التهاب اللثة قد يؤثر على أجهزة جسمك الحيوية... فكيف يحدث ذلك؟
استشارية طب الفم والأسنان د. أمل السمك
أكدت استشارية طب الفم والأسنان في مركز يوني كير وطب الأسنان د. أمل السمك أن هناك علاقة وثيقة بين أمراض التهاب اللثة والأمراض العامة في الجسم، خصوصًا فيما يتعلق بمرض السكري وأمراض القلب، إذ وجدت الدراسات أن التهاب اللثة قد يصيب المريض بالتهاب في غشاء القلب، إضافة إلى وجود علاقة أيضًا بين التهاب اللثة والسكتة الدماغية.
وأوضحت أن هناك علاقة متبادلة بين التهاب اللثة والسكري، إذ إن التهاب اللثة يساهم في عدم السيطرة على مستوى السكر في الدم، كما أن ارتفاع السكري يغذي البكتيريا الموجودة في الدم، ما يساهم في زيادة الالتهابات؛ إذ إن البكتيريا الموجودة في الجيوب اللثوية سيزيد عددها وقوتها بسبب ارتفاع السكري.
جاء ذلك خلال لقاء مع «صحتنا في البلاد»، وفيما يلي نص اللقاء...
الدراسات تثبت أن هناك علاقة وطيدة بين التهابات اللثة وأمراض القلب
ما أمراض التهاب اللثة؟
التهاب اللثة هو التهاب الأنسجة الداعمة إلى السن، إذ إن هذه الأنسجة تتكون من اللثة والعظم المحيط بالسن والأربطة الرابطة التي تربط ما بين السن والعظم واللثة، والسطح الخارجي لجذر السن أو ما يطلق عليه بـ«سمنتم»، هذه الأجزاء الأربعة هي الداعمة إلى السن، وما نقصده بالتهاب اللثة هو التهاب هذه الأنسجة جميعًا، فقد تكون البداية هي التهاب اللثة عندما يشعر المريض بوجود نزيف في اللثة أو رائحة أو وجود ترسبات، وهنا يكون الالتهاب في محيط اللثة خارجيًا، ولكنه في الواقع قد يكون نتيجة التهاب عميق يصل إلى باقي أجزاء الأنسجة الداعمة.
ما علاقة أمراض اللثة بالأمراض العامة في جسم الإنسان؟
أثبتت كثير من الدراسات والبحوث العلمية أن هناك علاقة قوية بين أمراض التهاب اللثة والأمراض العامة في الجسم، خصوصًا القلب والسكري وهما على رأس القائمة، كما أن هناك علاقة أيضًا بأمراض الجهاز التنفسي، إلى جانب أن بعض أنواع السرطانات يمكن أن يكون إليها علاقة بالتهابات اللثة، وهذه الدراسات قد تثبت في المستقبل، فهي ما زالت قيد الدراسة، إلا أن هناك علاقة واضحة تم معاينتها في العديد من الحالات.
كما أن هناك علاقة بين أمراض التهاب اللثة وضمور العظم، إذ إن لها علاقة أكيدة بضمور العظم، فعند الإصابة بهشاشة العظام في سن اليأس قد يتأثر عظم الفك بشكل كبير، فالتهاب اللثة يؤثر على عظم الفك، ما قد يؤدي إلى حدوث ضمور كبير فيه.
كما أن بعض أمراض التهاب اللثة لها علاقة بأمراض تتعلق بالأم الحامل التي يكون لها أيضًا علاقة بالولادة المبكرة، فقد وجد أن المرأة الحامل التي تعاني من أمراض التهاب اللثة قد تعاني من الولادة المبكرة.
التهاب اللثة قد يؤدي إلى السكتة الدماغية
ما تأثير التهاب اللثة على القلب؟
دائما ما نوصي الناس عمومًا والمرضى المصابين بالسكري وأمراض القلب خصوصًا بزيارة طبيب الأسنان بشكل دوري؛ لأن بعض الدراسات بينت أن المصابين بالتهابات في اللثة قد تصل البكتيريا الموجودة عندهم من خلال الدم إلى الغشاء الخارجي للقلب، وقد تسبب التهابا فيه، ما قد يؤدي لسكتة قلبية، كما أنه تم ربط التهاب اللثة أيضًا بالسكتة الدماغية.
هناك العديد من الدراسات التي أثبتت هذه المضاعفات، لذا ننصح بأخذ الاحتياط بالزيارات الدورية، خصوصًا أن علاج هذه الالتهابات يكون بسيطًا، إلا أنه يمكن الوقاية من هذه المضاعفات التي قد تؤثر على القلب وقد تسبب سكتة دماغية أيضًا، ويمكن أن تتحقق هذه الوقاية عبر الزيارات الدورية إلى طبيب الأسنان.
لذا نؤكد عدم الاستهانة بأمراض التهاب اللثة، فقد يسبب التهاب اللثة التهابا في غشاء القلب، لذا ندعو إلى المواظبة على الزيارات الدورية.
ما تأثير التهاب اللثة على مرضى السكري؟
هناك علاقة متبادلة بين التهاب اللثة والسكري؛ إذ إن التهاب اللثة يساهم في عدم السيطرة على مستوى السكر في الدم، كما أن ارتفاع السكري يغذي البكتيريا الموجودة في الدم ما يساهم في زيادة الالتهابات، فالبكتيريا الموجودة في الجيوب اللثوية سيزيد عددها وقوتها بسبب ارتفاع السكري.
