تسوس أسنان الأطفال المبكر أكثر الأمراض شيوعًا... تعرفوا على الأسباب وطرق الوقاية
د. ديانا جاسم
يعد تسوس أسنان الأطفال من أكثر الأمراض الشائعة، وفي الوقت الذي تعتقد فيه بعض الأمهات أن هذه المشكلة لا تهدد الأطفال الصغار والرضع، ويعتقد البعض أن تسوس الأسنان اللبنية غير مهم بما أن هذه الأسنان مؤقتة، لكن الحقيقة أن تسوس أسنان الطفل قد يؤدي لصعوبات في التغذية نتيجة عدم القدرة على المضغ الجيد، فضلًا عن الألم الذي يصاحب هذا التسوس.
استشارية أسنان الأطفال في مدينة البحرين الطبية د. ديانا جاسم جمعة أكدت أن تسوس الأسنان عند الأطفال من أكثر أنواع أمراض الأسنان شيوعًا، وقد يصيب هذا التسوس الأسنان اللبنية والدائمة.
وقالت د. ديانا: تشكل صحة الفم مؤشرا رئيسا على الحالة الصحية عموما والسلامة ونوعية الحياة. وتعرف منظمة الصحة العالمية صحة الفم بأنها «السلامة من الآلام المزمنة والأمراض والاضطرابات التي تصيب الفم والأسنان والتي تحد من قدرة الفرد على العض والمضغ والابتسامة وتحد من عافيته النفسية الاجتماعية».
«صحتنا في البلاد» التقت استشارية أسنان الأطفال في مدينة البحرين الطبية د. ديانا جاسم جمعة لمعرفة المزيد عن تسوس أسنان الأطفال، وفيما يلي نص اللقاء...
استخدام زجاجة الرضاعة من أهم وأبرز أسباب تسوس الأسنان المبكر لدى الأطفال
ما هو تسوس الأسنان؟
إن تسوُس الأسنان (نخرها) مرض يمكن أن يصيب أسنان الناس من جميع الأعمار، بمن فيهم صغار الأطفال. وتسوس الأسنان من الأمراض الأكثر شيوعًا عند الأطفال في جميع أنحاء العالم وقد يصيب الأسنان اللبنية والدائمة. وسبل الوقاية منه تتحدَد إلى درجة كبيرة، كما هو الحال فيما يخص معظم الأمراض غير السارية، بعوامل اجتماعية سلوكية، اقتصادية، بيئية وعوامل مجتمعية.
يحتوي تجويف الفم، مثل أعضاء أخرى في الجسم، على أنواع عديدة من الجراثيم المختلفة، وبعض هذه الجراثيم تنمو وتتكاثر في بيئة من الأغذية أو المشروبات المختلفة التي تحتوي على السكريات أو النشويات المطبوخة، والتي تُعرف أيضًا باسم الكربوهيدرات المخمرة (Fermented carbohydrates).
ماذا يحدث عند عدم إزالة هذه الكربوهيدرات؟
عندما لا تتم إزالة هذه الكربوهيدرات من أسطح الأسنان تقوم الجراثيم بتحويلها إلى أحماض في غضون 20 دقيقة، لتشكل لويحة سنية عبارة عن طبقة لزجة تغطي الأسنان تسمى البلاك، ومن ثم تبدأ عملية نخر وتسوس الأسنان.
ما أسباب تسوس الأسنان مبكرًا؟
يعد تسوس الأسنان الناتج عن الرضاعة باستخدام الزجاجة من أهم وأبرز أسباب تسوس الأسنان المبكر لدى الأطفال، حيث إن السماح للرضيع أو الطفل بالنوم وفي فمه زجاجة أو أن يحمل كوبا لمص العصير أو الحليب طوال اليوم، خصوصا أثناء الليل، فإن أسنانه تتعرض بشكل مستمر للسكريات والكربوهيدرات، لذا فإن ممارسة هذه العادات قد تسبب تسوس الأسنان في سن مبكرة من عمر الطفل.
ما أعراض تسوس الأسنان؟
الأعراض الأولية لتطور تسوس الأسنان تختلف من حالة إلى أخرى، إذ إن هذا التطور يتعلق بدرجة التسوس وموقعه، فالتسوس في بدايته قد لا يكون مصحوبًا بأية أعراض أو علامات، إلا أنه كلما اشتد التسوس فقد تظهر أعراض مختلفة، مثل آلام بالأسنان قد تكون طفيفة أو حادة عند تناول أطعمة ساخنة أو باردة أو مشروبات محلاة، ثقوب في الأسنان يمكن ملاحظتها بالعين، أما في المراحل المتقدمة فقد يؤدي التسوس إلى مضاعفات وتعقيدات خطيرة وبعيدة المدى، ومن بين هذه المضاعفات أوجاع شديدة قد تكون مصاحبة لخراج (Abscess) في الأسنان، إضافة إلى أنه قد يحدث تكسر في الأسنان، فضلا عن حدوث مشكلات في المضغ.
