رحاب شريف
استشارية التنمية البشرية والوعي الذاتي تطرح ”فلسفة” عميقة
للمضمون الذي نطرحه هنا في لقائنا مع استشاري التنمية البشرية والوعي الذاتي رحاب شريف أبعاد فلسفية عميقة، فنحن نتحدث مع مدربة دولية معتمدة منذ العام 2002 ورائدة أعمال لسلسلة من المشروعات ولديها أكثر من 15 سنة من الخبرة كونها مدربة دولية معتمدة، ومستشارة تدريب وتطوير ومستشارة تسويق ورائدة أعمال في قطاعات مختلفة كتكنولوجيا المعلومات والتسويق الإبداعي، وهي المؤسس والرئيس التنفيذي لـ "فيوتشر ماسترز الدولية"، المنظمة الرائدة في توفير أحدث البرامج في التنمية البشرية.
مصدر القوة العظمى
ترى رحاب أن من الصفات الكفيلة للوصول إلى التميز ما هو مرتبط بنقاط جوهرية عدة، فتسردها لنا بقولها "النقطة الأولى هي الارتباط بالمصدر، ومنذ زمن بعيد كنت دائمًا مرتبطة بالمصدر وهو مصدر القوة العظمى والحب الأسمى وهو الله عز وجل، وهذا لا يعني الحفاظ على الصلوات الخمس والصيام والزكاة والحج ونحوه، فالارتباط بالمصدر أسمى من ذلك بكثير ويشمل ما ذكرت، فهذا الارتباط هو الشعور بمعية الله عز وجل وأنه معي وحولي وأنني تحت ظلاله.. حين أدرس فالله معي.. حين أخطط أشعر بمعية الله معي، بعقلي الواعي والباطن، وأن الله سبحانه وتعالى سيحقق لي، وأنا مؤمنة بالسعي ومتصلة بالمصدر وموقنة بالإجابة ومؤمنة لأن الله سبحانه وتعالى يقول: "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى"، ثم بكل وضوح: "وإن سعيه سوف يرى"، ولم يقل "قد" يرى بل سوف يرى يقينًا، لكن علينا أن نسعى ونتيقن بالإجابة، وكنت دائمًا متصلة بالمصدر، وأسعى السعي الحق وهذه هي الركيزة الأولى.
الركيزة الأولى... كيف تنشئ جبلًا؟
وماذا عن "التمكين الثنائي"؟ تشرح رحاب هذه الجزئية فتقول: إن الإنسان حتى يصل لما يريد سواء إلى سدة المنصب أو تحقيق هدفه أو رؤيته في الحياة، عليه أن يتمسك بالتمكين الثنائي القائم على الذكاء الاجتماعي ويعرف كيف يتعامل مع الناس، وكذلك قوة الذكاء الكلامي أي القدرة على الإقناع والتفاوض والحوار وتقديم الحوار بطريقة متميزة والتأثير والتسويق، وعندي هذا التمكين وعملت على تطويره وتنميته.
ثم دون أدنى مغالاة، منذ صغري وأنا متمسكة بالكتب والورق والقلم وتربيت عليها، وما زلت رغم انشغالاتي حريصة على زيارة المكتبات، ومع التطور أسمع الكتب الصوتية وألخص وأحضر، فأي إنسان يود النجاح لا يجب أن يغض الطرف عن القراءة الحقة، فبقدر ما تقرأ ستتطور، وللأسف، فإن معدل قراءة الإنسان العربي صفحتان في اليوم، فما القدرة على التميز؟ لك أن تقرأ ثلاث صفحات وستكون أعلى من المتوسط، ودائمًا أقول للأحبة والأصدقاء: لو تقرأون 25 صفحة في اليوم ستقرأون في السنة 900 كتاب، والموضوع يحتاج إلى ديمومة واستمرارية، ويسعدني أن أذكر هنا كتاب عنوانه العادات الذرية، الذي يعلمنا أن الإنسان من أجل أن يرتقي ويصل إلى ما يريد بسهولة، فهو في حاجة لعادات صغيرة ولكن باستمرار دون انقطاع.. مثال: لو أردت أن تكون عالمًا في الاقتصاد، يكفي أن تقرأ صفحة واحدة في اليوم بالاقتصاد، فستكون عالم اقتصاد في ثلاث سنوات.. ذرة على ذرة على ذرة، تكون لك جبلا.
