+A
A-

بلقيس فخرو

‭"‬اليوم‭.. ‬بإمكاننا‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬وقد‭ ‬تقدمت‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الميادين‭.. ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬بفضل‭ ‬اجتهادها‭ ‬وحبها‭ ‬وإصرارها‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تتميز،‭ ‬فمسيرة‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬لها‭ ‬عمر‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬الزمان،‭ ‬وكانت‭ ‬فتيات‭ ‬البحرين‭ ‬أوائل‭ ‬من‭ ‬توجهن‭ ‬للمدارس‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭".‬

بدأت‭ ‬ضيفتنا‭ ‬مشوارها‭ ‬حال‭ ‬تخرجها،‭ ‬وهي‭ ‬تحمل‭ ‬شهادة‭ ‬البكالوريوس‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬سان‭ ‬فرانسيسكو‭ ‬بولاية‭ ‬كاليفورنيا‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية،‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬مجالين‭: ‬الأول‭ ‬فنون‭ ‬جميلة‭ ‬والثاني‭ ‬تاريخ‭ ‬الفن‭ ‬بالعام‭ ‬1975،‭  ‬إذ‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المعارض‭ ‬العالمية‭ ‬الإقليمية‭ ‬والمحلية‭ ‬مشاركة‭ ‬فردية‭ ‬أو‭ ‬جماعية،‭ ‬أي‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬1976‭ ‬حتى‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬2021‭.‬

وطافت‭ ‬لوحات‭ ‬الفنانة‭ ‬بلقيس‭ ‬فخرو‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬العواصم،‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬إلى‭ ‬باريس‭ ‬وبرلين،‭ ‬فحين‭ ‬نزور‭ ‬متحف‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني‭ ‬نشاهد‭ ‬أعمالها‭ ‬تحكي‭ ‬روايات‭ ‬الإبداع،‭ ‬وهناك‭ ‬مثلها‭ ‬في‭ ‬متحف‭ ‬الفن‭ ‬المعاصر‭ ‬بالعاصمة‭ ‬الأردنية‭ (‬عمّان‭)‬،‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬متحف‭ ‬الفن‭ ‬العربي‭ ‬الحديث‭ ‬بالعاصمة‭ ‬القطرية‭ (‬الدوحة‭)‬،‭ ‬فيما‭ ‬عرضت‭ ‬مجموعة‭ "‬كنده‭" ‬بالسعودية‭ ‬أعمالها‭ ‬بمتحف‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬باريس،‭ ‬ولها‭ ‬مكانها‭ ‬كفنانة‭ ‬بحرينية‭ ‬خليجية‭ ‬عربية‭ ‬مسلمة‭ ‬مبدعة‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬الدولة‭ ‬هامبورج‭ ‬في‭ ‬برلين،‭ ‬وأعمال‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬دبي‭ ‬المالي‭ ‬وبيت‭ ‬أبوظبي‭ ‬للاستثمار‭ ‬ومركز‭ ‬الشيخ‭ ‬إبراهيم‭ ‬الثقافي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

وتحدثنا ضيفتنا عن أن "الفنان لا بد أن يكون متعلمًا ودارسًا لتخصصه، لهذا درست الفنون الجميلة وتاريخ الفن في الولايات المتحدة الأميركية، فالفنون الجميلة تشمل الرسم والتصوير والموسيقى والطباعة والتصوير وهذا هو النظام الأميركي أساسًا، فيما تمنحك دراسة تاريخ الفن أن تدرس عصور الفن من العصر الحجري حتى العصر الحديث، لكن حتى يتطور الفنان لا بد أن يستمر في التعليم والمتابعة والاطلاع، وقد اهتممت كثيرًا بالمعارض العالمية وما يحدث فيها. هذا قبل جائحة كورونا بالطبع، كما أن الاشتراك في المجلات المتخصصة جانب مهم، فهناك مجلتان شهريتان فنيتان إحداهما أميركية والأخرى بريطانية تحمل اسم (ذي آرتيست). وجزء مما أضاف لي ولمسيرتي حضوري المعارض الفنية العالمية، وحتى أثناء الجائحة، فتح لنا التقدم التقني أن نتابع أعمال الفنانين ومعارضهم عبر الاتصال المرئي أو وسائل التواصل الاجتماعي التي تضعنا معهم لنشاهد ونتذوق ونتعلم ونستزيد من المعرفة".

 

وتعود إلى فترة الثمانينات فتقول "آنذاك، كانت مجموعة أصدقاء الفن لدول مجلس التعاون الخليجي يرتبون لرحلاتنا السنوية إلى تلك المعارض ونشارك فيها، حتى سنحت لنا المشاركة في معارض نظمت في إسبانيا وأميركا، وحينما وقع غزو الكويت بالعام 1990 تغير الأمر ولم يعد لمجموعة أصدقاء الفن الخليجية وجود، فهذه الأمور لا تبقى للأسف، لكنني واصلت وسافرت لحضور ما أسميه المغامرات الفنية والمعارض في مصر والأردن والكويت وعمان وقطر وغيرها، فلا أفوت تلك المعارض التي تعرفت من خلالها على فنانين عالميين وتعلمت منهم، واليوم، لن تبقى في معرضك ومرسمك وحيدًا بفضل ربط القرية الكونية بوسائل التواصل الاجتماعي. خلال العامين الماضيين زرنا معارض لفنانين عالميين عبر الاتصال المرئي، وهذا يساهم في توسيع دائرة المعرفة لدى الفنان".

 

وتشير فخرو إلى أنها ركزت على لون وخط يمثلها، "وهو التركيز على ملمس السطح الخشن للوحة، وهذا ما يقرر موضوع اللوحة عادة بالفن التجريدي، فأعمالي في السبعينات كانت تنتمي إلى تلك الحقبة التي لها سمات التراث المحلي واللوحات الواقعية، أما حين أستخدم التجريد على السطح الخشن، فأركز على التضاد الحاد بين الظل والضوء والفراغ في قلب اللوحة، وقد تجد نفسك وكأنك في كهف الإنسان الأول قبل 25 ألف سنة، حيث البدائية وهم كانوا أجدادنا قطعًا.. كيف كانوا يعيشون على الصيد والالتقاط وكانوا يرسمون لوحاتهم على جدران الكهف، وهنا يأتي الخيال ليوحي لنا بما نرسم.. فلربما رسمت فكرة أقصد فيها أمرًا ويفهمها المتلقي بشكل آخر وفق خلفيته الثقافية، وهنا أقول إنني أحول اللوحة إلى موسيقى بصرية لتراها اليوم بمزاجك وتراها غدًا بمزاج آخر وشكل آخر، فأنا أريد للوحة أن تتغير. وتوجز هذه الحالة بقولها "أنا نفسي أمس.. غير أنا اليوم.. ربما نكون بالأمس في حزن، واليوم في فرح".