كلما زادت التحديات زادت الإنجازات وكلما زادت الإنجازات تقدمنا وارتقينا بمكانتنا
جمال سلمان
تعتبر الشركة الوطنية للسيارات إحدى أكبر الشركات الرائدة في تجارة بيع وشراء السيارات الجديدة والمستخدمة، وقطع الغيار وصيانة هياكل السيارات في مملكة البحرين؛ باعتبارها الوكيل والموزع الحصري لعلامات Honda, Chevrolet, GMC and Cadillac منذ انطلاق الشركة في العام 1988 من قبل شركة البحرين للتسهيلات التجارية.
وبجانب خبرتها الممتدة لأكثر من 32 عاما، تمتلك الشركة العديد من الكوادر الإدارية والفنية ذات المستوى والخبرات الأكاديمية والتقنية العالية، وفي هذا السياق قرر "أضواء البلاد" استضافة السيد جمال سلمان الذي يعتبر عميد مديري الموارد البشرية في البحرين ومنطقة الخليج العربي؛ لما يمتلكه من خبرة تمتد لأكثر من 25 عاما في مجال إدارة الموارد البشرية والإدارية، وإدارة العلامات التجارية، وصيانة السيارات والطائرات في أكبر وأعرق الشركات في المملكة.
هل لك أن تطلعنا على بدايتك في العمل؟ كيف كانت البداية؟
دائمًا من الممتع النظر للماضي، إذ كانت بدايتي منذ نعومة أظافري متعلقة بالمحركات، ليس أي محركات، بل محركات الطائرات، لهذا انتظمت في الدراسة وحصلت على شهادة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية والميكانيكية من جامعة تيسايد في المملكة المتحدة. أما بالنسبة إلى قطاع السيارات فقد بدأت العمل فيه منذ العام 1999 في إحدى شركات السيارات الرائدة في مملكة البحرين مديرا لخدمات ما بعد البيع لمدة 8 سنوات، بين كبرى شركات السيارت في مملكة البحرين، قبل أن أحط رحالي في الشركة الوطنية للسيارات مدير صيانة لعلامة GM وشيفروليه في مملكة البحرين، وتدرجت في الوظائف حتى ترأست قسم الموارد البشرية والتدريب إضافة إلى عملي مديرا للصحة والسلامة ومديرا للعلامة التجارية Mack Defence التي كانت نقطة تحول كبيرة في مسيرتي المهنية.
من هنا نستدل أننا في الشركة الوطنية للسيارات نعمل وفق أطر مدروسة على تطوير جميع الموظفين للارتقاء في الهرم والسلم الوظيفي وإعطاء الفرص لجميع الموظفين لبناء مستقبلهم في الشركة، وتعكف الشركة على تأهيل كوادرها عبر ابتعاثهم للدورات التدريبية والتأهيلية داخل وخارج مملكة البحرين، وهنالك العديد من النماذج الناجحة التي بدأت من الصفر والآن تتبوأ أعلى المناصب.
باعتقادك ما أهم التحديات التي تواجه قطاع السيارات في البحرين؟ وماذا يعني التحدي بالنسبة لك؟
يشهد قطاع السيارات في مملكة البحرين تقلبات كثيرة، ويعتمد بشكل كبير على ما يقدم للعميل من سعر ومميزات وفوائد في ظل المنافسة المحتدمة بين مختلف وكالات السيارات في المملكة. ولقد استطعنا في الشركة الوطنية للسيارات أن نستمر في تقديم أعلى مستويات الجودة ملتزمين برؤية الشركة في تطبيق الرؤية والمهمة اللتين تصبان في مصلحة الزبون أولًا، أما الجانب الآخر فهو التنافس المحتدم بين العلامات التجارية من أجل الحصول على الحصة السوقية الأكبر من سوق البحرين، التي تعتبر الأصغر حجمًا إذا ما قورنت بأسواق السيارات في منطقة الخليج العربي.
وبالنسبة لي كل يوم يبدأ هو تحدٍ جديد ونافذة جديدة من أجل إنجاز جديد للشركة الوطنية للسيارات ولي أنا شخصيًا، فكلما زادت التحديات زادت الإنجازات وكلما زادت الإنجازات تقدمنا وارتقينا بمكانتنا بين جميع وكالات السيارات في مملكة البحرين ومنطقة الخليج العربي. وعلى المستوى الشخصي كان العامان 2020 و2021 استثنائيين بسبب جائحة كورونا، وكوني مديرًا للصحة والسلامة في الشركة كان من واجبي الموازنة بين تحقيق الأهداف المرجوة للشركة بزمن قياسي في ظل الجائحة التي أجبرتنا أن نأخذ بعين الاعتبار عدد ساعات العمل ومراعاة التباعد الاجتماعي، لاسيما أننا نمتلك 3 فروع والعديد من ورش الصيانة والمخازن المنتشرة في سوق البحرين بأكثر من 500 موظف في مختلف أقسام الشركة.
