صباح الجنيد
خبيرة الدراسات البيئية وتغير المناخ ونظم المعلومات الجغرافية
يمكن القول إن هذا اللقاء مميز بدرجة كبيرة في محتواه، فضيفتنا أستاذة نظم المعلومات الجغرافية والبيئية المشارك بجامعة الخليج العربي صباح الجنيد تمتلك خبرة كبيرة في دراسات البيئة وتغير المناخ، وساهمت في الإشراف على تدريب وكتابة التقارير الوطنية لتغير المناخ المقدمة للهيئة الحكومية الدولية المعنية بشؤون تغير المناخ لمملكة البحرين، دولة الكويت، سلطنة عمان، العراق، ودولة قطر.
ولكونها باحثة لها اسمها المميز على مستوى العالم العربي في مجالها، سألناها عن أبرز العوامل التي أسهمت في نجاح مسيرتها فأجابت "ساهم التعليم الحكومي بمدارس مملكة البحرين في بناء اللبنات الأولى في مسيرة تخصصنا وارتباطنا بالعلم والتعلم والتعليم، وكان للفاضلات اللاتي أشرفن على التدريس والتعليم والتربية في مدارسنا البحرينية الحكومية الفضل في غرس مبادئ حب المعرفة والاطلاع والتواصل مع مختلف الثقافات والعلوم. وكانت مدارس البحرين مدارس تربية ومن ثم تعليم لسنوات طويلة، أينعت من خلالها كوادر نسائية بحرينية وطنية متعلمة ومثقفة. كذلك كان لتربية العائلة دور كبير في إلحاقنا بدراسة وتحفيظ القرآن المتواصل قبل المدرسة وطوال المرحلة الابتدائية وتعلم اللغة العربية ومخارجها الصحيحة. وعن التعليم العالي، فإننا ندين بالفضل لوزارة التربية والتعليم في المملكة، والتي كانت توفر البعثات والمنح لكل خريجي الثانوية العامة في فترة السبعينات والثمانينات بالتعاون مع الكثير من الجامعات والدول.
المرحومة شيخة الزياني
وأدين بالفضل إلى مربيتي الفاضة المربية المرحومة شيخة الزياني، التي ساهمت في نمو شخصيتي وتواصلي مع المجتمع الأكبر، عندما اختارتني لأدرس معها في فصول محو الأمية في جمعية نهضة فتاة البحرين وأنا في بداية المرحلة الإعدادية في تلك الفترة، ما أسهم في ارتباطي بالخدمات المجتمعية المدنية ونشر التعليم الذي بدأت به مؤسسات المجتمع البحريني، والتي من أهمها الجمعيات النسائية في تلك الفترة.
إن من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن الذي أسهم في تميزي هو ملاحقة الجديد، ودراسة تخصصات متنوعة كل مرحلة تعليمية، إذ بدأت بالجيولوجيا والاقتصاد في جامعة الكويت، ثم دراسات الماجستير في التصحر والمياه الجوفية في جامعة الخليج العربي بمملكة البحرين، وأكملتها بدراسات الماجستير في نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد في بريطانيا، وساهمت جامعة الخليج العربي في توفير كل ما يلزم في مسيرتنا للحصول على أعلى الشهادات في تخصصات مختلفة خلال المرحلة الماضية. كذلك وفر لنا "البرتش كونسل" في تلك الفترة منحة دراسية مكثفة لستة أشهر في دراسة التقنية ثلاثية الأبعاد في جامعة نوتنغهام، أضفت من خلالها لدراساتي واهتمامي بدراسات تغير المناخ وتأثيراته على سواحل مملكة البحرين الكثير، وأعددت من خلاله أول الخرائط لتقارير المملكة إلى اتفاقية تغير المناخ، وأكملت دراساتي للدكتوراه في دراسات تغير المناخ وتأثيراته على سواحل جزر البحرين، والتي تعد الدراسات الأولى لتأثيرات تغير المناخ على سواحل المملكة بشكل موسع. وكذلك لا أنسى فضل الملحقية الثقافية في سفارة الولايات المتحدة التي ساهمت في إثراء اهتماماتي البحثية في تأثيرات تغير المناخ على موارد المياه الساحلية والبحرية من نباتات المانجروف والحشائش الخضراء ودراسة موائلها للحفاظ عليها؛ للتصدي لتغيرات المناخ في جامعة ويلمنغتون بنورث كارولاينا.
عدالة ومساواة.. حقوق وواجبات
تطرقت الجنيد في حديثها إلى المجلس الأعلى للمرأة، فأشارت إلى أن عمل المجلس بقيادة قرينة جلالة الملك رئيسة المجلس الأعلى للمرأة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، يرتكز على أسس العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات بين المواطنين، رجالًا ونساءً، هذه الأسس التي تستمد جذورها من دساتير ومواثيق وقوانين مملكة البحرين تاريخًا وحاضرًا. لقد كان للمجلس الأعلى للمرأة دور بارز خلال العشريـن سنة الماضية في دراسة ومراجعة وتفعيل وتسريع إصدار العديد من القوانين في صالح المرأة البحرينية، مستمدًا ومعتمدًا في توجهاته على ثقة القيادة العليا في هذا الوطن ممثلة بعاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة على دور المرأة البحرينية ومساهماتهما ومشاركتها في بناء هذا الوطن.
”الأعلى للمرأة”... عقدان من الزمان
تدون الجنيد مرحلة مهمة، فتشير إلى أن جهود الاحتفال بيوم المرأة البحرينية خلال العشرين سنة الماضية ركزت على إبراز إنجازات المرأة البحرينية ومشاركاتها في جميع المجالات والمهن التي برزت فيها النساء البحرينيات جنبا إلى جنب مع شريكها الرجل، كالمرأة في التعليم، والصحة، والعمل التطوعي، والاقتصاد، والرياضة والإعلام، والعمل العسكري، والقطاع المالي والمصرفي، والمجال القانوني والعدلي، والهندسي، والتشريعي والعمل البلدي، والتعليم العالي وعلوم المستقبل، والدبلوماسي. وما زال عطاء المجلس الأعلى للمرأة واحتفاؤه بجهودها متواصلًا لا ينقطع.
وتواصل الحديث "مررنا خلال الفترة الماضية بظروف صعبة مثلنا كبقية الدول والأمم وتأثيرات (كوفيد 19) تلقي بظلالها على جميع المجتمعات، ومع ذلك لم تنقطع جهود وأنشطة المجلس الأعلى للمرأة، بل تواصلت وبشكل مكثف من خلال التواصل والتفاعل الافتراضي بكل الأشكال والوسائل المتاحة، ما عزز تجربة المجلس الأعلى للمرأة في التغلب على التحديات والمثالب التي لم تعق المجلس من الوصول إلى النساء في هذا الوطن وتقديم الخدمات المطلوبة لهن بما يتوافق مع أنظمة وقوانين ومنهجيات عمل المجلس".
وتختتم بإضاءة جميلة "وها نحن في هذه السنة 2021، حيث يواصل المجلس الأعلى للمرأة الاحتفالية بيوم المرأة البحرينية تحت عنوان: المرأة البحرينية في التنمية الوطنية، مسيرة ارتقاء في وطن معطاء، شاركت المرأة البحرينية وبجدارة في بناء جميع مفاصله، حيث تأتي هذه الاحتفالية تيمنا واحتفاء بالذكرى العشرين لميثاق العمل الوطني المؤذن باستكمال الحقوق السياسية للمرأة ومواصلة مشاركتها في ريادة هذا الوطن".
أسس العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات تستمد جذورها من دساتير ومواثيق وقوانين
