+A
A-

كتاب ”اسمعونا نتحدث” يجوب العالم ويظهر في ”تايمز سكوير نيويورك”

وصفتها‭ ‬مجلة‭ "‬فوربس‭" ‬العالمية‭ ‬بأنها‭ ‬من‭ ‬سيدات‭ ‬الأعمال‭ ‬الرائدات‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬حيث‭ ‬أثبتت‭ ‬نجاحها‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المجالات‭. ‬وبعد‭ ‬حصولها‭ ‬على‭ ‬شهادتها‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية،‭ ‬انضمت‭ ‬إلى‭ ‬الأعمال‭ ‬العائلية‭ ‬لمجموعة‭ ‬كانو،‭ ‬وتمكنت‭ ‬من‭ ‬تنمية‭ ‬أعمال‭ ‬تجارة‭ ‬السيارات‭ ‬إلى‭ ‬آفاق‭ ‬جديدة‭. ‬وعلاوةً‭ ‬على‭ ‬عملها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأعمال‭ ‬والاستثمار،‭ ‬فهي‭ ‬متحدثة‭ ‬مؤثرة‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬العالمية،‭ ‬وكاتبة‭ ‬وشاعرة‭ ‬ونشطة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭. ‬إذن‭ ‬الحديث‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬للوكالة‭ ‬التجارية‭ ‬العالمية‭ ‬للسيارات‭ ‬سوزان‭ ‬كانو،‭ ‬حديث‭ ‬مع‭ ‬شخصية‭ ‬نسوية‭ ‬بحرينية‭ ‬بمدى‭ ‬عالمي،‭ ‬واسمعوها‭ ‬تتحدث‭...‬

 

مثقفة‭.. ‬معطاءة‭.. ‬محبة‭ ‬للنجاح

في أبريل من العام الجاري 2021، ارتفع صوت مميز في العالم أجمع.. "اسمعونا نتحدث: رسائل من النساء العربيات".. هذا هو عنوان كتاب سوزان كانو الصادر عن "فوربس". فالمرأة نضال، وهذا النضال لا يتأتى دون تحديات، فالكثيرات ناضلن حول العالم من أجل الاستماع إليهن، وغالبًا ما كانت قصص النساء العربيات خصوصا محجوبة في "الغموض". تلك الفقرة وردت في تعريف الكتاب بمواقع إلكترونية عدة منها موقع فوربس ذاته وموقع أمازون، لهذا سألناها: ما أهم الركائز لتنطلق المرأة؟ فأجابت في لقائها مع "أضواء البلاد" أنه لكي نصنع نسوة خبيرات ومتميزات فلا بد أن نبدأ من التشجيع أولًا، ومع ذلك لا أرى التشجيع وحده كافيًا، ولنقل إن لدينا الكثير من الممارسات والتجارب والنماذج الناجحة؛ لأن المرأة البحرينية مثقفة ومعطاءة ومحبة للنجاح بل وتبدع في الكثير من المجالات وهذا ما طرحته في كتابي.

 

وللتوضيح أكثر أقول: أشرت في الكتاب إلى ما تعلمته من والدي (رحمه الله). فحين آن أوان الدراسة الجامعية قال لي إنك ستعودين بعد التخرج للعمل معي، وكان ذلك الأمر متفقا عليه بالنسبة لي، الغاية أنه بعد تخرجي عدت إلى بلادي وعملت مع الوالد عليه الرحمة الذي لم يعاملني معاملة خاصة باعتباري ابنته، بل حالي حال كل من يعمل معنا من الموظفين والموظفات، ولهذا أقول إن مسيرة شركة "كانو" كشركة عائلية عريقة يتجلى فيها اهتمامها بالكوادر البحرينية من الجنسين، ومنحهم الفرص للإبداع والإنتاج، وهذه مسؤوليتنا الوطنية.

 

أكبر‭ ‬تحد‭ ‬لها‭ ‬هو‭ ‬”نفسها”

تلفت سوزان إلى أن أكبر تحد واجه ويواجه المرأة لا يقتصر على شكل واحد، فالتحديات كثيرة وبالطبع تختلف من امرأة إلى أخرى. وإن تحدثنا عن المرأة البحرينية أو أي امرأة في العالم نستطيع القول إن أكبر تحد لها هو "نفسها"! فقبل أن تنظر إلى الغير أو إلى مسار طريقها عليها أن تعلم نفسها وتخاطبها وتزرع فيها أنها على كفاءة واقتدار و"تستاهل" وستنجح، ودعني أشير إلى أن للأهل دورا وللمجتمع بالتالي دوره الأكبر، فحتى تنطلق المرأة وتعمل وتنجح وهي الزوجة والأم وربة البيت والموظفة، تحتاج بالتأكيد إلى مساعدتها في إزالة الحواجز، وهنا أود القول رغم كل ذلك، إن المرأة البحرينية في القطاع الخاص تمثل 50 % من القوى العاملة في ريادة الأعمال، وهذه النسبة كبيرة على مستوى دول الخليج العربي، كذلك نحن في مملكة البحرين محظوظات بدعم القيادة الكريمة وجهود المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة جلالة العاهل المفدى حفظهما الله، والتحدي هو الحفاظ على تلك المكتسبات ورفع نسبة المشاركة في كل الميادين بحضور المرأة.

