+A
A-

وجيهة البحارنة

‭"‬تبنينا‭ ‬وعملنا‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬مجتمعية‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬التطرق‭ ‬إليها‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬كما‭ ‬أننا‭ ‬توسعنا‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬عملنا‭ ‬ليشمل‭ ‬مجالات‭ ‬أخرى‭ ‬أوسع،‭ ‬لذا‭ ‬اخترنا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬كل‭ ‬مشروعاتنا‭ ‬وأنشطتنا‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ )‬التنمية‭ ‬الإنسانية‭(".‬

بداخل‭ ‬كل‭ ‬امرأة‭ ‬جوهرة‭ ‬ثمينة‭ ‬وهي‭ "‬فضيلة‭ ‬الأمومة‭"‬،‭ ‬والأمومة‭ ‬المقصودة‭ ‬هنا‭ ‬ليست‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالإنجاب‭ ‬ورعاية‭ ‬الأبناء‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬تتعدى‭ ‬ذلك‭ ‬لتكون‭ "‬الأمومة‭ ‬الحاضنة‭ ‬للوطن‭"‬،‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬باقة‭ ‬من‭ ‬القيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬جوهرها‭ ‬المحبة‭ ‬والتضحية‭ ‬والعطاء‭ ‬للعائلة‭ ‬والوطن‭ ‬والحضارة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وهذه‭ ‬الفضيلة‭ ‬تمنح‭ ‬المرأة‭ ‬قوة‭ ‬هائلة‭ ‬للقيام‭ ‬بأدوارها‭ ‬المتعددة‭ ‬في‭ ‬الحياة‭"... ‬بهذه‭ ‬المقدمة‭ ‬بدأت‭ ‬ضيفتنا‭ ‬وجيهة‭ ‬البحارنة‭ ‬حديثها؛‭ ‬لتؤكد‭ ‬أن‭ ‬لكل‭ ‬امرأة‭ ‬وفتاة‭ ‬قوتها‭ ‬الداخلية‭ ‬التي‭ ‬يوجب‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تدركها،‭ ‬وتثق‭ ‬بذاتها،‭ ‬وتؤمن‭ ‬بقدراتها،‭ ‬وتتعرف‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الجوهرة‭ ‬الثمينة‭ ‬وتستثمرها‭ ‬بأفضل‭ ‬طريقة‭ ‬في‭ ‬محيط‭ ‬الأسرة‭ ‬والعمل،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬نصيب‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬لتساهم‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬المجتمع‭ ‬وتترك‭ ‬وراءها‭ ‬بصمة‭ ‬خالدة‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬التنمية‭ ‬الإنسانية‭. ‬

وتواصل: إن كل إنسان هو بطبيعته مميز، أي أنه مهيأ منذ ولادته ليكون إنسانًا متميزًا، ففطرته سليمة، وخلقه الله (في أحسن تقويم)، كما أودع بداخله كل المقومات والقدرات (العقلية، والروحية، والجسدية) التي تجعل منه إنسانًا خيريًا ينهض بمهمة الاستخلاف في الأرض. إلا أن ذلك مرهون بالإنسان ذاته، فإن قام بتوظيف كل تلك القدرات والطاقات في العمل الدؤوب من أجل الخير والتنمية الإنسانية فسيحقق الغاية من وجوده، أما إذا أهملها ولم يفعلها ستصبح طاقات مهدورة ومعطلة ولن يحقق التميز المرجو منه.

العمل في خدمة المجتمع أو في خدمة القطاع النسوي تحديدًا لم يكن باكورة انخراطي في العمل التطوعي، بل كان نتيجة نشأتي ومرافقتي لأم طيبة، مبادرة في العطاء وخدمة الآخرين على المستوى الأسري والمجتمعي من خلال زياراتها وتفقدها لبيوت من يحتاجون إلى المساعدة في الأحياء السكنية، سواءً كانت مادية أو معنوية، فأورثتني حب العمل الاجتماعي، ولكنه لم يكن ممنهجًا أو تحت مظلة مؤسسية، حيث كان يغلب عليه صفة "العمل الخيري" والتوعوي بحسب مستجدات القضايا الاجتماعية، إلى أن خطرت لي مع زميلاتي فكرة إنشاء الجمعية سنة 2001، ومنها كانت بداية لحقبة جديدة من التميز في العمل من الفردي إلى الجماعي، لذا يمكنني القول إن العمل التنموي مع زميلاتي عضوات الجمعية الكريمات منذ تأسيس جمعيتنا (البحرين النسائية) هو أهم العوامل التي أسهمت في تميزنا، إذ أتاح لنا فرصة لتحقيق الكثير من أهداف الجمعية، فالجمعية كانت بمثابة المدرسة التي فتحت لنا أبواب المعرفة في شتى المجالات والقضايا الإنسانية، وشحذت قدراتنا وطاقاتنا، وأكسبنا العمل فيها خبرة واسعة في العمل التنموي.

وتواصل حديثها: لقد بدأنا من حيث انتهى الآخرون، حيث تبنينا وعملنا في قضايا مجتمعية لم يتم التطرق إليها من قبل، كما أننا توسعنا في نطاق عملنا ليشمل مجالات أخرى أوسع، لذا اخترنا أن تكون كل مشروعاتنا وأنشطتنا تحت مظلة "التنمية الإنسانية" وليس "التنمية البشرية"، فالفرق بينهما كبير، ومن هنا جاءت إضافة (التنمية الإنسانية) لاسم الجمعية لتصبح (جمعية البحرين النسائية للتنمية الإنسانية).

التواصل نقطة قوة ووسيلة للانفتاح على الآخرين والمؤسسات ذات العلاقة، لذا قمنا منذ السنة الأولى من تأسيس الجمعية بالتواصل المكثف مع منظمات المجتمع المدني محليًا وإقليميًا ودوليًا، وتعرفنا على العديد من المنظمات الأممية وشاركنا في بعض فعالياتها، هذا التواصل والشراكات أتاح لنا مجالًا رحبًا للتعلم من تجارب تلك المنظمات والاستفادة من خبرتها.