بقلم زينب أحمد منعم
قفزة الحصان
كان منظر الفارس وهو يركض بحصانه القوي ويقفز على الحواجز رائعًا وسلمان يشاهده باستمتاع.
كم أتمنى أن أتعلم ركوب الخيل وأصبح مثل هذا الفارس.. أنا أحب الخيل كثيرًا.. سأطلب من والدي أن يسجلني في مدرسة للفروسية لكي أتعلم.. إنها فكرة رائعة حقًا.
وافق والده على الفكرة، وبعد أيام، سجله في مدرسة للفروسية وبدأ سلمان مع مدربه سامي يتعلم ركوب الخيل ومسك العنان وقيادة الحصان.
كن صديق الحصان يا سلمان.. الحصان يشعر بالحب وكلما شعر بحبك له سيحبك.. لا تخف من الحصان أبدًا وعامله دائمًا بلطف وامسح على رقبته وخصلات شعره..
قال المدرب سامي وهو يعلّم سلمان كل يوم درسًا جديدًا...
وفي أول درس للقفز.. خاف سلمان من التجربة على الرغم من أن الحاجز كان صغيرًا..
أعاد المحاولة مرة ومرتين وثلاث.. وفي كل مرة يفشل في القفز.
عاد إلى منزله حزينًا وأخبر والديه بأنه لن يواصل.. قال بهدوء: "أبي.. أمي.. لقد فشلت في القفز بالحصان على الحاجز الصغير.. لا أستطيع.. إنه أمر صعب.. خلاص.. لن أذهب إلى مدرسة الفروسية".
احتضنته والدته بعطف وقال والده: "لك ذلك يا سلمان.. لكن تأكد أنك لو حاولت مرارًا وتكرارًا بصبر وعزيمة.. فإنك ستنجح.. لا تستسلم لليأس والفشل يا ولدي"، أما والدته فقالت: "لن تفشل يا ولدي لأنني أعرف طموحك وإصرارك على النجاح.. واصل يا سلمان وستنجح".
قبل أن يخلد إلى النوم، فكر سلمان في كلام والديه.. تشجع واستعاد ثقته في نفسه وهو يقول: "سأنجح.. لا شك في أنني سأنجح.. لن أستسلم للفشل".
وفي اليوم التالي، وبينما كان سلمان يستعد لدرس القفز من جديد، قال له المدرب سامي: "يا سلمان.. لا تحزن إن لم تتمكن من القفز.. أنا كنت مثلك تمامًا.. فشلت مرة تلو الأخرى لكنني واصلت طريقي حتى نجحت.. انطلق وستنجح".
مسح سلمان على خصلات شعر الحصان وهو يهمس له: "بإذن الله سننجح يا صديقي.. أنا متأكد من أنك حصان قوي وشجاع وستساعدني.. أليس كذلك".
في ميدان المدرسة، انطلق سلمان بحصانه لكنه فشل من جديد في قفز الحاجز الأول.. عاد مرة أخرى وفشل.. وقبل الحاجز الثالث قال سلمان: "سأنجح هذه المرة.. سأنجح.. سأنجح".. وكز حصانه فانطلق ليقفز الحاجز الثالث الذي كان أرفع قليلًا من الحواجز السابقة.. وكانت فرحته عارمة وهو يستمع للتصفيق والتشجيع من المدرب سامي وتلاميذ المدرسة..
في الدورة الرابعة.. قفز سلمان كل الحواجز وعاد إلى نقطة الانطلاق الأولى ومدربه يقول: "لقد نجحت.. أحسنت يا سلمان أحسنت".
في المساء، كان سلمان وأخوه عمار ووالداهما يشاهدان بسرور مقطع فيديو التقطه المدرب سامي لسلمان وهو يقفز الحواجز بنجاح وثقة وبطولة.