”البحرين الوطني” خلق فرصا متكافئة بين الجنسين
المجلس الأعلى للمرأة أعطى البحرينية القوة رنا قمبر
تحتفل مملكة البحرين في الأول من ديسمبر من كل عام بيوم المرأة البحرينية كمناسبة وطنية مجيدة أطلقتها قرينة جلالة الملك رئيسة المجلس الأعلى للمرأة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة في العام 2008.
وجاء احتفال هذا العام تحت شعار "المرأة البحرينية في التنمية الوطنية" بعد أن تمكنت المرأة البحرينية من دخول العديد من المجالات الحيوية وإثبات كفاءتها وجدارتها وذاتها في قدرتها على خدمة أسرتها ووطنها والدفع بمسيرة الازدهار والتنمية الوطنية في مملكة البحرين.
وبهذه المناسبة سلط "أضواء البلاد" الضوء على بنك البحرين الوطني الرائد، الذي يضم نخبة كبيرة من النساء البحرينيات المتميزات الرائدات في مجال العمل المصرفي، فكان اللقاء مع الرئيس التنفيذي للالتزام لدى مجموعة بنك البحرين الوطني رنا قمبر.
رنا تنتمي لعائلة مصرفية، قادها شغفها بالأرقام وحبها لهذه اللغة منذ انضمامها لمقاعد الدراسة لتخصص المحاسبة في الجامعة، لتلتحق بعد ذلك بالعمل في مصرف البحرين المركزي منذ العام 2002 حتى مايو 2021، لتنضم بعد ذلك إلى أسرة بنك البحرين الوطني الرئيس التنفيذي للالتزام لدى مجموعة بنك البحرين الوطني.
تميزت رنا بشغفها وحبها لعملها، ما جعلها تتبوأ عددا من المناصب من محلل مصرفي في إدارة مراقبة مصارف قطاع التجزئة؛ لتكون بعدها مراقبا في الإدارة ذاتها. وفي العام 2008 تقلدت منصب رئيس مصارف قطاع التجزئة، وفي العام 2019 تقلدت منصب مدير إدارة التراخيص، وفي 15 يونيو 2021 عين بنك البحرين الوطني رنا قمبر الرئيس التنفيذي للالتزام لدى مجموعة بنك البحرين الوطني.
استطاعت رنا التميز في عملها والإبداع فيه، فقد تحدت الصعاب بدعم معنوي من زوجها الذي كان مساندًا لها طوال السنوات؛ لتكون مثالا للمرأة البحرينية الطموحة المبدعة والمتميزة في عملها ومنزلها، وفيما يلي نص اللقاء معها:
الأداء الوظيفي هو معيار تقلد المناصب في البنك
كيف استطاعت المرأة البحرينية أن تنجح في اقتحام مجالات جديدة وإثبات وجودها في مجال عملها، خصوصا في مشاركتها في الدوائر المصرفية؟
المرأة البحرينية أثبتت نجاحها في جميع المجالات، ولعل ذلك يعود إلى أنها قادرة على العطاء وكونها متميزة، إضافة إلى أن وجود المرأة البحرينية في الدوائر البنكية يعود إلى خمسينات القرن الماضي، فهو ليس وليد السنوات القليلة الماضية كما يعتقد البعض، إذ إن المرأة انخرطت في هذا المجال بقوة منذ بدايته، وقد يعود ذلك إلى وجودها في المجتمع البحريني الذي لا يفرق بين الرجل والمرأة.
وقد تقلدت المرأة في المجال المصرفي العديد من المناصب القيادية منذ سبعينات وثمانينات القرن الماضي، فالمرأة البحرينية في تلك الفترة استطاعت أن تتقلد منصب الرئاسة التنفيذية في حين أن ذلك لم يكن ممكنًا في الدول.
كما استطاعت المرأة الانضمام إلى مجالس إدارة البنوك وأثبتت وجودها في تلك المجالس بجدارة، وما كان دخولها إلا نتيجة لجهدها وعملها المتواصل، فلم يكن انضمامها إلى هذه المجالس كـ "كوتا"، وإنما كان نتيجة جهد ومثابرة وإيمان المجتمع بأن المرأة قادرة على العطاء في مختلف المجالات وقادرة على أن تتولى جميع المناصب بجدارة.
المرأة البحرينية اليوم تتقلد مناصب عليا بادارة المصارف، فهي اليوم ليست موظفة في القطاع المصرفي فقط، بل استطاعت أن تثبت جدارتها للمجتمع بأنها قادرة على تولي مناصب قيادية، لذا فإن نجاح المرأة البحرينية في جميع المجالات جاء نتيجة لتميزها في عملها.
ما الأسباب التي جعلت البحرينية من النساء الناجحات ويشاد بها في المحافل المحلية والعالمية؟
المرأة البحرينية من النساء المحظوظات؛ لكونها تعيش في مجتمع يدعم المرأة ويقدرها، ويرفض جميع أشكال التمييز بينها وبين الرجل، فالمرأة البحرينية تحظى بدعم من الأسرة والمجتمع وهيكل المجتمع المتمثل في القيادة العليا عمومًا والمجلس الأعلى للمرأة خصوصًا.
