+A
A-

زينب ناجم

‭"‬منذ‭ ‬طفولتي،‭ ‬كان‭ ‬شغفي‭ ‬وحلمي‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬معلمة،‭ ‬وحققت‭ ‬هذا‭ ‬الحلم‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬1983‭ ‬حين‭ ‬أصبحت‭ ‬معلمة‭ ‬بمدرسة‭ ‬خولة‭ ‬الثانوية‭ ‬للبنات،‭ ‬وإلى‭ ‬العام‭ ‬2003‭ ‬مديرة‭ ‬مدرسة،‭ ‬وترأست‭ ‬لجنة‭ ‬التميز‭ ‬للمدارسة‭ ‬في‭ ‬الأداء‭ ‬التعليمي‭ ‬التي‭ ‬حملت‭ ‬اسم‭ (‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭) ‬رحمه‭ ‬الله‭".‬

في‭ ‬العام‭ ‬1977‭ ‬تخرجت‭ ‬من‭ ‬مدرسة‭ ‬الحورة‭ ‬الثانوية‭ ‬للبنات،‭ ‬والتحقت‭ ‬بجامعة‭ ‬الكويت‭ ‬لتتخرج‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1981‭ ‬حاملة‭ "‬ليسانس‭ ‬آداب‭ ‬تخصص‭ ‬الجغرافيا‭"‬،‭ ‬ثم‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬دبلوم‭ ‬التربية‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬بالعام‭ ‬1990‭ ‬ودبلوم‭ ‬الإدارة‭ ‬المدرسية‭ ‬من‭ ‬ذات‭ ‬الجامعة‭ ‬العام‭ ‬2000‭. ‬ضيفتنا‭ ‬هي‭ ‬المعلمة‭ ‬التي‭ ‬حلمت‭ ‬منذ‭ ‬طفولتها‭ ‬بسلك‭ ‬التعليم،‭ ‬زينب‭ ‬صالح‭ ‬ناجم،‭ ‬وحققت‭ ‬حلمها،‭ ‬ويغمرها‭ ‬الاعتزاز‭ ‬بهذه‭ ‬المسيرة‭.‬

تحدثنا فتقول "في وقتنا الحاضر أصبحت المرأة قوة اقتصادية واجتماعية وسياسية، لذا لا بد أن تعي دورها كإنسانة، وأن تثق بقدراتها مهما كانت، وألا تستسلم للإحباط والمعوقات؛ لأنها قاتلة للقدرات والمواهب، لهذا من المهم أن تعمل ضمن أهداف مدروسة، وأن تجعل من المعوقات التي تواجهها تحديات إيجابية للتقدم نحو الهدف المنشود وتطوير الذات ومجال العمل".

ومن خبرتها تستخلص خطوات مهمة عدة منها "أن تعي المرأة دورها في عالم جديد متغير ومتسارع، لذا عليها أن تفتح آفاقا جديدة لمستقبلها والعمل على ما تحب وترغب في تحقيقه، والحد من المصادر الهادرة للوقت والجهد، والابتعاد عن مصادر الإزعاج، والاستثمار في النفس والقيام بالأمور الممتعة بين الحين والآخر لكسر الروتين وتجديد الروح، ولهذا أقول ينبغي التعلم المستمر لاكتساب مهارات جديدة، وتجديد الفكر ومواكبة الجديد في الحياة، وكذلك التعلم من أخطاء الآخرين، والاستفادة من التجارب الناجحة خصوصا ممن سبقوها في المجال أو في الحياة، فالأجيال تكمل بعضها البعض".

وهنا حكمة تقدمها زينب قائلة "إن الحياة محطات، وكل محطة لها مذاقها الخاص ومميزاتها، وسر نجاحي أو أسرار نجاحي قد تتقاطع مع العديد من النساء في البحرين، فالظرف المكاني واحد وإن اختلفت الظروف الاجتماعية.. لقد رسمت صورة لمستقبلي منذ الطفولة وتخيلتها، وهي طموحي بأن أعمل معلمة في سلك التربية والتعليم، هذه كانت الصورة الأولية على سلم تحقيق الأهداف، وحب هذه المهنة كمهنة وليس كوظيفة جعلني أبدع وأتميز، فهي مهنة جميلة تفتح لمن يحبها آفاقا واسعة من العطاء، كما هي مهنة السهل الممتنع، وأنا أعتبر أن النجاح في أي مجال هو ثمرة التعاون والتكامل والتعلم المستمر، وتخطي الصعوبات واعتبارها تحديا لتطوير الذات والعمل.

وخلال هذه المسيرة المهنية والتطوعية صادفت العديد من الصعوبات على الصعيد الشخصي والجماعي، لكن الإصرار والإيمان بما أطمح أن أصل إليه لتحقيق الأهداف، وتقديري لذاتي وقدراتي ودعم المحيطين بي واحتضانهم دفعني لمزيد من التصميم للعطاء، أولهم الوالد (رحمه الله بواسع رحمته)، فكان بمثابة الأب والأم بعد وفاة الوالدة وأنا بسن الرابعة من عمري، وأختي وأخي كانا سندا لي في حياتي وزميلاتي ورفقة عمري.

ولا أنسى في هذا السياق جارتنا "أم عبدالله" مريم بنت الخلف (الله يعطيها طولة العمر) التي صممت على إدخالي المدرسة أسوة بزميلاتي في الحي، وهي من فتحت لي الحياة على مصراعيها وجعلتني أغرد مع السرب بعد أن كنت خارجه، وفتحت لي بابًا من النور، لن أنساها ما حييت ولها الفضل فيما وصلت إليه.