تقلقني "الوصمة"... فمرضى السكلر يستحقون "أن نفهمهم"
اختصاصي أمراض الدم الوراثية وعضو الفريق الطبي د. جعفر طوق
سعة صدر هذا الطبيب لا توصف.. فلا يكاد هاتفه يتوقف عن استقبال اتصالات مرضى «السكلر» وذويهم، حتى ترد اتصالات أخرى، أثناء الدوام الرسمي وخارجه، فحياته كما عرفه الكثيرون، سخرها لخدمة المرضى، وهو الأب والأخ والصديق والخال والعم وسمه ما شئت، كأنه بلسم يريح المرضى من نوباتهم متى وأينما طلبوه.
المشكلة ليست في العلاج فحسب بل حتى في الفهم العام للمرض ومضاعفاته
الفهم العام للمرض
تحدث اختصاصي أمراض الدم الوراثية عضو الفريق الطبي لمرض فقر الدم المنجلي بمجمع السلمانية الطبي د. جعفر طوق لـ "صحتنا في البلاد"؛ ليعبر عن أكثر ما يقلقه، وهو "الوصمة" المقرونة بمريض السكلر، لهذا فإن المشكلة ليست في العلاج فحسب، بل حتى في الفهم العام للمرض ومضاعفاته، وهو منتشر بشكل كبير في البحرين. ولكن حين أقول إن هناك فهما سطحيا للمرضى ومرضهم حتى في الوسط الطبي، فلا بد من الإشارة إلى أن هناك تغيرًا كبيرًا في فهم حدوث النوبات، وهو الأمر الذي قاد لإنتاج أدوية جديدة تسعى لهدف لم يكن موجودًا قبل 10 سنوات، فالمرض تغير خلال السنوات القليلة الماضية، وتغير وفق ذلك فهم المرض، وهو الجانب الذي قاد لتغيير العلاجات وإيجاد علاجات جديدة.
ويوضح طوق "ما أشرت إليه وهو الوصمة، أمر مزعج للمرضى ولنا كأطباء، وهي فكرة خاطئة، فالمرضى هم أهلنا وكلنا معًا نركز على تقديم أفضل خدمة لهم.. من كل التخصصات.. ونتابع العلاجات القائمة والمتوقعة لهذا المرض".
إن مرضى السكلر كما قلت هم أهلنا، ويهمنا أن يعيشوا في صحة وسعادة، وأتمنى أن يضاعفوا الاهتمام بأنفسهم وبصحتهم ويتركوا التدخين؛ لأن الكثير منهم من المدخنين، والبعض الآخر لديه عادات حياتية سيئة، والتحدي الأكبر هو أن عليهم أن يثبتوا أن مرضى السكلر أكفاء، والمرض ليس عيبًا؛ لأن من بين مرضى السكلر من يمتلك طاقات إبداعية رائعة ونريد لهذا الوجه أن يبرز للمجتمع.