المرأة الذهبية.. الأسرع
رقية الغسرة
"من الرائع أن تبقى إنجازات الإنسان التي حققها في حياته شاهدة على عطائه، وبالنسبة لي، أشعر بالرضا والفخر لأنني رفعت اسم بلادي الغالية مملكة البحرين على المستويات الخليجية والعربية والقارية منذ انطلاقتي في عالم ألعاب القوى العام 2000".
يكن البحرينيون حبًا كبيرًا للبطلة العداءة رقية الغسرة. في مسيرتها الرياضية الحافلة بالإنجازات محطات رائعة يعتز بها كل بحريني، ولعل الصورة الأجمل والذكرى الأروع هي حينما شاهدتها الشعوب الخليجية والعربية والإسلامية في العام 2011 وهي توقد شعلة دورة الألعاب الخليجية في مملكة البحرين، وتعددت البطولات الذهبية في مشوار كان محطته الأخيرة (رياضيًا) في العام 2009 بعد قرار الاعتزال، لكنها، ما تزال (إداريًا) حاضرة تعمل وتجتهد وتخدم الوطن.
نالت الغسرة في العام 2007 وسام الكفاءة من الدرجة الأولى، كما حلت في ذات العام ضيفة شرف لافتتاح الدورة النسائية في ماليزيا، وحازت على عضوية لجنة اللاعبين باللجنة الأولومبية البحرينية العام 2008، وفي العام 2009 حازت على جائزة الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة للرياضيين المتميزين، وعضوية منظمة القيادات العربية الشابة، وفي العام 2010 نالت جائزة الشرق الأوسط للمرأة القيادية في مجال الرياضة.
في المرحلة الإعدادية كانت البداية، وكانت الفرصة السانحة في المرحلة الثانوية في الوقت الذي كان فيه الاتحاد البحريني لألعاب القوى يشجع اللاعبات على الانضمام إلى الاتحاد النسائي، وآنذاك كانت الاستعدادات لأولمبياد سيدني، وتم ترشيح رقية في العام 2000، فلم تكن هناك سوى ثلاث لاعبات بينهن رقية، لكن العام 2001 كان فارقًا حينما انضم مزيد من اللاعبات إلى الاتحاد وشكلن فريقًا نسويًا حقق أول بطولة في ذلك العام وهي البطولة العربية في سوريا، ومهد ذلك لتحقيق طريق الذهب في العام 2003 حينما فازت بميداليتين ذهبيتين، وأجمل البطولات وأعزها هي بطولة آسياد الدولة 2006 في دولة قطر.
السجل مشرق، منه ثلاث فضيات في البطولة الآسيوية داخل الصالات في الجمهورية الإسلامية الإيرانية لسباقات 60 و200 و400 متر، وذهبية 100 متر في بطولة غرب آسيا بدولة قطر العام 2005، وفي البطولة العربية العام 2007 في الأردن فازت بذهبية 100 و200 متر، وكان أعلى مرتبة الشرف تهنئة عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، بفوزها بالميدالية الذهبية وتحقيق لقب "أسرع فتاة عربية" في البطولة العربية الثالثة بالمملكة الأردنية الهاشمية العام 2003.
البطلة رقية الغسرة شعلة من الفخر لأهل البحرين، فهي نموذج للمرأة البحرينية التي استطاعت أن تتألق وتحمل اسم بلادها في المحافل العربية والدولية والعالمية، ولا شك في أن الفضل لله سبحانه وتعالى، وتدين أيضًا للوالدين والزوج والأهل والأصدقاء الذين كانوا السند والعون والتشجيع، وكلمتها للجميع أن يبذلوا ما في وسعهم لأن يصلوا إلى مراتب النجاح، معبرة عن جزيل التقدير والثناء لقرينة جلالة الملك رئيسة المجلس الأعلى للمرأة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، والشكر والمحبة والعرفان لكل امرأة بحرينية وعربية ومسلمة، ولكل أبناء الوطن الغالي الساعين إلى خدمة بلادهم بإخلاص وتفان، وفي يوم المرأة البحرينية الأول من ديسمبر، فإن أكبر وأجمل كلمة فخر "بحرينية وأفتخر".
