الهذيان... مرض أو عارض جانبي؟
استشاري وحدة الطب النفسي العدلي د. فاضل النشيط
يحدث الهذيان في أي عمر، ولكنه أكثر شيوعًا بين كبار السن، وقد يكون ذلك بسبب تعرض هذه الفئة إلى الشيخوخة أو إلى الخرف مع تقدم العمر، ما يؤدي إلى إصابتهم باضطراب الهذيان.
وعلى الرغم من أن كبار السن هم أكثر عرضة للإصابة إلا أن الشباب قد يكونون معرضين له بنسبة بسيطة. ويؤكد استشاري وحدة الطب النفسي العدلي د. فاضل النشيط أن الهذيان هو اضطراب عقلي مؤقت يتميز باختلاط الوعي، إذ إن الشخص لا يكون في وعيه بنسبة 100 %، موضحًا أن الهذيان هو حالة مؤقتة وليست دائمة كما يعتقد البعض، وقد لا تستدعي بعض الحالات اللجوء إلى الطبيب، فهذا الاضطراب هو عبارة عن تغييرات عصبية مؤقتة تحصل في الدماغ مسببة لدى المريض شعورًا بالحيرة والارتباك وهلوسات وخللا في المشاعر.
أسباب أخرى تقف وراء الهذيان، ما هي؟
هناك العديد من الأسباب التي تقف وراء الهذيان، إذ يقول النشيط إن التهابات المخ، مرحلة التسمم من الكحول أو المواد المخدرة وتناول أدوية تؤثر على المخ قد تسبب حالة من الهذيان.
ويضيف «في بعض الحالات يكون الهذيان بسبب مرض مزمن مثل مرض الشيخوخة أو الخرف الذي قد يؤدي إلى الهذيان، إلا أنه لا يستدعي اللجوء إلى الطبيب بسبب أن المرض مزمن ومتطور.
وفي بعض حالات المصابين بالسكر عند نزول مستوى السكر عن المستوى الطبيعي يحدث اختلاف في الوعي لدى المريض، إلا أنه مع عودة السكر للمستوى الطبيعي يتوقف الهذيان، لكن في حال استمر مدة طويلة يمكن يؤدي إلى ضرر كبير لذا يجب اللجوء إلى الطبيب في هذه الحالة».
ويؤكد النشيط أن: هناك عوامل طبيعية فسيولوجية تسبب اضطراب الهذيان مثل الحرمان من النوم الشديد لأيام أو ساعات طويلة، إضافة إلى أن حالات الإجهاد الشديد والعمل المتواصل أو اضطراب في هرمونات الجسم قد تكون سببا في الهذيان.
ويضيف: قد يكون الهذيان مؤشرا في بعض الحالات إلى أمراض خطيرة، خصوصًا إذا استمر لفترة طويلة، إذ إن الهذيان عادة ما يستمر من دقائق إلى أيام، وفي حال استمر لأكثر من هذا الوقت يمكن أن يكون بسبب مشكلات صحية خطيرة يجب أن تؤخذ بجدية أكثر.
كما أن التعرض لضربات الشمس الحارة بشكل كبير قد يؤدي إلى الهذيان، خصوصًا أن هذه الضربات في كثير من الأحيان تؤدي إلى الوفاة.
وقد تسبب الضربة الدماغية هذيانا، وفي حال عدم علاج النزيف الموجود تحت الغشاء المخي وإزالة التكتل الدموي فإن حالة الهذيان ستستمر.
أنواع الهذيان تعتمد على أسباب الإصابة
وعن أنواع الهذيان يؤكد النشيط أنه لكون الهذيان حالة مؤقتة قد تصيب الإنسان وتعتمد على درجة اضطراب الوعي لديه، فإن الهذيان قد يكون إما قصيرا أو طويلا، ويعتمد ذلك على السبب نفسه. ففي حالة الهذيان بسبب المواد المخدرة يكون الهذيان مؤقتا عند هذه الفئة، لكن في بعض الحالات يكون لمدة طويلة، مثلا عند حدوث الضربة الدماغية فالهذيان لن يتوقف إلا بعد علاج النزيف. ويبين أن نوع الهذيان يعتمد على السبب في حدوثه، فمريض السكر عند السيطرة على مستوى السكر بعد نزوله يعود المريض إلى وعيه.
كبار السن أكثر عرضة للإصابة بالهذيان
ويقول النشيط إن كبار السن هم أكثر عرضة للإصابة بالهذيان؛ بسبب الشيخوخة والخرف ولكونهم معرضين للإصابة بأمراض أخرى، إلا أن الشباب يكونون أقل عرضة للإصابة بسبب أن احتمالية إصابتهم بالأمراض العضوية أقل من كبار السن.
وعلى الرغم من أن احتمالية الإصابة بالهذيان قليلة بين الشباب، إلا أن بعض الحالات النفسية قد تؤدي إلى إصابة المريض بالهذيان، إذ يبدأ بالتكلم بصورة غير مفهومة، بسبب مروره في حالة نفسية شديدة.
علاج الهذيان يكون بإزالة السبب
ويؤكد د. فاضل النشيط أن الهذيان عارض عرضي، وعند علاج السبب الرئيس للهذيان فإن الأخير سيختفي، إلا إذا كان المرض مزمنا ويزيد مع الوقت كالشيخوخة والخرف ولا يمكن علاجه فإن الهذيان سيكون موجودًا في هذه الحالة ولا يمكن الحد منه.
ويوضح أنه بعلاج السبب سيتم معالجة الهذيان، مؤكدًا أن الهذيان هو حالة مؤقتة، إلا أنه يجب معالجة الأسباب التي أدت إلى الهذيان لوقف هذا الاضطراب.