هل اليوم المفتوح في برنامجك الغذائي يصيبك بالاكتئاب؟
اختصاصية التغذية والحميات هديل سعد
يعتقد العديد من متبعي الحمية أن وجود يوم مفتوح في الأسبوع أو ما يسمى بـ “free day” أو “open day” قد يفسد البرنامج الغذائي، لذلك العديد من متبعي الحمية يحاولون مقاومة هذا اليوم، أو ربما يشعرون بالذنب بعد الأكل في هذا اليوم، وقد يصاب بعضهم بالاكتئاب.
وفي الوقت الذي قد تشعر فيه بأنك مصاب بالاكتئاب أو يساورك الشعور بالذنب بسبب اليوم المفتوح الذي قد تكون قضيته بتناول بعض الأطعمة المفضلة لديك، تجيب اختصاصية التغذية والحميات هديل سعد عن أهمية هذا اليوم وعما إذا كان شعورك بالذنب والخوف من زيادة وزنك بعد انتهاء اليوم هو شعور طبيعي أم لا. وفيما يلي نص اللقاء...
ما تأثير اليوم المفتوح على متبعي الحمية؟
نجد هنالك أراء كثيرة بين الموافقين على اليوم المفتوح لكسر الروتين ومن يرفضون هذا اليوم ويرون أنه يتعارض مع فكرة أن الإنسان يجب أن يكون مقتنعا بنظامه الغذائي ويختار نظاما يناسبه ويلبي احتياجاته تجاه الأصناف التي يحبها ولكن باعتدال وتوازن، ويكون ذلك كله ضمن نمط حياة صحي يتضمنه تمارين رياضية منتظمة ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل.
من الضروري، إذا كنت من المبتدئين في البرامج الغذائية، أن تأخذ يوم استراحة على الأقل من حميتك أو برنامجك المتبع، وهذا قد يكون ضروريا بالنسبة لك كأنك تأخذ يوم استراحة من العمل، فالنظام الغذائي يحتاج أيضا يوما لتجديد القوة وإعطاء الطاقة للجسم لرفع مستوى الحرق، لذلك لابد أن تكون على علم بأهميته وكيفية تنفيذه حتى لا تقع في أخطاء تفسد برنامجك الغذائي.
كيف يمكن تطبيق اليوم المفتوح في الحمية؟
يمكنك تناول الأغذية التي تفضلها، لكن يجب مراعاة الكميات؛ لأن زيادة الكميات ستؤدي إلى زيادة الوزن واحتباس السوائل، الأمر الذي سيسبب لك بالنهاية التوتر والقلق النفسي، ومن الممنوعات في هذا اليوم أن تتوقف عن شرب الماء، فهو من الأمور الأساسية التي تحافظ على مستويات الحرق خلال هذا اليوم.
ويفضل دائما اختيار اليوم المفتوح على أن يكون خارج المنزل مع العائلة أو الأصدقاء لتجنب ملء وقت الفراغ بالطعام، ولا يجب التوقف عن ممارسة الرياضة في هذا اليوم، ويفضل أن تكون مختلفة عن التمارين الرياضية التي كنت تمارسها باقي أيام الأسبوع خلال الحمية لزيادة الشعور النفسي بالسعادة وتقليل الارتباط بأيام الحمية.
لكل اختصاصي تغذية طريقته الخاصة بإعطاء اليوم المفتوح، فمنهم من يقدم وجبة واحدة ومنهم من يقدم يوما واحدا بالأسبوع ومنهم من يقدم نوع حلويات أو غذاء مفضلا واحدا خلال اليوم، لكن من الأفضل دائما أن يكون اليوم المفتوح تدريب للحياة الطبيعية للشخص؛ فيجب إعطاؤه الحرية في هذا اليوم ليقيم اختياراته وتكون عنده القدرة على معرفة الاختيارات الأفضل لجسمه.
ما الآثار الإيجابية النفسية لهذا اليوم؟
إن اتباع الحمية الغذائية وتقليص نوعيات الأغذية يعتبر من الأمور الشاقة، لذا فإن وجود هذا اليوم خلال الحمية الغذائية كأنه مكافأة للشخص على جهوده والتزامه خلال الحمية، وهذا سيعطي الشخص الدافع للاستمرار وعدم الملل خلال اتباع الحمية.
من خبرتي خلال عملي فإن عدم إعطاء متبع الحمية اليوم أو الوجبة الحرة سيؤثر سلبا؛ لأن ذلك سيؤدي للأكل بشراهة وترك الحمية والممارسات الصحية في معظم الأوقات، ما سيسبب زيادة الوزن مرة أخرى.
ما الآثار الصحية لهذا اليوم؟
بجانب أهمية هذا اليوم نفسيا، والذي يمكن أن يجعل النمط الصحي أكثر استدامة بحيث تستمد منه القوة لإكمال ما بدأت، فإن هناك فائدة أيضا على جسمك، وهي أنه في ظل وجود وفرة غذائية بالدم يقوم الجسم بتشغيل كل الخلايا بكامل طاقتها، ومن هنا تأتي فكرة رفع مستوى الأيض والتمثيل الغذائي في الجسم من خلال زيادة إفراز هرمون الليبتين، ما يساعد الجسم على حرق مزيد من السعرات الحرارية بعد الإفراط في تناول الطعام.
في الأيام التالية لليوم المفتوح يكون الجسم مهيأ لتناول الكثير من الطعام، فيستهلك الغذاء بسرعة ثم يفقد كل ما خزن في اليوم السابق، وهو ما يفسر إحساس الشخص بالجوع الشديد في اليوم التالي من اليوم المفتوح، وهو ما يعني فقدان الدهون المخزنة بسرعة.
وأخيرا يجب عليك أن تضع في الاعتبار ألا تقع في الفخ وتضيع مجهودك طوال الأسبوع في هذا اليوم، إذ يمكن أن يصبح هذا اليوم من أهم أسباب زيادة الوزن إذا تناول الشخص الكثير من الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية وبكميات كبيرة، فيصعب على الجسم حرقها في نفس اليوم، فيقوم الجسم باختزان الباقي وحفظه لوقت الحاجة، ويكون هذا سببا في ثبات الوزن أو حتى زيادته نسبيا.