أيقونة عقار ""كريزانليزوماب""
البريطانية سارا نيكروما
«الألم في كل يوم.. ولا أتذكر آخر مرة لم أشعر فيها بالألم.. من الصعب أن يصف الإنسان الحياة بألم لا يتوقف». هل تعرفون من صاحبة هذه المقولة؟ إنها أيقونة العقار الجديد البريطانية سارا نيكروما، البالغة من العمر 27 عامًا، والتي عاشت مع أزمتها مع السكلر (فقر الدم المنجلي) وهي في عمر 6 أشهر، واستمر معها الألم لا سيما المزمن في مفاصلها.
تفضل سارا أخذ فترات راحة من تناول المسكنات، لكن في بعض الأيام لا تستطيع النهوض من السرير، وتقول «عليك فقط أن تحاول وتديرها، ليس لدي خيار.. الأمر كله يتعلق بالحصول على الكثير من القوة الذهنية والدعم.. أشعر بالضعف والإرهاق، وبفضل المتبرعين، أحصل على فرصة للعيش يومًا آخر»؛ ذلك لأن سارا تجري عملية نقل دم لزيادة مستويات طاقتها.
كان على سارا أن تتخلى عن طموحها في أن تصبح معلمة حضانة؛ لأنه يعرضها لخطر الإصابة بعدوى خطيرة، لكن الآن تقول «وجدت هدفي الحقيقي وأحب نشر الوعي بمرض فقر الدم المنجلي».
شركة «نوفارتيس» المصنعة للدواء قالت إن أول علاج جديد للخلايا المنجلية منذ 20 عامًا سيساعد في إبقاء آلاف الأشخاص خارج المستشفى خلال السنوات الثلاث المقبلة، ففي بريطانيا فقط، يصيب مرض فقر الدم المنجلي 15000 شخصًا، فيما قال المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية إن الأمل في الحد من التفاوتات الصحية للمرضى الذين يتأثرون في الغالب والذين غالبًا ما يكون لديهم صحة سيئة في البداية، يجعل الدواء يستحق التوصية.
يتم حقن عقار كريزانليزوماب في الوريد ويمكن تناوله بمفرده أو جنبًا إلى جنب مع العلاج القياسي وعمليات نقل الدم المنتظمة. وفي إحدى التجارب عانى المرضى الذين تناولوا كريزانليزوماب من أزمة الخلايا المنجلية 1.6 مرة في السنة في المتوسط، مقارنة بما يقرب من 3 مرات في السنة بشكل طبيعي، وهذه النوبات المؤلمة، التي يمكن أن تتطلب علاجًا في المستشفى وتؤدي إلى مضاعفات صحية أخرى، ناتجة عن خلايا الدم الحمراء على شكل منجل، والتي تسد الأوعية الدموية الصغيرة، ولكن نظرًا لأن تجارب العقار الجديد على المرضى استمرت عامًا واحدًا بعد اعتماده، فما يزال من غير المعروف إلى متى ستستمر الفوائد، وهذا يجعل من الصعب الحكم على مدى فاعلية كريزانليزوماب من حيث التكلفة. مع ذلك، قالت الرئيسة التنفيذية لهيئة الخدمات الصحية الوطنية أماندا بريتشارد إنه في اللحظة التي يأتي فيها دواء جديد تمت الموافقة على استخدامه، فإن مهمتنا هي التأكد من أنه يمكننا عقد صفقة للتأكد من أنه ميسور التكلفة وإخراجها في أسرع وقت ممكن.
وتستدرك لتقول «لقد كان علاج مرض الخلايا المنجلية محدودًا لسنوات، وكان هناك نقص في العلاجات للمرضى الذين تأثرت حياتهم بهذه الحالة، لكن العقار الجديد أثبت القدرة على تحسين حياة مئات الأشخاص ويسعدنا أن نكون قادرين على التوصية به كأول علاج جديد لمرض فقر الدم المنجلي منذ عقدين».
