الصيام المتقطع والتقيد بالسعرات الحرارية سيساعدك على خسارة الوزن
اختصاصي تغذية السيد علي
تنوعت الأنظمة والحميات الغذائية في الآونة الأخيرة، ومع تنوع هذه الأنظمة باتت الخيارات المطروحة متنوعة أمام الراغبين في خسارة الوزن وتحسين الصحة عموما، ومن ضمن هذه الأنظمة الصيام المتقطع الذي يعد من الحميات الغذائية الرائجة بين الكثيرين.
ولكن يبقى السؤال هل هذا النوع من الحميات له فوائد حقيقية أم إنه مجرد خيال أطلق عليه حمية غذائية كما روج إلى العديد من الحميات في السنوات الأخيرة؟
اختصاصي التغذية السيد علي بيّن أن بعض الدراسات أكدت أن نظام الصيام يساعد على خسارة الوزن وتحسين الصحة عموما؛ وذلك بسبب تجنب الطعام فترات طويلة من الزمن، وهذا لا يعني الإفراط في تناول الطعام خلال الفترة المسموحة، بل يجب تقليل كمية السعرات الحرارية التي تدخل إلى الجسم يوميًا لتحقيق النتيجة المرغوبة في فقدان الوزن.
وأشار إلى أنه حتى الآن لم يثبت بأن اتباع هذا النظام سيزيد عملية الحرق (الأيض)؛ إذ إن الموضوع يحتاج إلى مزيد من الدراسات بعيدة المدى لإثبات هذا الاعتقاد، مؤكدًا أنه حتى يكون هذا النظام مفيدًا يجب أن يكون مقيدا بسعرات حرارية محددة.
هل هناك حقيقة علمية عن أن نظام الصيام المتقطع مفيد لإنزال الوزن؟
إن حمية الصيام المتقطع تعتمد بشكل رئيس على الامتناع عن تناول الطعام لساعات معينة خلال اليوم الواحد أو لأيام معينة في الأسبوع، ولها أشكال وأساليب عدة، والهيئة الأكثر شيوعًا لحمية الصيام المتقطع هي تناول الطعام خلال فترة 8 ساعات فقط من اليوم، والامتناع عنه خلال فترة الـ 16 ساعة التالية من باقي اليوم، وهو ما يعرف بحمية 16:8.
وأشارت بعض الدراسات إلى أن نظام الصيام يساعد على خسارة الوزن وتحسين الصحة عموما؛ بسبب تجنب الطعام فترات طويلة من الزمن، وهذا لا يعني الإفراط في تناول الطعام خلال الفترة المسموحة، بل يجب تقليل كمية السعرات الحرارية التي تدخل إلى الجسم يوميًا لتحقيق النتيجة المرغوبة في فقدان الوزن، حيث إن الاساس في أي نظام غذائي هو تقليل السعرات الغذائية عن الاحتياج الفعلي للجسم.
من أكثر الفئات المستفيدة من هذا النوع من الحميات الغذائية؟
إن هذا النوع من النظام الغذائي مفيد جدا للأشخاص الذين يعانون من مقاومة الأنسولين والنوع الثاني من السكر، ولكن يجب الحذر مع الأشخاص المعرضين إلى انخفاض سكر الدم بشكل متكرر، كما أنه مفيد لمرضى التصلب اللويحي لتقليل الالتهابات عموما، وكذلك قد يكون مفيدا للصحة العقلية والوقاية من الزهايمر، وكذلك لتحسين صحة القلب والوقاية من أمراض القلب.
هذا النوع من الأنظمة يمكن أن يسهل إصلاح الخلية، إذ عندما يواجه الجسم سموما أو تلفا، فإنه يصلح خلاياه من خلال عملية تسمى الالتهام الذاتي. وأثناء عملية الالتهام الذاتي، تقوم الخلايا بتفكيك الأجزاء التالفة وإعادة تدوير تلك المواد إلى مواد جديدة وصحية، وفي حين أن البحوث البشرية في هذا المجال محدودة، فقد ثبت أن الصيام المتقطع يعزز الالتهام الذاتي في الحيوانات، وهذا واعد لاستجابة محتملة مماثلة لدى البشر.
كما أن هذا النظام قد يكون مفيدا للأشخاص المحبين للتقيد، فهناك فئة من الناس تحب التقيد، ففكرة التقيد أو الصوم لساعات معينة قد تساعدهم على التحكم في الشهية، خصوصا الأشخاص المعتادين على الأكل في كل وقت ومن دون حساب لذلك، فقد يساعدهم اتباع هذا النظام على خسارة الوزن.