فوجود المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظهما الله، أعطى المرأة البحرينية القوة والثقة بنفسها، فحصول المرأة على الدعم من السيدة الأولى في مملكة البحرين هو أكبر دعم جعلها تنجح وتبدع في مختلف المجالات.
كما أن المجتمع البحريني من المجتمعات التي تدعم المرأة في مختلف المجالات، فلا يوجد تحفظ على المشاركات النسائية في المجالات السياسية، الحقوقية، المصرفية، التعليمية، الطبية، وغيرها. والمجتمع البحريني كان وما زال يتقبل مشاركة المرأة في جميع هذه المجالات ومن دون تحفظ، ما أعطاها حق المشاركة بجوار الرجل.
فهذا الدعم ساعد المرأة على الانخراط في جميع المجالات العملية، إذ أعطاها الدافع للمثابرة في عملها حتى أصبحت يشاد بها في جميع المحافل.
ما مدى إسهام خطط وبرامج المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة في إحداث نقلة نوعية على صعيد مشاركة المرأة في المجتمع؟
وجود صرح المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة جلالة الملك المفدى حفظهما الله، أعطى المجلس قوة ومكانة، خصوصًا أن المجلس ليس صوريًا أو شكليًا، فقد استطاع المجلس تحقيق العديد من الإنجازات والإسهامات التي كان لها دور في دعم المرأة في جميع القطاعات، عبر اللجان الموجودة في المجلس والتي ساعدت على تطوير وفهم المرأة.
المجلس الأعلى للمرأة عزز من وجود المرأة في المجتمع، كما أنه فتح أبوابه لها وسمح لها بالالتحاق بالعديد من المجالات التي ما زالت في بعض الدول حكرًا على الرجال.
كما أن الاحتفال وتخصيص قطاع خاص سنويًا للاحتفال بالمرأة البحرينية العاملة فيه جعلها تبدع في مجال عملها؛ للاحتفاء بها محليًا ودوليًا.
تميزت البحرين بوجود جمعيات نسائية اهتمت بدعم المرأة وتوعيتها ومساندتها. إلى أي مدى ترون دور هذه الجمعيات مهمًا في مجال العمل المصرفي وكيف يمكن تطويره؟
وجود الجمعيات النسائية يعود إلى ستينات القرن الماضي، فقد بدأت هذه الجمعيات بفكرة دعم المرأة في منزلها، إضافة إلى أن هذه الجمعيات ركزت على مسؤوليات المرأة في ذلك الوقت، إلا أنه في اعتقادي بات من الضروري تطوير عمل الجمعيات النسائية، لتلعب دورًا في دعم دورًا في دعم جميع القطاعات وليس القطاع المصرفي فقط.
ما أبرز المجالات الحديثة التي تعتقدين بضرورة مشاركة المرأة البحرينية فيها؟
نتميز في مملكة البحرين بأن المرأة استطاعت اقتحام جميع المجالات القديمة والحديثة، وقد يعود ذلك إلى إيمان المجتمع بقدراتها، إذ لا يوجد مجال لم تشارك فيه المرأة بصف الرجل. ومع انطلاق الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء أتمنى أن تكون المرأة البحرينية في صف الرجل كما اعتدنا أن نراها بجانبه في جميع المجالات.
الهدف الخامس للتنمية المستدامة يتمثل في "تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين كل النساء والفتيات"، من خلال تفعيل ونشر ثقافة تكافؤ الفرص وإدماج احتياجات المرأة بالتعاون مع المنظمات الأهلية، هل يسير العمل وفق الطموح والتطلعات على مستوى مملكة البحرين وعلى مستوى بنك البحرين الوطني؟
سعت مملكة البحرين في السنوات الماضية وما زالت إلى تحقيق مبدأ المساواة بين الجنسين، إذ إن مملكة البحرين بحكومتها الموقرة ومجتمعها تسعى إلى تحقيق هذه المساواة وترفض جميع أشكال التمييز بين المرأة والرجل، والشاهد على ذلك أن المرأة استطاعت الالتحاق بجميع المجالات العملية من دون استثناء.
قد يعتقد البعض أن هناك تمييزا بين في بعض المجالات، إلا أن هذا التمييز لا يمثل حكومة البحرين ولا المجتمع البحريني، الذي يسعى إلى تحقيق المساواة بين الجنسين.
كما أن بنك البحرين الوطني من البنوك التي تسعى إلى تعزيز هذا المبدأ، فنحن نسعى إلى تحقيق هذه المساواة، وقد قام البنك من فترة بإطلاق لجنة الاستدامة برئاسة الرئيس التنفيذي للموارد البشرية والاستدامة للمجموعة دانة بوحجي.
وعلى صعيد بنك البحرين الوطني، نسعى دائما إلى خلق فرص عمل متكافئة بين الذكور والإناث، إذ لا يوجد فرق بين الجنسين وتقلد المناصب العليا أو الإدارية، والحصول على الترقيات يقوم على الأداء الوظيفي للمرشحين من الذكور والإناث، فلا يوجد فرق بين الجنسين في توزيع هذه المناصب.
دعم السيدة الأولى في المملكة أكسب المرأة البحرينية مكانة
