دور في نجاح تركيبات الأسنان وهو يقوم بنحت وتفصيل هذه التركيبات بدقة، لذا فإن سعر هذه التركيبات يتأثر بشكل كبير بالمواد الخام المستخدمة وبالمعمل الذي يقوم بتصنيعها، فاللجوء إلى معامل معتمدة وحريصة على إتقان هذه التركيبات سيرفع من السعر بسبب الجودة العالية المقدمة.
ويتحكم أيضًا في الأسعار البلد الذي يوجد فيه المواد الخام، إذ إن سعر الخامات يعتمد على البلد الموجود فيه.
ولا يخفى على الجميع أن إجراء تركيبات الأسنان على يد طبيب أسنان متخصص له العلم ودراية بهذه التركيبات يؤثر على جودة العمل والسعر.
ما أنواع المواد المستخدمة في التركيبات؟
من أفضل المواد المستخدمة هي الزيركون والأي ماكس، فالزيركون آمن مع أنسجة الفم واللثة والأنسجة الأخرى، ولكونه آمنا فهو لا يسبب ظهور رائحة في الفم، إضافة إلى أن احتمال الالتهابات يكون بسيطا جدًا.
كما أن الزيركون يعطي الأسنان شكلا جماليا ولونا طبيعيا، لذا فإنه في الوقت الحالي يتجه الغالبية للزيركون على الرغم من ارتفاع سعره؛ بسبب جمالة وقوته.
ما أهمية اللجوء إلى طبيب متخصص في هذه التركيبات؟
بعض التركيبات تحتاج إلى معرفة ودراسة متخصصة خصوصًا إذا كانت تتعلق برموز جراحية، فالمتخصص لديه العلم في التعامل مع هذه الحالات، فالتركيب هو هندسة وعلم تؤخذ فيه اعتبارات عدة كاللثة والعظم وشكل الوجه وتقاطيعه، ووجود الخبرة والعلم الكافي عند الطبيب المختص سر من أسرار نجاح عمليات تركيب الأسنان.
تركيبات الأسنان هندسة وعلم... ولابد من وضعها على يد طبيب متخصص
هل هناك أضرار أو ما يطلق عليه «مضاعفات» من هذه التركيبات؟
لا توجد أضرار محددة، إلا أننا عند تركيب الجسور قد نحتاج إلى نحت الأسنان المجاورة لتكون دعامة إلى الأسنان، ما يمكن أن يسبب التهابا في اللثة، على الرغم من أن هذه الجسور تعطي شعورًا طبيعيًا وكأن الأسنان تبدو حقيقية وتكون أسهل في تنظيف الفرش والخيط وهي أقل كلفة من الزراعة.
هناك بعض السلبيات في الأطقم المتحركة، وأهمها الحرج الذي يشعر به المريض عندما يضطر إلى نزعه للتنظيف أو عند النوم أمام الأفراد.
كيف يتم العناية بهذه التركيبات؟
يجب العناية بالتركيبات بشكل دائم ومستمر، إذ ننصح بعدم مضغ الأطعمة الصلبة والقاسية، إضافة إلى تنظيف التركيبات بعد كل وجبة طعام واستخدام الفرش والمعجون مرتين في اليوم على أن يتم الانتظام في زيارة الطبيب، إذ إن التركيبات تحتاج إلى عناية في المنزل وعيادة الأسنان.
ونحذر من إهمال التركيبات، فعدم العناية بها قد يؤدي إلى ظهور رائحة في الفم بسبب وجود مواد صناعية في التركيبات قد تؤدي إلى التهاب في اللثة وبالتالي ظهور هذه الرائحة، إضافة إلى أن إهمالها قد يسبب نفس المشكلات التي تعرضت لها الأسنان سابقًا، ما قد يؤدى إلى خسارة هذه التركيبات.
