تسوس الأسنان أهم أسباب التهاب العصب... وارتفاع نسبة نجاح علاج العصب يعود للتقنيات الحديثة
استشارية طب الفم والأسنان د. أمل السمك
يتعرض الغالبية إلى التهاب عصب الأسنان، وتسوس الأسنان الذي يعد أكثر أمراض الأسنان شيوعًا الذي يؤثر على العصب بشكل كبير، وعند مراجعة الطبيب ينتاب العديد الخوف والقلق من علاج العصب على الرغم من أن هذا الخيار يعد الأفضل.
علاج العصب شهد تطورًا كبيرًا بسبب تطور التقنيات المستخدمة في العلاج والمواد المستخدمة. وفي هذا الصدد أكدت استشارية طب الفم والأسنان في مركز يوني كير وطب الأسنان د. أمل السمك أنه بسبب تطور التقنيات الحديثة المستخدمة في علاج العصب أصبحت نسبة نجاح العلاج أكبر وأفضل من السابق.
وقالت السمك في لقاء مع «صحتنا في البلاد»: عندما يصل التسوس إلى أقصى المراحل ويلتهب العصب فأول حل هو علاج العصب. لا ننصح بعملية خلع الأسنان؛ إذ عند فقدان السن يكون الإنسان فقد جزءا من نفسه، فوجود الأسنان يدل على هوية الفرد وهو ما أثبتته جائحة كورونا، إذ لاحظنا أنه عند ارتداء الكمامات تختلف الهوية، وإن إبراز الابتسامة أو الأسنان يدل على هوية الإنسان، لذا يجب الاهتمام بها، فصحة الأسنان لها دور كبير في قبول الفرد من الناس والمجتمع.
وشددت د. أمل على أهمية المواظبة على المراجعات الدورية للكشف عن أمراض الفم والأسنان، مؤكدة أن الفم بوابة الجسم للكشف عن العديد من الأمراض. وللتعرف على علاج العصب والتقنيات المستخدمة حاليًا، «صحتنا في البلاد» التقت استشارية طب الفم والأسنان في مركز يوني كير وطب الأسنان د. أمل السمك، وفيما يلي نص اللقاء...
الفم بوابة الجسم للكشف عن بقية الأمراض
ما هو علاج عصب الأسنان؟
هو علاج لب السن نفسه والأنسجة العصبية والأوعية الدموية التي تغذي الأسنان وتجعلها حية ومتماسكة في الأنسجة الداعمة.
ما أسباب التهاب السن أو عصب السن؟
هناك أسباب عدة إلى التهاب عصب السن أو لب السن، ومن أهمها تسوس الأسنان، إذ إن الأخير مرض بكتيري، وعند وصول البكتيريا إلى لب السن يلتهب عصب السن، إلا أن هناك أسبابا أخرى تستدعي علاج العصب. وعند إصابة السن بضربة فقد تسبب هذه الضربة أو الكدمة بالتهاب العصب، كما أن التهابات اللثة المزمنة تساعد على تسرب البكتيريا من اللثة عبر القنوات، فاللثة تعد من الأنسجة الداعمة، وهناك قنوات تصل بين جذر السن والسطح الخارجي مع اللثة، لذا فإنه عند التهاب اللثة تتسرب البكتيريا من اللثة إلى قناة العصب ما يحدث التهابات داخل العصب.
وفي بعض الأحيان يلجأ طبيب الأسنان إلى عمل علاج العصب بشكل اختياري إذا كان السن لا يمكن ترميمه بشكل جيد ويحتاج إلى القص أو الحفر بحفر ضرورية، لذا يتم اللجوء إلى علاج العصب حتى لا يتألم المريض أثناء حفر السن.
ما التطور الذي شهده علاج طب الأسنان خلال السنوات الأخيرة؟
شهد علاج العصب تطورًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة؛ بسبب وجود التقنيات الحديثة، ففي السابق كان يتم استخدم الإبر العادية المكونة من (ستانلس ستيل) وكان الطبيب يستغرق وقتًا طويلًا لتنظيف القنوات وكحت الأسطح الداخلية لقناة العصب، إذ إن علاج العصب يعتمد بشكل أساس على إزالة البكتيريا من قناة العصب.