 

المشاركة‭ ‬في‭ ‬عجلة‭ ‬التنمية

وتنظر سوزان كانو إلى شعار يوم المرأة البحرينية هذا العام وهو "المرأة البحرينية في التنمية الوطنية"، فتقول إن التقدم الذي شهده قطاع المرأة بتشريعاته وخدماته وتطويراته يؤكد دون شك اهتمام الدولة، وقد فتح ذلك المجال واسعًا لمشاركتها في عجلة التنمية، إلا أننا نطمح لمزيد وكثير دون شك، وتزيد: البحرين هي أول دولة خليجية أنشأت مجلسًا للمرأة منذ عشرين عامًا مضت أي في العام 2001، واليوم نحن ننظر إلى أفق أرحب بالبحث عن البحرينيات الخبيرات والمتميزات وضمهن إلى مجالس الإدارات بعضويات للاستفادة من أفكارهن وإبداعهن، حتى لو تطلب الأمر تطبيق نظام "الكوتا"، لكي نستفيد من خبراتهن.

 

”كتاباتك‭ ‬رائعة‭ ‬يا‭ ‬ابنتي”

تستذكر سوزان جدتها المرحومة فاطمة الشكر، التي تصفها بأنها "امرأة أعطت وقدمت وربت وجمعت من حولها لتصبح قدوة أثرت في كياني، لكن لدي جزء من كل امرأة في حياتي من الجدات والأمهات وكلهن قدوات، ونتمنى أن نرى من بنات الجيل الجديد أن يبلغن مراتب عليا، ولا ننسى بالطبع فضل جداتنا وأمهاتنا، وبالمناسبة، فإن كتابي (اسمعونا نتحدث) أوردت فيه الكثير من القصص، ولدي ما أقول، فأنا أحب الكتابة منذ صغري لكن والدي (رحمه الله) لم يكن يشجعني على الكتابة، نعم شجعني وأخذ بيدي في طريق الدراسة والتخصص والعمل، لكنه لم يشجعني في مجال الكتابة، وأتذكر أنني عرضت عليه بعض ما كتبت فقال لي (كتاباتك رائعة يا ابنتي)، ثم مضيت في كتابة خواطر وتجارب شعرية وكتبت بعض الكلمات تحولت إلى أغنية أصدرتها مؤسسة إنتاج في إنجلترا، وحظيت بـ 8 ملايين مشاهدة على اليوتيوب".

رسائل‭ ‬ملهمة‭ ‬ترسم‭ ‬صورة‭ ‬غنية

بالنسبة لفكرة الكتاب فقد جاءت من مجلة "فوربس"، نظرا لمشاركتي في المؤتمرات الدولية العديدة والمحافل وأن الناس تحب الاستماع إلي فعرضوا عليّ إصدار الكتاب. نعم أنا ولله الحمد امرأة ناجحة، لكن لم أفكر في إصدار كتاب بهذا الشأن، وعلى العموم، سافرت للعديد من الدول العربية والتقيت بالعديد من النماذج النسائية وضمنتها في الكتاب لكي نستمع للمرأة. ومن التقديمات التي كتبت في وصف الكتاب في مجلة "فوربس" أنني شاهدت عن كثب كيف أن التشريعات والثقافة العربية لم تواكب دائمًا عالمًا يستمر في التطور، ومن خلال تنسيق الرسائل من مجموعة واسعة من النساء، نجد رسائل ملهمة ترسم صورة غنية لما تبدو عليه المرأة العربية اليوم.

 

أيها‭ ‬الرجال‭.. ‬قدموا‭ ‬الزهور

في يدي سوزان كانو باقة من الورود اليانعة المزهرة، تقدمها لكل امرأة أزالت من أمامها الحواجز، وليس المنصب للمرأة هو موضع الفخر، بل الفخر أنها الزوجة والأم وربة البيت ومربية الأجيال وركن المجتمع المتين، وأتمنى أن يقدم كل رجل، سواء كان زوجا أو ابنا أو أخا، باقة زهور للأمهات والزوجات والأخوات؛ تقديرًا لجهود هذا الكيان الإنساني الرائع بكل معانيه ومشاعره وأحاسيسه وخيره وعطاياه التي تملأ الحياة بالسعادة؛ لأنها المرأة.

سمو‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬نهضت‭ ‬بالمرأة‭ ‬وتجربة‭ ‬20‭ ‬عاما‭ ‬للمجلس‭ ‬هي‭ ‬الدليل