مواجهة الأوقات العصيبة والظروف الصعبة
فاطمة الجودر
"لكي تستثمر مراحل حياتك بشكل جيد وإيجابي وتنتج وتتميز في سوق العمل لا بد أن تتعرف على المهارات والنصائح التي تسهل عليك التعامل مع الآخر، وتختصر عليك مراحل لتتجاوز عقبات الحياة".
لم تتقاعد في العام 2016 من المحافظة الوسطى بوزارة الداخلية مديرًا لإدارة البرامج الاجتماعية وشؤون المجتمع، إلا وقد تركت بصمات واضحة لا سيما على صعيد الدراسات والبحوث التي تخص المرأة خصوصا والأسرة عمومًا، ومنها إنجاز برامج توعوي في المراكز الصحية والاجتماعية ودور الرعاية والمسنين والمآتم، وعمل برامج تثقيف صحي اجتماعي للمرأة والأسرة، كما أشرفت على الدورات التدريبية في مجال الإرشاد والتوجيه الاجتماعي، وجملة من البرامج والأنشطة والمشروعات ومنها تنمية الأسر المنتجة وذوي الاحتياجات الخاصة وتمكين المرأة.
تحدثنا ضيفتنا فاطمة أحمد جاسم الجودر قائلة: بالنسبة لي فإن من أبرز العوامل التي أسهمت في تميزي ومكنتني من الوصول لهذه المرحلة من التميز والخبرة هي الإحساس بالاستقرار النفسي واكتساب احترام الآخرين، ثم العمل الدؤوب على تحسين الإنتاجية وصقل الشخصية والارتقاء بها، مدعومًا بالطموح والنضج، وهذا يعني إدراك الشخص ماذا يريد وما الذي يستطيع الحصول عليه، ولا نكتفي هنا بالتمني، وإنما هناك دافع داخلي يمتلكه الشخص ويجعل منه إنسانا أفضل وأكثر إيجابية وإنجازًا، ويبتكر الأساليب التي يجتهد في اتباعها للوصول إلى التميز، فالشخص المتميز يتصف بمعاملة الآخرين بأخلاق ولطف وود يجعله مختلفًا عن المحيطين، وفهم شعور الآخرين والإحساس بهم، ومن المهم تنمية الوعي الذاتي وتطوير شخصية المحيطين به والقدرة على التواصل والتحدث بطلاقة وقوة وصدق، ونسمي ذلك الإدارة الذاتية التي تمكن الشخص من الحفاظ على نفسه وضبطها والتحلي بالهدوء وتهدئة أعصابه حتي لا يفقد السيطرة على زمام الأمور".
ولدى الجودر رسالة توجهها لكل فتاة وامرأة، فكي تتميز وتنتج وتصبح خبيرة في حياتها وعملها لا بد من تحديد احتياجاتها ورغباتها من خلال معرفة نفسها ومعرفة ماذا تريد وتحدد هدفها للوصول إليه، والخطاب للجميع، فلكي تستثمري مراحل حياتك بشكل جيد وإيجابي وتنتجي وتتميزي في سوق العمل لا بد من أن تتعرفي على المهارات والنصائح التي تسهل عليك التعامل مع الآخر، وتختصر عليك مراحل لتتجاوز عقبات الحياة.. نعم، نحن نواجه خلال حياتنا الكثير من الظروف الصعبة التي تحبطنا وتفقدنا الأمل والتفاعل، ولكن في المقابل عندما نعرف كيف نتعامل مع الأوقات العصيبة والظروف الصعبة التي نمر بها، سننجح في تجاوزها لنتمكن في النهاية من عيش حياة سعيدة، ولا يوجد معيار ثابت يمكن الرجوع إلا من خلال قدراتك أنت وفيمن تثقين بهم من حولك وأثناء ذلك، ولا بد من التعرف على نفسك والتكيف مع النفس واختيار ما يصلح لك، وترك ما لا يتناسب مع تفكيرك وحياتك، وبالتالي العمل على تحقيق طموحاتك.
ويتجلى الإحساس بالمسؤولية تجاه النفس والحوار مع الذات، وهي الخطوة المهمة التي على الفتاة أن تقوم بها قبل اتخاذ أي خطوة بالحياة، وأن تبحثها بينها وبين نفسها قبل أن تطلب مساعدة أو استشارة الآخرين، وأنصح دائمًا بالتأني في اتخاذ القرارات النهائية بحيث نأخذ الوقت الكافي في التفكير والبحث والاطلاع والاستشارة، وعدم الاستعجال والسرعة في أي خطوة أو مشروع أو قرار سواء في مجال الدراسة أو العمل".
