حبوب صغيرة آثارها خطيرة
حين ينقص تتأثر أجسامنا وحين يزداد يتضاعف الضرر «قنبلة الكالسيوم»
إعداد: سعيد محمد
يبلغ المواطن «م» من العمر 58 عامًا. مضت أسابيع عدة على شعوره بآلام شديدة في منطقة الرقبة والكتفين حرمته من النوم، وهنا من الطبيعي أن يلجأ إلى الطبيب. بعد وإجراء التحاليل والتشخيص تبين بوضوح أن سبب هذه المشكلة التي جعلت الآلام المبرحة تصاحبه هو زيادة نسبة الكالسيوم في الدم وترسبه في رقبته وكتفه.
وبينما كان المواطن «ع» في رحلة للعمرة، شعر بآلام بدأت ترتفع تدريجيًا إلى أن أصبح لا يستطيع تحملها، وتم نقله إلى أحد المستشفيات في مكة المكرمة، وبعد الفحوص والتحاليل، تفاجأ بوجود حصى في الكلى، ولفت الطبيب المعالج نظره إلى مكملات الكالسيوم التي كان يستخدمها بعد أن شرح له المريض مشكلته مع نقص الكالسيوم وأعطاه اسم الحبوب التي استخدمها، فطلب منه التوقف عن استخدامها ومراجعة الطبيب بعد عودته إلى البحرين؛ لإكمال التحاليل ووصف علاج جديد بعد أن يتم إزالة الحصى.
كثيرًا ما تحدث الأطباء والمثقفون الصحيون عن المشكلات الصحية المترتبة على نقص معدن الكالسيوم في الدم، إلا أن هناك مشكلة كبيرة ربما تكون مجهولة بالنسبة لدى كثيرين من المصابين بها، ألا وهي مشكلة زيادة الكالسيوم، خصوصًا بالنسبة للذين يتناولون حبوب الكالسيوم كمكملات بسبب نقص المعدن في أجسامهم وعدم حصولهم على النسبة الكافية منه. ووفق الجدول الدوري، فإن عنصر الكالسيوم من أهم العناصر في وظائف الخلايا الحية ويزداد تركيزه في العظام والأسنان وتبلغ نسبته في الدم 11.9 ملغم لكل لتر، وهو عنصر ضروري للغاية في نقل الإشارات الحيوية عبر الخلايا وتحفيز العضلات للقيام بمهامها، علاوة على أنه ينقل الإشارات الكهربية بين الخلايا العصبية.