حرقان في الفخذ؟ إذن الأعصاب الحسية «مضغوطة»
استشاري أمراض وجراحة العظام يوسف الشرف
هل لديكم فكرة بأن الشعور المؤلم بحرقان على الجانب الخارجي من الفخذ قد يعني أن واحدًا من الأعصاب الحسية الكبيرة لساقيك مضغوط، أي العصب الجانبي للفخذ (LFCN)؟ ولكن، هل هناك أعراض واضحة وما هي؟ استشاري أمراض وجراحة العظام يوسف الشرف يعدد تلك الأعراض، ومنها ألم في الجانب الخارجي من الفخذ، ويمتد في بعض الأحيان إلى الجانب الخارجي للركبة، بالإضافة إلى حرقان، وخز، أو خدر في نفس المنطقة.
في بعض الأحيان، يظهر ألم في منطقة الفخذ الداخلية أو ألم ينتشر إلى منطقة الورك، وعادة يكون فقط على جانب واحد من الجسم، بل ويصبح أكثر حساسية للمسة خفيفة من الضغط.
من المهم أن نعرف أن الأعصاب في الجسم تحمل المعلومات إلى الدماغ بشأن البيئة المحيطة (الأعصاب الحسية)، وتحمل الرسائل من المخ لتنشيط العضلات (الأعصاب الحركية)، وللقيام بذلك فإن الأعصاب يجب أن تمر من فوق ومن تحت ومن حول، ومن خلال المفاصل والعظام والعضلات، لهذا، فإن حدوث التورم أو الكدمات أو الضغط يمكن أن يؤثر ويضغط على العصب، وقد يؤدي بالتالي إلى الألم، والشلل، أو اختلال وظيفي آخر.
أما عن التشخيص، فمن خلال الفحص يسأل الطبيب عن أي عمليات جراحية أجريت حديثا، وعن أي إصابة في الفخذ والحوض، ويسأل الطبيب عن الأنشطة المتكررة التي يمكن أن تكون سبب في تهيج العصب، وسوف يتأكد الطبيب من وجود أي اختلافات حسية بين الرجل المصابة والرجل الأخرى، وسيقوم الطبيب بالضغط على العصب لتحديد موقع الألم والحرقان، وقد تحتاج فحصا على منطقة البطن ومنطقة الحوض لاستبعاد أي مشكلات صحية في تلك المناطق.
وتساعد الأشعة السينية في تحديد أي تشوهات في العظام، والتي يمكن أن تسبب ضغطا على العصب، لكن ربما يستدعي الأمر عمل أشعة الرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية إذا كان الطبيب شاكا بنمو جسم يضغط على العصب كالورم، وفي حالات نادرة قد ينصح بعمل فحص لتوصيل العصب.
في الغالب تكون المشكلة في جانب واحد من الجسم
ولابد من الانتباه إلى أن الملابس الضيقة وزيادة الوزن سببان شائعان للضغط على العصب، وقد يسألك الطبيب إذا كنت ترتدي حزاما ثقيلا أثناء العمل أو إذا كنت ترتدي مشدا ضيقا باستمرار، وقد ينصحك الطبيب بعمل برنامج لتخفيف الوزن، فهناك سبب آخر كذلك وهو الإصابة من حزام الأمان أثناء حوادث السيارات.
ويختلف العلاج حسب مصدر الضغط على العصب، فقد تتطلب أعراض الألم والحرقان بعض الوقت لتتوقف، وفي بعض الحالات يبقى الشعور بالخدر مستمرًا بالرغم من العلاج، والهدف من العلاج هو إزالة سبب الضغط، وهذا قد يعني الراحة من الإجهاد، وتخفيف الوزن، وارتداء ملابس واسعة، في الحالات الأكثر شدة، الطبيب الخاص بك قد يعطيك حقنة من الكورتيكوستيرويد لتخفيف الالتهاب، وهذا يخفف عمومًا الأعراض لبعض الوقت، وفي حالات نادرة هناك حاجة لعملية جراحية لفك الضغط عن العصب.