30 % من المرضى قد يعانون من مضاعفات في المخ والأعصاب بسبب كورونا
استشاري المخ والأعصاب د. محمد الصفار
بعد مرور ما يقارب العامين على جائحة «كوفيد 19» ما زالت الدراسات والبحوث مستمرة لمعرفة تأثيرات الفيروس ومضاعفاته على الإنسان على المدى البعيد والقريب.
آخر الدراسات والتحاليل الطبية بينت أن ثلثي المرضى يعانون من مضاعفات في المخ والأعصاب بعد تشخيص إصابتهم بالفيروس، بحسب الدراسات التي استند إليها استشاري المخ والأعصاب د. محمد الصفار في مركز ابن حيان الطبي.
وأكد الصفار أن هناك بعض الأعراض الجانبية التي يسببها الفيروس على المخ، موضحًا أن الفيروس يؤثر على الأعصاب المركزية والجهاز العصبي الطرفي، مبينا أن هذه المضاعفات لا تقتصر فقط على فيروس «كوفيد 19»، إذ إن بعض الفيروسات تسبب أيضًا مثل هذه المضاعفات على المدى البعيد أو القريب أيضًا.
ولفت إلى أن المريض قد يصاب بالجلطات الدماغية أو التهاب الدماغ، مؤكدًا أنه لا يمكن وقاية أنفسنا من هذه المضاعفات، إلا أنه يمكن وقاية أنفسنا والجميع باتباع الاحترازات الطبية لتجنب الإصابة بالفيروس، مع ضرورة الالتفات إلى المؤشرات والدلائل التي قد تشير إلى الإصابة بالتهاب في الدماغ أو الجلطات.
«صحتنا في البلاد» التقت استشاري المخ والأعصاب في مركز ابن حيان الطبي د. محمد الصفار لمعرفة المزيد عن الأعراض الجانبية التي يسببها فيروس كورونا على المخ والأعصاب، وفيما يلي نص اللقاء...
ما الأعراض الجانبية التي يسببها فيروس كورونا على المخ والأعصاب؟
إن التحاليل والدراسات على مدى ما يقارب العامين منذ بدء الجائحة بينت وجود علاقة بين فيروس «كوفيد 19»، وحدوث مضاعفات على الأعصاب المركزية والجهاز العصبي الطرفي، إذ يمكن أن يؤثر الفيروس على الجهاز العصبي المركزي، فقد يسبب جلطات دماغية أو التهابا في الدماغ.
كما تبين أن الفيروس قد يؤثر أيضًا على الجهاز العصبي الطرفي، إذا يتأثر هو الآخر بسبب الفيروس أيضًا، فقد يصاب المريض بمتلازمة غيلان وهي عبارة عن اضطراب نادر تتم فيه مهاجمة الأعصاب الطرفية بواسطة الجهاز المناعي ما يؤدي إلى تلفها. كما يؤثر فيروس «كوفيد 19» أيضًا على العضلات والأعصاب المحيطة بالعضلات، فضلًا عن أن هذا الفيروس قد يسبب العديد من التأثيرات النفسية كإضرابات المزاج، القلق والاكتئاب.
ما التأثير الذي قد يلحقه الفيروس بالجهاز العصبي المركزي؟
فيما يتعلق بتأثير فيروس كورونا على الجهاز العصبي المركزي بعد تشخيص الإصابة، قد يصاب البعض بالجلطات الدماغية، فالفيروس قد يسبب ضعفا في جانب من الجوانب ويمكن يؤثر على التركيز، وصعوبة في الكلام، وهذه الأعراض قد تنذر بوجود جلطات، وعند الإصابة بفيروس كورونا قد تحدث مثل هذه الجلطات.
ما الأعراض التي قد تنذر بوجود الجلطات أو التهاب في الدماغ؟
هناك بعض الأعراض التي تعتبر مؤشرات على حدوث الجلطات، فقد يعاني البعض من صعوبة في الكلام وازدواجية في النظر، ارتباك ولبس.
أما الأعراض التي لها علاقة بالتهاب الدماغ، فقد يصاب أيضًا المريض بالارتباك، كما قد يحدث إغماء أو تشنجات إلى المريض، إذ يبدأ الدماغ بفقدان الوظائف العليا بسبب هذه الالتهابات.