ارفع استحقاقك.. إلى نسخة أفضل
"الاستحقاق"، ركن مهم، تحدثنا عنه ضيفتنا رحاب لتتطرق إلى أنها استطاعت بطرق ذكية وعملية ومنطقية أن ترفع استحقاقها، وبهذه الطريقة انتقلت من نسخة إلى نسخة أفضل ذلك؛ لأن رفع الاستحقاق له أهمية كبيرة. تقول ضيفتنا: هناك نقطة مهمة وهي الاستماع لرسائل الله سبحانه وتعالى، فمنذ زمن بعيد لم أكن أعي وأدرك رسائل الله جل وعلا، وحينها تتكرر الرسالة فتأتي بلطف ثم بعدها بعنف وعليّ أن أقرأ الرسالة، واليوم بعد أن زاد الوعي والاستنارة أدركت أن رسائل الله يجب أن تسمع؛ لأن الله يريد أن نعيش بسعادة وحبور وليس بأذى ولهذا يرسل لنا الرسائل، وقد يتساءل القارئ: هل يرسل الله الرسائل لعامة الناس؟ نعم، لأن الله يحبك ولا يريد أن يعطيك النعيم بل يتم نعمته عليك، وقد أرسل الله رسائل كثيرة لغير الأنبياء فأوحى لأم نبي الله موسى (عليه السلام) وهي ليست بنبي، ولمريم أم عيسى (عليه السلام) وهي ليست بنبي، وأرسل للنحل وللنمل، ويوحي للصالحين ولعامة الناس لأنه يحبنا جميعًا، وعلينا أن نقرأ ونفهم الرسائل، وكلما ارتبطت بالمصدر ستنهال عليك الرسائل لتجعلك في الطريق الصحيح والقويم.
القناعة كنز لا يفنى.. إعادة نظر
تلفت رحاب إلى أن "عدم التوقف" صفة مهمة، فالإنسان الذي يقول لقد علمت فقد جهل، والمفروض ألا يكون هناك توقف مهما بلغ المرء، فحين تقرأ 10 آلاف كتاب فهذا ليس كافيًا.. وإذا نجحت في التأثير على 20 ألف شخص فهذا ليس كافيًا.. وإذا تمكنت من تدريب 100 ألف شخص، أيضًا هذا ليس كافيًا.. هذه أمثلة أسوقها على السريع، ولهذا فأنا أؤمن بعدم التوقف وعلي أن أنتقل من نسخة إلى أخرى على الدوام.. من نسختي إلى نسخة أفضل وإلى بوابة أكثر سعة وعلي ألا أتوقف.. باختصار شديد، من البرمجيات الخطأ هي مقولة لا أؤمن بها: أن القناعة كنز لا يفنى، بل على العكس، يحب الله سبحانه المؤمن الغني القوي التقي، وهو خليفة الله في الأرض، أي أن أعرف حجم نفسي ويكون لي هدف في الحياة لقوله تعالى: "إنا كل شيء خلقناه بقدر".
يتوجب على المرأة أن تدرك كيانها المهم ورسالتها في الحياة والمجتمع
لماذا ينتهي طموحهن؟
مجموعة من النصائح تقدمها ضيفتنا، الأولى أن تعرف المرأة البحرينية قدرها كما ينبغي، فالله سبحانه وتعالى منحها الأمانة والكرامة والخلافة، وأن تدرك المرأة البحرينية كيف هي مهمة ولها رسالتها وتدرك أهميتها في الحياة والمجتمع، أما النقطة الثانية ألا تتوقف عن الارتقاء، فنحن نرى الكثير من السيدات بعد الزواج والإنجاب ينتهي لديهن الطموح، والحياة ليست أن نأكل ونشرب ونتكاثر وننام كالأنعام فحسب، فقد خلقنا لأسباب، ونريد للمرأة البحرينية أن تفعل دورها في الحياة وتدرك كينونتها الروحية ورسالتها والهدف الخاص لها بعد عبادة الله عز وجل. أما النقطة الثالثة، فالمرأة البحرينية تعيش في مجتمع منفتح ومسخر لها من جانب الحكومة أو الجهات أو العادات والتقاليد، فلديها كل الأدوات والوسائل، فليس هناك سبب لعدم النجاح.
نبذة مختصرة
عملت رحاب مدرب حياة (كوتش) عن كثب مع عملاء من الطراز الأول واستشارية تنمية بشرية، وفي مختلف القطاعات، لتطوير مهارات الاتصال والقيادة لوزراء ورؤساء تنفيذيين ودبلوماسيين للارتقاء بهم في مجالات شتى، ومتحدثا رئيسا دوليا، إذ قدمت العديد من أوراق العمل في المؤتمرات والفعاليات الدولية في فرنسا، ليبيا، مصر، لبنان، الكويت، قطر، مسقط، المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، وحصدت جوائز دولية ومحلية في مجال التدريب والتعليم والإعلام والتكنولوجيا، وهي خريجة جامعة البحرين بدرجة بكالوريوس تخصص علوم الكمبيوتر وماجستير إدارة الأعمال (MBA).
أؤمن بـعدم التوقف.. وأن عليّ الانتقال من نسخة إلى أفضل