إن مهمة طبيب الأسنان تقتضي إزالة البكتيريا والأنسجة العصبية الميتة والملتهبة من داخل قناة العصب، فلذلك في السنوات السابقة كانت هذه الأدوات تستغرق وقتًا طويلًا من طبيب الأسنان للقيام بهذه العملية، إلا أنه حدثت الآن طفرة في طب الأسنان بعد تطور التقنيات الحديثة واستخدام الأدوات الدوارة والمصنعة من (النيكل تيتانيوم)، التي تعتبر مادة مرنة تسمح بدخول المواد داخل قناة العصب من دون أن يحدث كسر إليها داخل القناة، كما أنها تتماشى مع التعرجات الموجودة في قناة العصب، إذ إن 90 % من قنوات العصب لا تكون بشكل مستقيم، فهناك تعرجات تمتد في بعض الأحيان إلى شكل زاوية قائمة، ما يشكل صعوبة في علاج العصب، وبالتالي تحتاج إلى مختص وأدوات ذات تقنيات عالية للوصول لجميع المناطق القناة وتنظيفها من البكتيريا.
ويعتمد علاج العصب بشكل كبير الآن على استخدام المحاليل المطهرة، إذ بينت الدراسات الحديثة أن القضاء على البكتيريا يجب أن يكون باستخدام المحاليل المطهرة (صوديوم هايبوكلورايد) بنسبة علمية وبوقت وكمية كافية للقضاء على هذه البكتيريا، إذ إن البكتيريا الموجودة في العصب عددها كبير وأنواعها مختلفة وكثيرة، ويعتبر القيام بذلك عاملا رئيسا لعلاج العصب.
ومن التقنيات الموجودة حاليًا في علاج العصب استخدام الميكروسكوب، إذ إن الأخير يوضح ويكبر الصورة إلى طبيب الأسنان بنسبة 40 درجة، وتساعد هذه التقنية على علاج العصب بشكل كبير، إذ تساهم في الكشف عن الأمور التي لا يستطيع الطبيب كشفها بالعين المجردة خصوصًا الأماكن الضيقة، إذ إن بعض الأسنان تحتوي على قنوات متعددة قد تصل إلى 6 قنوات ولا يمكن كشفها بالعين المجردة، كما أن الميكروسكوب أصبح يساعد في علاج العصب بالسماح للطبيب بتنظيف جميع القنوات في السن؛ لتجنب تسرب باقي البكتيريا إلى بقية القنوات،
عبر التأكد والتعرف على عدد القنوات وتنظيفها بالطرق الصحيحة، ويعد استخدام الميكروسكوب من أهم عوامل نجاح علاج العصب.
كما أن وجود الميكروسكوب أيضًا ساعد في الكشف عن الثقوب الموجودة داخل القناة نتيجة لخطأ طبي سابق أو لأسباب أخرى كوجود أداة مكسورة داخل القناة، لذا فإن الصورة المكبرة تمكن الطبيب من علاج هذا الثقب أو إزالة القناة المكسورة داخل القناة.
كما أن توافر الأجهزة فوق الصوتية «ألترا سونيك» كان لها دور في نجاح علاج العصب، إذ يتم استخدامها لتنظيف وإزالة القلح والترسبات الجيرية من الأسنان بالإضافة إلى إزالة الحصوات من مدخل قنوات العصب، كما أنها تستخدم في علاج العصب بإزالة الحصوات الموجودة داخل القنوات أو عند مدخلها، مع إزالة التكلسات خصوصًا إذ مر على التسوس فترة طويلة، إذ إن السن في هذه الحالة يدافع عن نفسه ببناء طبقة متكلسة حول السن ما يشكل صعوبة في الوصول إلى قناة العصب، لذا فإن الأجهزة فوق الصوتية سهلت العملية، كما أن هذه التقنية تستخدم في إزالة الأدوات المكسورة داخل القناة. ويستخدم الألترا سونيك في إزالة التكلسات الموجودة حول مدخل قنوات العصب لتسهيل عملية الدخول.