ما رأيك في كفاءة الكوادر البحرينية وكم تمثل من إجمالي الشركة الوطنية للسيارات؟
تتميز الشركة الوطنية للسيارات بأنها من قلائل الشركات التي تملك ما يسمى بسلم الأجور والعلاوات، فالموظف هو محور اهتمامنا، ولذلك نحرص أشد الحرص على أن الترقيات والحوافز ترتكز ارتكازا مهما على التقييم الذي يتم من قبل مدير الإدارة بشكل ربع سنوي. إن بحرنة الوظائف في الشركة من أكبر التحديات التي نواجهها؛ لأننا نسعى للوصول إلى أعلى نسبة بحرنة في قطاع السيارات. نحن نمضي وفق خطة استراتيجية واضحة ومدروسة في خلق وتوفير فرص العمل للبحرينيين في مختلف المجالات. الشباب البحريني اليوم يشغل معظم المناصب الإدارية في الشركة، ونحن في مرحلة إحلال الموظف البحريني مكان الأجنبي وفقًا لسياسة الشركة.
واليوم تمثل القوى البحرينية ما يربو على 70 % في جميع الأقسام من إجمالي القوة العاملة في الشركة، وتعتبر من أعلى النسب في قطاع السيارات في مملكة البحرين، ونحرص أشد الحرص على الاستثمار في الجانب التدريبي والتعليمي لضمان تحقيق أعلى مستويات رضا العملاء.
هل هناك أي نصيحة توجهها للشباب البحريني المقبل على سوق العمل؟
لا أعلم ما سبب عزوف الشباب البحريني عن العمل في قطاع السيارات، لربما يعتقد الجميع أن العمل اليوم في ورش صيانة السيارات وهياكلها كما في سابق عهده، بل هو على النقيض تمامًا، فلا حاجة للعمل بأيدي فنيي السيارات لاكتشاف الخلل، وإنما بواسطة الأجهزة والتقنيات الحديثة، إذ يتم توصيل السيارة بحاسب آلي يعطي شرحًا مفصلًا للأعطاب الموجودة في السيارة إن وجدت، ويقوم الفني باستبدال قطع الغيار بكل سهولة ويسر من دون أن يضطر إلى بذل جهد كبير في اكتشاف الأعطال. وعلى صعيد متصل تعاني جميع وكالات السيارات في البحرين والخليج العربي من شح الخبرة الموجودة في هذا القطاع؛ لندرة الاستثمار من قبل العلامات التجارية العالمية في بناء مراكز البحث والتدريب في منطقة الخليج العربي وقلة المعاهد التدريبية التي توفر الشهادات المعتمدة والاحترافية في هذا القطاع، وإن وجدت فتكون مناهج تعليمية وتدريبية قديمة ولا تتماشى مع سوق السيارات الحديثة والمتطورة حاليًا، وأنا أتقدم بالنصيحة لكل الشباب البحريني بأن يأخذوا بعين الاعتبار العمل في هذا القطاع المهم، الذي يمثل واحدا من شرايين الاقتصاد البحريني.
أخيرًا، ما سبب عدم وجود مخزون سيارات لدى جميع الوكالات في البحرين؟
بسبب تطبيق ضريبة القيمة المضافة هرع المواطنون والمقيمون في المملكة لشراء السيارات مع نهاية العام المنصرم 2021، وهو شيء متوقع بشكل كبير، إذ مررنا بتجربة سابقة في العام 2018 مع بداية تطبيق ضريبة القيمة المضافة في البحرين، ولكن هذه المرة بطريقة مختلفة.
تواجه صناعة السيارات هذه الأيام تحديات جديدة تتمثل في اضطرابات سلسلة الإنتاج ونقص أشباه الموصلات، فضلًا عن ارتفاع أسعار كلفة التصنيع بشكل عام مع الإغلاق الشامل أو الجزئي المتوقع في المصانع الداعمة والموردة لأكثر مصنعي السيارات حول العالم، وتُعد رقائق أشباه الموصلات إحدى القطع الأساسية بجميع الأجهزة الإلكترونية بدءًا من الشاشات واللابتوب وصولًا إلى الكمبيوترات والأجهزة الإلكترونية للسيارات والحافلات. وفي العصر الحالي، يشهد العالم نقصا هائلا في هذه الرقائق؛ ليتسبب ذلك في مشكلات للعديد من المصنعين خصوصا صانعي السيارات. ومن المتوقع أن يستمر نقص الإنتاج والتوريد لأشباه الموصلات لفترة طويلة، ما سوف يؤثر على إنتاج الطرازات الجديدة المتوقع إنتاجها في العام الحالي 2022، إذ تم إلغاء العديد من طلبات قطع الغيار الخاصة بتصنيع السيارات ولجأت بعض الشركات لإلغاء أو تعديل بعض المواصفات الإلكترونية في سياراتها لعدم توافر الدوائر الإلكترونية المشغلة لها.
كلمة أخيرة؟
نحن في العام 2022 ونبدأ عامًا جديدا من البناء والعطاء، قوامه الأساسي التركيز على الطاقات والكوادر الوطنية لتعزيز دورها وتطوير قدراتها في جميع التخصصات، ودعم التدريب والتطوير الوظيفي، وتقديم أعلى مستويات الخدمة لعملائنا الكرام، وأتوجه بالشكر الجزيل لمجلة "أضواء البلاد" المميزة وذلك لاستضافتي في هذه المقابلة الرائعة، وأتمنى لكم دوام التوفيق والنجاح.
