97 % من حالات الديسك يمكن علاجها طبيعيا و3 % تحتاج إلى تدخل جراحي
اختصاصي العلاج الطبيعي سيد قاسم الموسوي
أصبح ديسك الظهر من الأمراض المنتشرة كثيرًا في عصرنا هذا، فالجلوس المطول واستخدام الحاسوب والحركات الخاطئة التي نقوم بها ترفع من خطر الإصابة، وأصبحت هذه الإصابة ليست حصرا على كبار السن، فالعديد من الشباب الآن يعانون من الديسك.
يلجأ بعض المصابين بالديسك إلى العلاج الطبيعي، في حين يفضل البعض الآخر الخيار الأسهل والأسرع وهو الجراحة، لكن هناك العديد من الحالات التي يمكن علاجها بجلسات العلاج الطبيعي بدلًا من التدخل الجراحي الذي قد لا ينفع في العديد من الحالات، وقد يسفر عن الإصابة بمضاعفات أخرى.
اختصاصي العلاج الطبيعي سيد قاسم الموسوي أكد أن «الديسك يعتبر من المشكلات الميكانيكية التي تصيب البعض، وهي من أكثر الحالات الشائعة التي لا تحتاج دائما إلى التدخل الجراحي، إذ أثبتت الدراسات أن 97 % من الحالات يمكن علاجها بالعلاج الطبيعي والأدوية وعبر تغيير نمط الحياة، إضافة إلى احتمال عودة الديسك إلى مكانه، في حين أن 3 % من الحالات فقط تحتاج إلى التدخل الجراحي».
وأضاف «الديسك من الحالات التي قد لا تحتاج إلى جراحة، فهو عبارة عن مشكلة ميكانيكة، تكون بسبب وجود تشققات في الديسك الذي هو عبارة عن فايبر داخله نواة من الماء تربط الفقرات مع بعضها وتمتص الصدمات وتساعد على الحركة، وعند تكسر هذا الفايبر يخرج الديسك إلى الخارج ويبدأ في الضغط على العصب سواء جهة اليمين أو اليسار أو وسط الظهر، ويؤثر هذا الضغط على أسفل الظهر حتى القدم».
وأكد اختصاصي العلاج الطبيعي سيد قاسم الموسوي أن الديسك يعتبر من الحالات التي لا تحتاج بشكل أساس للتدخل الجراحي، محذرًا من إجراء العملية في ظل عدم الحاجة لها.
وقال «عند اللجوء إلى الجراحة دون وجود حاجة إلى ذلك قد تحدث مشكلة في العضلات، إذ إن هذا التدخل سيسفر عن ضعف العضلات بعد فتح الظهر، إضافة إلى أن في بعض الحالات يكون هناك خطأ في التشخيص من البداية».
وتابع «بعد إجراء التدخل الجراحي في مثل هذه الحالة قد يصاب المريض بمشكلتين يجب علاجهما، وهما ضعف العضلات بعد العملية، وعلاج المشكلة الأساس التي كان يمكن علاجها بجلسات العلاج الطبيعي».
وأضاف «العملية الجراحية لن تحل المشكلة الموجودة، فقد يظل الألم موجودا بعد الجراحة، وقد يختفي لفترة وجيزة ويعود مرة أخرى بعد القيام بحركة خاطئة؛ لعدم علاج المشكلة الأساس منذ البداية، لذا فإن الجراحة قد لا تكون الخيار الأمثل، فقد تعود الانتكاسة إلى أسوا مما كان يعاني المصاب قبل العملية».
هذه الأعراض مؤشر لحاجتك للتدخل الجراحي
وذكر الموسوي بعض الأعراض التي تكون مؤشرا إلى ضرورة اللجوء إلى العلاج الطبيعي لعلاج الديسك ومن أهمها:
- عدم التحكم في التبول وقد يكون على شكل إحصار أو سلس بول.
- الإحساس بالخدر في المنطقة التناسلية.
- القدم أو الرجل تكون شبه مشلولة.
- عدم القدرة على رفع الأصابع.
- الآلأم الشديدة والمستمرة لفترة طويلة ولا تتجاوب مع العلاج الطبيعي والأدوية.
وأكد الموسوي أنه في حال عدم وجود هذه المؤشرات فأنت لا تحتاج إلى تدخل جراحي، فالعلاج يكمن في جلسات العلاج الطبيعي، وتغيير نمط الحياة، بالإضافة إلى أخذ بعض الأدوية المسكنة.
وعن طرق العلاج ذكر الموسوي أن الحوض هو القاعدة للعمود الفقري، والعمود الفقري يستند إلى هذه القاعدة، لذا يجب إعادة الاتزان ما بين عضلات الحوض والعمود الفقري وعضلات قاع الحوض وعضلات التنفس.
وشدد على أهمية إعادة تأهيل عضلات الحوض وأسفل الظهر وقاع الحوض وعضلة التنفس، لزيادة مرونة هذه العضلات وتقويتها، إذ إن كسبها مزيدا من المرونة والثبات سيخفف من الألم وقد يعود المصاب إلى حياته بشكل طبيعي وقد يكون أفضل مما كان عليه قبل الإصابة.
وأضاف «عند الإصابة بالديسك هناك عضلات تكون نشطة بشكل كبير، في المقابل هناك عضلات مثبطة لا تعمل، لذا يجب إعادة الاتزان العضلي بين هذه العضلات وبعدها يتم تقوية العمود الفقري، لذا فإن إعادة الاتزان تكون بتقليل نشاط العضلات النشطة، وزيادة نشاط العضلات غير النشطة، بعدها يتم التدرج في التمارين حتى التخلص من المشكلة بشكل نهائي».
وفي الختام حذر اختصاصي العلاج الطبيعي سيد قاسم الموسوي من اللجوء إلى الحلول السريعة لحل المشكلة، مشيرًا إلى أن هناك العديد من المرضى الذين يبحثون عن الحلول السريعة، تجنبًا للإجهاد أو الألم الذي قد يشعرون به بعد العلاج الطبيعي.
وأوضح أن اللجوء إلى العملية الجراحية دون الحاجة لها يعد من أبرز الحلول التي يلجأ لها العديد لتجنب العلاج الطبيعي، في الوقت الذي قد يخسر فيه المصاب الأموال ويستمر في المعاناة من الألم الذي كان يمكن السيطرة عليه بتمارين بسيطة وبتغيير نمط الحياة، مبينًا أنه حتى بعد إجراء العملية الجراحية سيعود المريض مرة أخرى إلى العلاج الطبيعي.
وينصح الموسوي بعدم اللجوء إلى الطريق الأسهل، بل اللجوء إلى العلاج الطبيعي والصبر على الألم الذي قد يصاحبه العلاج، وفي حال عدم التحسن يتم اللجوء إلى استشاري العمود الفقري لمعرفة مدى الحاجة إلى العملية من عدمه.