إضافة إلى أن المواد السابقة المستخدمة في علاج العصب كانت بدائية جدًا، إلا أنها تطورت إلى أن وصلت إلى استخدام مواد مصنعة من مادة السيراميك لحشو قنوات العصب مع الحشوة العادية، هذه المواد تلصق على سطح القناة من الداخل وتحافظ على نفسها من الذوبان، لذلك فإنها تمنع تسرب البكتيريا من داخل العظم إلى داخل القناة وتسد القناة بطريقة محكمة، كما أنها تصل إلى القنوات الجانبية وتمنع البكتيريا من التسرب من الخارج أو من داخل الأنسجة الداعمة إلى داخل الجذر، فوجود هذه المواد ساعد في نجاح علاج العصب. وبسبب التقنيات الحديثة نسبة نجاح علاج العصب أصبحت أكبر وأفضل من السابق.
يلجأ البعض إلى خلع السن بدلًا من علاج العصب عند الإصابة بالتسوس، فما أضرار الخلع؟
عندما يصل التسوس إلى أقصى المراحل ويلتهب العصب فأول حل هو علاج العصب. لا ننصح بعملية خلع الأسنان؛ إذ إن عند فقد السن يكون الإنسان فقد جزءا من نفسه، لذا ينبغي عدم التقليل من قيمة الأسنان، فهي جزء مهم للمضغ والنطق، ولها دور في قبول الفرد في المجتمع، فالمجتمع يتأثر بشكل الأسنان والابتسامة؛ لما لها تأثير اجتماعي على الفرد.
ووجود الأسنان يدل على هوية الفرد، وهو ما أثبتته جائحة كورونا، فعند ارتداء الكمامات لاحظنا أن الهوية تختلف، لذا فإن الابتسامة أو الأسنان لها دور كبير في الكشف عن هوية الإنسان، لذا يجب الاهتمام بها، فصحة الأسنان لها دور كبير في قبول الفرد من قِبل الناس.
ما نصيحتك للحفاظ على الأسنان؟
الزيارات الدورية مهمة أولًا للكشف عن التسوس، خصوصًا إذا كان في بدايته، فعلاجه يكون أفضل من وصوله إلى العصب، لأن علاج العصب يحتاج بعد ذلك إلى «تلبيسة» بسبب أن السن يكون هشا بعد العلاج حتى لا يتعرض للكسر ويمنع تسرب البكتيريا من اللعاب لداخل السن، لذا أول نصيحة هي المواظبة على الفحص الدوري للكشف عن التسوس والترسبات الجيرية.
تتسبب البكتيريا الموجودة في إفراز السموم، التي ستتحول مع مرور الوقت إلى ترسبات جيرية تؤدي إلى التهاب اللثة، كما أن الأخير سيؤدي إلى الإصابة بجيوب لثوية، فقد يبدأ العظم حول السن بالذوبان ما يؤدي إلى فقدان الأسنان، لذا فإن المراجعة الدورية ستكشف عن الأمراض المبكرة، إضافة إلى أن الزيارات الدورية تساهم في الكشف عن القرح الموجودة في الفم والتي قد تكون آفات سرطانية خصوصًا لدى كبار السن؛ لكونهم معرضين لذلك، ولا يقتصر ذلك على كبار السن؛ إذ إن أصحاب الأمراض المزمنة خصوصًا مرضى السكري والقلب لديهم علاقة وثيقة بالتهابات اللثة. فالتهاب اللثة قد يؤدي إلى زيادة مستوى السكر في الدم، كما يزيد السكر من نسبة التهابات اللثة، كما وجدت الدراسات أن البكتيريا الموجودة في التهابات اللثة مرتبطة بالبكتيريا الموجودة في الغشاء المحيط بالقلب، لذا أنصح بعدم إهمال صحة الفم والأسنان، فهي جزء من الصحة العامة ولها ارتباط وثيق بأمراض كثيرة في الجسم، وفي كثير من الأحيان تعتبر أمراض الفم والأسنان إشارة أو مدخلا إلى باقي الأمراض التي يكتشفها طبيب الأسنان ويحولها إلى باقي الاختصاصيين، فالفم بوابة الجسم للكشف عن بقية الأمراض.