عندما يصل تسوس الأسنان إلى مرحلة تكون فيها الأوجاع حادة جدًا فإن هذا قد يعيق ممارسة الحياة اليومية بشكل طبيعي إلى درجة الحيلولة دون خروج الطالب إلى مدرسته، أما إذا كانت الأوجاع حادة وتعيق عملية الأكل أو المضغ فإنها قد تؤدي إلى سوء تغذية ثم خسارة في الوزن؛ نتيجة لسوء التغذية التي حدثت. أما إذا أدى التسوس إلى تساقط الأسنان فقد يؤثر ذلك سلبًا على الثقة بالنفس، وفي بعض الحالات النادرة جدًا قد يؤدي الخُراج المتكون جراء تسوس الأسنان إلى تلوث حاد، ما قد يشكل خطرًا على حياة المريض إذا لم تتم معالجته كما ينبغي. وفي معظم الأحيان غالبًا ما يكون خلع الأسنان المصابة بالخراج هو الخيار الوحيد المتاح لدينا، وتكون تجربة صادمة للطفل وللأسرة. وعندما تتوافر المرافق اللازمة كثيرًا ما تجرى عمليات خلع أسنان أو حشوها تحت تأثير التخدير العام، وهذا سيكون باهظ التكاليف.
ما علاجات تسوس الأسنان؟
تتعلق علاجات تسوس الأسنان بشكل كبير بدرجة التسوس ومدى خطورته وتشمل العلاج بالفلورايد، الحشوات المركبة، علاج عصب السن، وضع غطاء كامل للسن يُستخدم لترميم وإصلاح الأسنان التالفة أو خلع السن في وقت مبكر ومن ثم تثبيت حافظ مسافة للأسنان اللبنية المخلوعة.
نصائح مهمة للوقاية من تسوس أسنان الأطفال
- من الضروري وضع إطار داعم لإدماج الوقاية من تسوُس الأسنان في مرحلة الطفولة المبكرة ومكافحته، ليصبح ضمن المبادرات الصحية الأولية.
- لحماية أسنان صغيرك، لا تجعليه يخلد إلى النوم وفي فمه زجاجة حليب أو أي مشروبات سكرية. ويجب تنظيف فمه بالماء وقطعة من القماش أو باستخدام فرشاة أسنان ذات شعيرات ناعمة.
- وما إن يكبر طفلك ويصبح قادرًا على البصق، ابدئي في تفريش أسنانه باستخدام معجون يحتوي على الفلورايد مرتين يوميًا. تستطيعين تفريش أسنانه وتنظيفها بالخيط بنفسك. وإذا كان طفلك يحب أن يكون مستقلًا، قومي بتفريش أسنانه بنفسك أولًا، ثم دعيه يقوم بتفريشها مرة ثانية، فأي تفريش إضافي لا يضر.
- تبدأ الرعاية الجيدة لأسنان الطفولة بزيارات منتظمة لعيادة طبيب الأسنان. تستطيعين حجز أول موعد عند بزوغ أول سن، أو عندما يبلغ طفلك عامه الأول على الأقل، إذ إن الزيارات المبكرة مهمة لتسهل التعرف على العلامات الأولى لتسوس الأسنان في الأطفال؛ لأن طبيب الأسنان يستطيع إخبارك بحالة أسنان صغيرك والتوصية بأي شيء من شأنه المساعدة في الحماية ضد التسوس؛ مثل العلاجات التي تحتوي على مادة الفلورايد أو وضع مادة طلاء الأسنان على الأضراس. كما أنه لن يضر أن تحصلي على بعض المعلومات الخاصة بالعناية بالفم من المتخصصين في عيادات الأسنان.
- يجب التأكد من قيام الأطفال بشرب كمية وافرة من الماء بعد الوجبات وتناول الأطعمة التي تحافظ على صحة الأسنان مثل الأطعمة التي تحتوي على الكالسيوم، منها منتجات الألبان والأسماك، وهناك بعض الأطعمة والمشروبات مثل الفواكه والخضراوات الطازجة، وكذلك العلكة الخالية من السكر التي تزيد من تدفق اللعاب وتساهم في تنظيف جزيئات الطعام من على أسطح الأسنان. كما يجب تجنب تناول الأطعمة التي تلتصق في تجاويف الأسنان لفترات طويلة، مثل رقائق البطاطس أو الحلوى أو البسكويت.