ما التأثير السلبي للصوم؟
قد يصاب الفرد بالصداع بسبب انخفاض سكر الدم، التعب والضعف العام خصوصا مع فترات الصوم الطويلة جدا، كما قد تحدث «خربطة» في الهرمونات، خصوصا عند السيدات، وعدم انتظام الدورة الشهرية في حال الصوم لأكثر من 14 ساعة ولفترات طويلة.
وقد يعاني الفرد من تغير في الحالة النفسية بسبب الصوم، خصوصًا أن هناك فئة لا تحب الصوم أو التقيد. وقد يعاني البعض من زيادة الرغبة الشديدة في تناول الطعام وتقلب المزاج والتهيج، وجميع هذه الأعراض هي من أهم الآثار الجانبية للأنظمة الغذائية المقيدة للسعرات الحرارية، والتي قد يعاني منها البعض.
كذلك قد يسبب هذا النظام صعوبة لدى بعض الأشخاص في النوم خصوصا إذا كان متبوعا بنظام غذائي قاس يتبعه الشعور بالجوع لفترات طويلة.
ما آلية الحرق الذي سيقوم بها الجسم عند اتباع هذا النظام؟
قد يظن البعض أن اتباع هذا النظام سيزيد عملية الحرق (الأيض) وهذا ما لم يتم إثباته إلى الآن، إذ إن الموضوع يحتاج إلى مزيد من الدراسات بعيدة المدى لإثبات هذا الاعتقاد. هذا النظام لن يكون مفيدا إذا لم يكن مقيدا بسعرات حرارية محددة، هو مجرد وسيلة مساعدة لها بعض الفوائد الصحية وبعض الفوائد التنظيمية التي تساعد البعض في خسارة الوزن مثلها مثل أي نظام غذائي آخر.
ما أبرز النصائح التي تقدمها للمرضى عموما عند بدء الحميات الغذائية؟
اختر النظام الأسهل بالنسبة لك لا النظام الذي ينصحك به عامة الناس، فمثلا إذا كان نظام الصوم الأسهل لك فعليك اتباعه، أما إذا كنت لا تحب التقيد فعليك اتباع نظام غذائي مرن، وهكذا اختر ما يناسبك ويناسب طبيعة يومك وما تحب وما تكره وما يناسب حالتك الصحية.
كما أشدد على أهمية الاستمرار باتباع الحمية مهما كان ولا تستعجل النتائج. دائمًا ما نشدد على عدم الانجرار وراء الدعايات التي تبدوا في معظمها مخادعة تجعل الكثير يفقد ثقته بنفسه ونتائجه وقد تتسبب في بعض الاحيان بالاحباط وعدم الاستمرار اعتقادا منهم انهم لا يخسرون الوزن كما ينبغي
وأدعو الجميع إلى تجنب حبة إنقاص الوزن السحرية أو العشبة السحرية، والاعتماد على النظام الصحي وممارسة الرياضة باستمرار، فممارسة الرياضة (المفضلة) والنظام الغذائي هو الطريق الرئيس لإنقاص الوزن، مع ضرورة شرب كميات كافية من الماء لا تقل عن 2 إلى 3 لترات والنوم الكافي بمعدل 7 إلى 9 ساعات يوميا وتجنب التوتر قدر المستطاع، ويفضل عدم استخدام الميزان كل يوم، إذ يمكن استخدامه مرة واحدة في الأسبوع فاستخدامه بشكل يومي قد يؤثر نفسيًا على بعض الأشخاص. وأنوه إلى ضرورة تجنب الإسراف في المشروبات مثل الشاي خصوصا الكرك وكذلك القهوة خاصة الغنية بالكريمة والكراميل وكذلك العصير الغني بالسكر؛ بسبب سعراته الحرارية المرتفعة.
وأنصح بضرورة التأكد من مصدر المعلومات، فهناك الكثير من المعلومات والنصائح الخاطئة المنتشرة بشأن التغذية، مع ضرورة إجراء بعض الفحوصات الطبية للتأكد من الحالة الصحية قبل اتباع أي نظام غذائي للتأكد من عدم وجود سبب عضوي لزيادة الوزن.
ولمعرفة المزيد عن الصيام المتقطع، «صحتنا في البلاد» التقت اختصاصي التغذية السيد علي، وفي ما يلي نص اللقاء...