+A
A-

فائزة الزياني

بدأت‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬منذ‭ ‬الستينات‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬مبكرة‭ ‬من‭ ‬العمر،‭ ‬فضيفتنا‭ ‬فائزة‭ ‬إبراهيم‭ ‬الزياني‭ ‬تطوعت‭ ‬مع‭ ‬والدتها‭ ‬وعمتها‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬محو‭ ‬الأمية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬جهود‭ ‬جمعية‭ ‬نهضة‭ ‬فتاة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬1961‭ ‬حتى‭ ‬1964،‭ ‬ثم‭ ‬أصبحت‭ ‬عضوا‭ ‬عاملا‭ ‬في‭ ‬جمعية‭ ‬نسائية‭ ‬تأسست‭ ‬للشابات،‭ ‬وهي‭ ‬جمعية‭ ‬أوال‭ ‬النسائية‭ ‬بالمحرق،‭ ‬وبقيت‭ ‬عضوا‭ ‬فيها‭ ‬حتى‭ ‬منتصف‭ ‬السبعينات،‭ ‬وهي‭ ‬تحمل‭ ‬ليسانس‭ ‬علم‭ ‬اجتماع‭ ‬من‭ ‬كلية‭ ‬الآداب‭ ‬بجامعة‭ ‬القاهرة،‭ ‬وحضرت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدورات‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬التخطيط‭ ‬والخدمة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬أميركا،‭ ‬مصر،‭ ‬لبنان‭ ‬والأردن،‭ ‬ودورات‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬التنفيذية‭ ‬والتنمية‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬ولبنان‭ ‬وبريطانيا‭.‬

وفي مسيرتها الكثير، فعلى سبيل المثال لا الحصر، شاركت في تأسيس حركة المرشدات في وزارة التربية والتعليم 1969، وتأسيس جمعية البحرين لرعاية وتنظيم الأسرة 1975، وجمعية الاجتماعيين البحرينية 1979، والكثير من الجمعيات الأهلية لا سيما في القطاع النسوي، وهي تحمل وسام المغفور له بإذن الله سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة (طيب الله ثراه) ووسام الكفاءة من الدرجة الأولى من لدن عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في ديسمبر 2017.

ولدت في أسرة معلمة معروفة في المجتمع البحريني وهي عائلة الزياني، ولها دور كبير في تأسيس التعليم في مملكة البحرين، إذ إن مجلس جدها لوالدها المرحوم علي بن إبراهيم الزياني في "فريج الزياينة" بالمحرق، بدأت منه أول مدرسة أهلية للذكور بالعام 1912، وكذلك منزل عم والدها المرحوم عبدالرحمن بن محمد الزياني الذي بدأت فيه أول مدرسة للإناث العام 1928، وهذه المعلومات وغيرها الكثير أوردتها في كتابها "واقع العمل الاجتماعي في البحرين للفترة من 1973 حتى العام 1983".

وهي واحدة من رائدات العمل الاجتماعي، ففي العام 2011، حظيت بتكريم قرينة جلالة الملك رئيسة المجلس الأعلى للمرأة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، في حفل مرور أكثر من 33 عامًا على إنشاء أول مركز اجتماعي في البحرين، فقد عكفت ضيفتنا خلال السبعينات على وضع خطة خمسية للمراكز الاجتماعية عندما كانت مديرة إدارة المراكز سابقًا، وافتتحت أول مركز اجتماعي بمنطقة المحرق في العام 1978 من بعد استطلاع رأي الأهالي والاستفسار عن احتياجاتهم، ونتيجة الاستطلاع عن رغبة الأهالي أن يتركز نشاط المركز على صقل المهارات الحرفية في مجالات متعددة أبرزها في تلك الفترة الخياطة والرسم وغيرها، فالمراكز الاجتماعية كان لها دور كبير في محو الأمية من خلال تشكيل وحدات إنتاجية متنقلة في الزلاق والدراز والجفير، وشهد عقد الثمانينات طفرة في فتح المراكز الاجتماعية في البحرين تجاوبًا مع النهضة التنموية التي شهدتها البلاد، وكان لها دور إنمائي وتوجيهي في المجتمع.

وتثمن ضيفتنا جهود صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم لمن بذل في جميع المجالات لأجل وطنه ومجتمعه، وهو الأمر الذي يعد ركيزةً ودافعًا لاستمرار رواد العمل الاجتماعي في تأدية واجبهم الوطني.