وكوننا أطباء أسنان فدائما ما نركز على أهمية الحفاظ على الأسنان واللثة عبر اتباع برنامج وقائي، واتباع الحمية وعلاج السكري مع طبيب السكر، ففي الدول المتقدمة هناك برامج وقائية منظمة؛ من أجل الحفاظ على صحة مرضى السكري، عبر تنظيف اللثة والأسنان بشكل دوري، وقياس الجيوب اللثوية وإجراء التنظيف العميق، وأخذ الأشعة اللازمة لمعرفة مستوى العظم المحيط بالأسنان؛ لتحويل المريض لاستشاري أمراض وجراحة اللثة في الوقت المناسب قبل حدوث المضاعفات التي قد تؤثر على الأجهزة العامة في الجسم، وقبل فقدان الأنسجة الداعمة إلى السن ما قد يؤدي إلى فقدان السن، خصوصًا أن فقدان السن والتهاب اللثة قد يبدأ بمراحل، والمرحلة الأولى هي التي يمكن التحكم فيها عبر تقديم العلاج المناسب، أما المرحلة الثانية فيمكن لاستشاري اللثة إعادة بناء أنسجة السن الداعمة، أما في حال الوصول للمرحلة الثالثة وهي خلع السن وتعوضيه فقد يكون ذلك مكلفًا صحيًا وماديًا، في حين يمكن تجنب ذلك بالتنظيف على يد طبيب متخصص، على أن يكون التنظيف وفقًا للمعايير الطبية التي تراعي جميع المعايير.
وقد يستهين البعض بأمراض اللثة، ويتناسون العديد من المضاعفات التي قد تحدث خصوصًا التي لها علاقة بمرضى السكري والقلب، فعلى الجميع عدم الاستهانة بأمراض اللثة، فمضاعفاتها قد تؤثر على أجهزة الجسم العامة.
لتتجنبي الولادة المبكرة عليكِ معالجة التهاب اللثة أولًا
ما علاقة التهاب اللثة بالولادة المبكرة؟
هناك علاقة بين التهاب اللثة والولادة المبكرة، لذلك دائمًا ننصح الحامل خصوصًا في الأشهر الوسطى بإجراء تنظيف إلى الأسنان وإجراء فحص شامل والقيام بعلاج تسوس الأسنان؛ لتجنب علاج العصب خلال الأشهر الأخيرة من الحمل خصوصًا مع الحاجة إلى القيام بأشعة، ما يجعل طبيب الأسنان حذرا في إجراء هذه الأشعة حتى وإن كانت رقمية. كما ننصح الحامل خلال الأشهر الوسطى بمراجعة طبيب الأسنان لوضع الخطة والبرنامج المناسب الذي يتفق مع صحة فمها قبل تفاقم الأمور في الأشهر الأخيرة من الحمل، ما قد يعرضها إلى الإصابة بمضاعفات قد تجبر طبيب الأسنان لفتح السن لعلاج العصب، وقد يبقى مفتوحًا لفترة طويلة لحين موعد الولادة ما يؤدي إلى تراكم البكتيريا، ما قد يؤدي في النهاية إلى تسرب البكتيريا إلى الدم وقد تصل إلى الأجهزة الحيوية في الجسم وتؤثر عليها.
ما التأثير الذي قد يحدثه التهاب اللثة على أجهزة الجسم؟
على الإنسان أن يكون أكثر وعيًا، فالأسنان واللثة جزء متصل بالجسم، ولها اتصال بالأجهزة الحيوية القريبة منها كالمخ والجهاز التنفسي العلوي والقلب والرئتين، فالبكتيريا الموجودة في اللثة أو حول الأسنان والفم قد تصل إلى هذه الأجهزة، وهنا نتحدث بالتحديد عن البكتيريا الضارة الموجودة في الفم التي هي مسؤولة عن الالتهابات أو التسوس، وليست النافعة منها.
هل هناك علاقة بين التهاب اللثة وبعض الأمراض الأخرى؟
قد ينذر التهاب اللثة المتكرر وعند عدم الاستجابة إلى العلاج بالعديد من الأمراض، فقد ينذر بوجود مرض في الدم مثل اللوكيميا، كما أن بعض التقرحات التي تظهر في الفم قد يكون لها علاقة بالأمراض الجلدية، في حين أن بعض الأعراض التي تظهر في الفم والأسنان قد يكون لها علاقة باسترجاع المريء أو أمراض المعدة.
ما الخدمات التي يوفر مركز يوني كير لعلاج الأسنان لأصحاب الأمراض المزمنة خصوصًا مرضى القلب والسكري؟
يتوافر في المركز اختصاصي صحة اللثة، طبيب عام، واستشارية أمراض وجراحة اللثة، فاختصاصي اللثة من الممكن أن يعطي العلاج للأمور الأولية وهي المرحلة الأولى لعلاج التهاب اللثة، في حين أن الدرجة الثانية يتم إحالتها إلى طبيب الأسنان العام بالتعاون مع اختصاصي صحة الفم لعلاجها، وفي حال لم يتم السيطرة عليها وقبل تدهور الوضع يتم إحالة المريض إلى استشاري أمراض وجراحة اللثة، أما مرضى السكري والقلب فيتم متابعتهم مباشرة من قبل الاستشاري. وتكون الزيارات الدورية مع اختصاصي صحة الفم، ودائمًا ما تكون هناك حلقة وصل بين اختصاصي صحة الفم واستشاري أمراض وجراحة فم السن لمتابعة المريض.
ما النصيحة الأخيرة التي تقدمينها؟
على الإنسان أن يكون أكثر وعيًا بأمراض التهاب اللثة، فالالتهاب له مضاعفات عديدة يمكن تجنبها بالزيارات الدورية إلى طبيب الأسنان، والوقاية خير من العلاج، فالمضاعفات يمكن تداركها قبل حدوثها بهذه الزيارات وأخذ العلاج المناسب.