ارتفاع ضغط الدم الشرياني... «القاتل الصامت»
استشاري أمراض السكر د. فيصل المحروس
مرض ارتفاع الضغط الشرياني يعرف بأنه زيادة في ضغط الدم على جدار الشرايين، ويعد أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا في وقتنا الراهن، فكثيرون منا يعانون منه، إن لم تكن أنت فهو بالتأكيد أحد أقاربك أو أصدقائك. عالميًا ذكرت منظمة الصحة العالمية في تقرير بالعام 2013 أن واحدا من بين كل 3 أشخاص فوق سن الـ 25 مصاب بمرض ارتفاع الضغط الشرياني أو ما يقارب مليار شخص، ويعد الذكور أكثر عرضة للإصابة بالمرض على عمر أقل من 45 سنة، بينما تتساوى نسبة الإصابة بارتفاع الضغط بين الذكور والإناث في الفترة العمرية ما بين 45 و65 سنة، وبعد ذلك يصبح المرض أكثر انتشارًا بين الإناث.
أسباب ارتفاع ضغط الدم
معظم مرضى الضغط (95 % من الحالات) يعانون من ارتفاع ضغط الدم الأساسي، والمسبب الرئيس له غير معروف حتى الآن، ولكن هناك العديد من العوامل التي تزيد من احتمال الإصابة بالمرض، بعضها عوامل جينية وأخرى بيئية، إذ لاحظ العلماء أن الأشخاص المصابين بالسمنة والأشخاص الذين يعانون من الضغط العصبي المستمر هم أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم. في المقابل يعاني بعض الأشخاص (5 % من الحالات) من مرض ارتفاع ضغط الدم الثانوي، وهو ارتفاع في ضغط الدم الناتج عن سبب آخر معروف كوجود اعتلال في وظائف الكلى، أو أمراض غدية أو هرمونية أو حتى نتيجة تناول أدوية معينة.
أعراض الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم
في الحقيقة يطلق لقب «القاتل الصامت» على مرض ارتفاع ضغط الدم الشرياني لعدم وجود أعراض تصاحب الإصابة به عند معظم المرضى، ولكن في الوقت نفسه قد يؤدي إلى مضاعفات مميتة من دون سابق انذار.
قراءات ضغط الدم الطبيعية والمرتفعة
- ضغط الدم الطبيعي: يكون على ضغط دم انقباضي أقل من 120 ملليمترا زئبقيا وضغط دم انبساطي أقل من 80 ملليمترا زئبقيا.
- حالة ما قبل ارتفاع الضغط: يكون فيها ضغط الدم أعلى من الطبيعي ولكنه ليس كافيًا لتشخيص الإصابة بمرض ارتفاع الضغط، والمصاب بها يصبح أكثر عرضة للإصابة بمرض ارتفاع الضغط. تحدث حالة ما قبل ارتفاع الضغط على ضغط انقباضي ما بين 120 و139 ملليمترا زئبقيا أو ضغط انبساطي ما بين 80 و89 ملليمترا زئبقيا.
- مرض ارتفاع الضغط: يشخص المرض بعد إجراء قياسات عدة لضغط الدم على جلسات عدة، ويكون فيها معدل ضغط الدم الانقباضي أكبر أو يساوي 140 ملليمترا زئبقيا أو معدل ضغط دم انبساطي أكبر أو يساوي 90 ملليمترا زئبقيا.
- نوبة فرط الضغط (Hypertensive crises): هي حالة طبية طارئة تنجم عن الارتفاع الحاد والشديد لضغط الدم الشرياني، وتحدث على ضغط دم انقباضي أكبر أو يساوي 180 ملليمترا زئبقيا أو ضغط دم انبساطي أكبر أو يساوي 120 ملليمترا زئبقيا، ما قد ينتج عنه مضاعفات مختلفة، ويصاحب هذه الحالة بعض الأعراض مثل الصداع الشديد والدوار والغثيان والتقيؤ وتسارع نبض القلب وألم في الصدر، ويتوجب نقل المريض فورًا إلى المستشفى لتلقي العلاج.
أهداف العلاج
يهدف علاج مرض ارتفاع ضغط الدم إلى تقليل تطور المرض ومنع حدوث المضاعفات الناتجة عنه، عبر تخفيض ضغط الدم المرتفع، ويعتمد مقدار الانخفاض اللازم في ضغط الدم على حالة المريض والأمراض الآخرى التي يعاني منها، كالتالي:
- إذا كان المريض لا يعاني من أمراض أخرى غير ارتفاع الضغط، يكون الهدف من العلاج هو تخفيض ضغط الدم إلى قراءة أقل من 140/90 ملليمترا زئبقيا.
- إذا كان المريض يعاني من مرض السكري أو مرض الكلى المزمن أو من تصلب الشرايين التاجية أو عانى من قبل من الجلطات الدماغية أو الذبحات الصدرية، يكون الهدف من العلاج هو تخفيض ضغط الدم إلى قراءة أقل من 130/80 ملليمترا زئبقيا.
- إذا كان المريض يعاني من ضعف في عضلة القلب، يكون الهدف من العلاج هو تقليل ضغط الدم إلى قراءة أقل من 120/80 ملليمترا زئبقيا.
- إذا كان المريض يعاني من وجود زلال في البول، يكون الهدف من العلاج تخفيض ضغط الدم إلى قراءة أقل من 125/75 ملليمترا زئبقيا.
- إذا كان مريض الضغط يقوم بعمل غسيل للكلى، يكون الهدف من العلاج هو تخفيض ضغط الدم إلى قراءة أقل من 140/90 ملليمترا زئبقيا قبل جلسة الغسيل، وقراءة أقل من 130/80 ملليمترا زئبقيا بعد جلسة الغسيل.