هل يعاني طفلك من التأخر اللغوي؟
اختصاصي أول علاج النطق ومشكلات التواصل عمر ياسين الشريف
بعد إنجابكِ طفلك تتوقين لسماع كلمات بسيطة تخرج من فمه، وعند تأخره تدخلين في دوامة القلق غير المنتهية بحثا عن علاج مشكلة تأخر الكلام التي أصبحت من الأشياء المقلقة للأمهات، خصوصا مع تزايد مشكلات التخاطب في الفترة الأخيرة، فقد تعيش هذه الأم القلق والتوتر عند بدء المقارنة بين الأطفال في قدرة كل منهم على الكلام وذكر الكلمات الجميلة والمحببة للجميع في هذا السن.
قد يبدأ قلقك عندما يبلغ عمر طفلك عامين وهو ما زال غير قادر على النطق، أو أنه ينطق بعض الكلمات بشكل غير صحيح، والعديد من الأمهات يرفضن هذا الواقع على الرغم من تطور طرق التشخيص والعلاج خلال السنوات الأخيرة.
علاج تأخر الكلام عند الأطفال قد يحتاج منكِ الصبر، واتباع بعض النصائح التي تساعد على تشجيع الطفل على التحدث، والأهم من ذلك استشارة المختصين والتوقف عن المقارنة بين الأطفال، ولفعل ذلك عليك معرفة ما إذا كان طفلك متأخرا أو لا. لذلك يجيب علينا اختصاصي أول علاج النطق ومشكلات التواصل عمر ياسين الشريف عن مؤشرات التأخر اللغوي وأنواعه.
متى يعتبر الطفل متأخرًا عن الكلام أو النطق؟
يعتبر الطفل متأخرا في الكلام إذا وصل لسن 12 شهرا ولا يستطيع إصدار أي صوت ينم عن الكلام بعد، كما يعد متأخرا في النطق إذا وصل لسن 18 شهرا ولم ينطق بأي اسم، أو إذا وصل لسن 3 أعوام ولا يستطيع التعبير عن نفسه بشكل واضح.
ما التأخر اللغوي عند الأطفال؟ وما أنواعه؟
هو عدم تطور القدرات اللغوية عند الأطفال بما يتناسب مع الجدول الزمني للتطور. والتأخر اللغوي ينقسم إلى شقين رئيسين، فهناك تأخر اللغة الاستقبالية وهنا تكون قدرات الطفل في فهم واستيعاب اللغة المناسبة لعمره متأثرة بشكل يعيق الطفل والأهل عن التواصل مع طفلهم وبالعكس.
أما تأخر اللغة التعبيرية ففي هذا النوع تتأثر القدرات اللفظية و/ أو غير اللفظية التي تمكن الطفل من التواصل مع بيئته بما يتناسب مع عمره.
كما أن هناك تأخر اللغة المختلط (الاستيعابي والتعبيري) الذي يشمل النوعين السابقين، بحيث تتأثر لغة الطفل الاستقبالية والتعبيرية معًا.
متى يجب استشارة المختصين لتشخيص الطفل؟
كما ذكرنا سابقًا يعتبر الطفل متأخرا في الكلام إذا وصل لسن 12 شهرا ولا يستطيع إصدار أي صوت ينم عن الكلام بعد، لذا يجب استشارة المختصين في هذا العمر، وفي حال وصل لسن 18 شهرا ولم ينطق بأي اسم، يجب العودة إلى المختص مرة آخرى لمعرفة سبب المشكلة وراء التأخر اللغوي، كما يجب استشارة المختصين إذ بلغ الطفل 3 أعوام وهو ما زال غير قادر على التعبير عن نفسه بشكل واضح.
إن اللجوء إلى الاختصاصي مبكرًا يساهم في معرفة سبب المشكلة الموجودة، فالتدخل المبكر سيكون أفضل في هذه الحالة إلى الطفل؛ لتجنب المضاعفات التي قد تحدث بسبب هذا التأخر.
هل هناك مؤشرات تدل على التأخر اللغوي عند الأطفال وما هي؟
هناك بعض المؤشرات التي تدل على التأخر اللغوي عند الطفل، وعلى أولياء الأمور التركيز عليها، ومن أهم هذه المؤشرات:
- غياب كامل للغة أو أية وسيلة تواصل.
- اقتصار اللغة على بضعة أصوات بسيطة يصدرها الطفل للتعبير عن حاجاته.
- ضعف واضح في القدرات اللغوية التعبيرية والاستقبالية.
- عدم القدرة على تسمية الأشياء بمسمياتها الحقيقية.
- بطء في تطور المفردات.
- عدم القدرة على استكمال حوار لغوي حتى ولو كان بسيطا.
- يكون معدل طول الجمل لدى الطفل أقل من أقرانه العاديين.
هل هناك تأثير من استخدام الأجهزة الإلكترونية على اكتساب الأطفال للغة؟
استحواذ التلفاز والأجهزة الإلكترونية بمختلف أنواعها وأشكالها من وقت الطفل يؤثر بشكل ملحوظ على التفاعل الطبيعي، وبالتالي ستقل الخبرات التي يكتسبها الطفل سواء من أفراد العائلة، أو من قضاء الوقت للعب بالخارج مع أقرانه. كثرة اللعب بالألعاب الإلكترونية تتسبب في ضعف الانتباه وضعف التركيز عند الأطفال، وهناك الكثير من الدراسات أثبتت أن مشاهدة التلفاز والألعاب الإلكترونية وغيرها يؤثر بشكل ملحوظ على تطور ونمو اللغة عند الأطفال.
ما الإرشادات التي تساعد الأسرة في تنمية مهارات الطفل اللغوية؟
هناك إرشادات عدة يمكن اتباعها في المنزل تساعد على تنمية مهارات الطفل اللغوية، من أهمها:
- التحدث مع الطفل أكثر من المعتاد، ويمكن أن يكون بطرق عدة منها القراءة، وسرد الحكايات.
- لعب الأم مع طفلها والاهتمام باختيار الألعاب المناسبة لعمره وتعليمه بعض الأسماء والألوان، من أكثر الأمور التي تساعد على زيادة إدراكه الذهني.
- نطق الأم للألفاظ بشكل واضح وغير سريع وتجنب الحديث معه بلغة الأطفال، يساعد الطفل على حفظ الكلمات وترسيخها في ذهنه بشكل صحيح، ومن ثم استخدمها فيما بعد.
- عمل رسم توضيحي للكلمات التي يمكن تجسديها على هيئة رسم بسيط، هو الأسلوب الأفضل في ترسيخ الكلمة بالصورة والمعنى في ذهن طفلك.
- اختيار الأم لكلمة واحدة بسيطة وسهلة يوميًا وتكرارها على مدار اليوم مع طفلها، من الخطوات التي تساعد الطفل على سرعة النطق.
- في بعض الأحيان يتعلم الطفل من الأطفال الآخرين، لذلك ينصح باصطحاب الأطفال لتجمعات في نفس عمره، لأن هذه الخطوة تساعد الطفل على أن يتعلم اللغة ومفرداتها من الآخرين سواء عن طريق اللعب أو التواصل معهم.