كيف يمكن أن يؤثر كورونا على الجهاز الطرفي المركزي؟
قد يؤثر فيروس كورونا على وظائف الجهاز الطرفي المركزي، فقد يؤثر على الحركة، إضافة إلى أنه قد يصاب المريض بضعف الأطراف وعدم القدرة على المشي، إلى جانب الإصابة بمشكلات في التنفس، ما يستدعي وضع المريض تحت جهاز التنفس ليس بسبب الفيروس، وإنما بسبب تأثيره على عضلات التنفس التي تأثرت بالفيروس.
ما الأسباب التي تؤدي إلى ضعف العضلات أثناء الإصابة بالفيروس؟
ضعف العضلات قد يكون نتيجة استجابة مناعية، إذا يبدأ الجسم بتكوين استجابة مناعية إلى الفيروس ما قد يؤدي إلى حدوث بعض المضاعفات.
ما تأثير الكورونا على الوضع النفسي إلى المصاب؟
الفيروس له تأثير كبير على النفسية بشكل مباشر أو غير مباشر، إذ إنه يؤدي إلى مشكلات في اضطراب المزاج وقد يصاب المريض بالقلق، كما يمكن أن يسبب الاكتئاب وهذا يحدث بسبب الوضع العام في الحجر أو الإصابة، ولا تقتصر المشكلات النفسية على المرضى وحدهم فالتأثير طال الجميع.
هل رصدت حالات في مملكة البحرين تعاني من مضاعفات الفيروس؟
تمت ملاحظة ووجود بعض المضاعفات على بعض المرضى، وقد أصيب البعض بالشلل، ويلزمهم وقت طويل للتعافي.
وعالميًا ذكرت الدراسات والتحاليل منذ بدء الجائحة في 2020 وأجريت إلى الأعمار التي تتراوح ما بين 40 و60 سنة، أن ثلث المرضى يصابون ببعض المضاعفات في المخ والأعصاب، وهي النسبة المماثلة أيضًا إلى مملكة البحرين، إذ إن 30 % من المرضى يصابون بمضاعفات عصبية.
هل بالإمكان منع هذه المضاعفات؟
لا يوجد جانب وقائي يمكن اتخاذه لمنع هذه المضاعفات العصبية التي قد تحدث بعد الإصابة بفيروس كورونا، إلا أن هناك مؤشرات ودلائل تدل على وجود خطر من أهمها حدوث التشنجات، ضعف، صعوبة في الكلام وضعف في القدمين مع التنمل، مع فقدان الرغبة والشعور وحدوث قلق وعدم رغبة لممارسة الحياة بالشكل المعتاد، ومعظم هذه الأعراض تحدث فجأة إلا أنها مؤشر لوجود مضاعفات عصبية.
متى يمكن أن يصاب مريض كورونا بهذه المضاعفات؟
هذه الأعراض قد تحدث مع أو بعد تشخيص الإصابة بفيروس «كوفيد 19»، وقد يصاب المريض بجلطة وعائية دماغية، أو التهاب دماغي يؤثر عليه، والالتهاب الدماغي يجعل المريض يعاني من التعب والارتباك وكثرة النوم والنعاس وقد يصاب بالتشنجات العصبية، وقد تحدث هذه المضاعفات بعد تخلص الجسم من الفيروس أيضًا.
ما الأسباب التي أدت إلى حدوث مضاعفات على المخ والأعصاب؟
لا يوجد سبب لحد الآن يوضح الأسباب التي أدت إلى حدوث هذه المضاعفات، إلا أن بعض الفيروسات الأخرى تسبب نفس هذه المضاعفات، خصوصًا أن الفيروسات في بعض الأحيان تؤثر على الجهاز العصبي، لا سيما في حال البقاء على الجهاز التنفسي لوقت طويل، فقد يصاب المريض بعد فترة بالتهاب في الأعصاب والعضلات بسبب قلة الحركة والأدوية المخدرة، وهذا قد يؤدي إلى تفاقم المشكلات.
ما العلاج الذي سيتبع بعد هذه الحالة؟
العلاج لهذه الحالات يكون علاجا داعما، كما يتم صرف العلاجات المخصصة بفيروس كورونا لمساعدة المريض، إلا أنه مع مرور الوقت والقيام بمزيد من الدراسات والتحاليل فإننا سنكون قادرين على التعامل مع هذه الجائحة ومضاعفاتها.