الإرسالية الأمريكية... أكثر من 100 عام من العطاء
يعد مستشفى الإرسالية الأمريكية في مملكة البحرين من أقدم المستشفيات في المملكة، ومن أول المؤسسات الصحية الخاصة غير الربحية التي عززت مفهوم الشراكة المجتمعية عبر علاجه 50 % من مرضاه تحت بند الرعاية الخيرية.
الرئيس التنفيذي لشركات مستشفى الإرسالية الأمريكية وكبير المسؤولين الطبيين الدكتور جورج شريان أكد أن المستشفى يواصل عمله بشكل مستمر لتقديم خدمات ذات جودة عالية، خصوصًا أن المستشفى يضم جميع التخصصات الطبية، ويعمل فيه ما يقارب 600 موظف بينهم 110 أطباء موزعين على مستشفى الإرسالية الأمريكية في المنامة وسار والرفاع وأمواج، في حين أن هناك خطة لتوظيف 300 آخرين في المبنى الجديد في منطقة عالي بعد أن يتم افتتاحه في 2022.
المستشفى مازال يحافظ على اسمه على الرغم من كثرة المستشفيات الخاصة في مملكة البحرين، وذلك لكونه من أعرق القطاعات الصحية الخاصة التي تقدم خدمات صحية متخصصة ومختلفة، في حين يتطلع جورج شريان لمواصلة تقديم الخدمات المتطورة في عالم سريع التغير على مدار المئة عام المقبلة، وفي ما يلي نص اللقاء:
المستشفى شارك في مكافحة الانفلونزا الإسبانية في العام 1918
يعد المستشفى من المستشفيات القديمة في مملكة البحرين، فما الذي استطاع تحقيقه طوال هذه الأعوام؟
مستشفى الإرسالية الأمريكية يعد من أقدم المستشفيات ليس في مملكة البحرين فقط وإنما في الخليج العربي، إذ إن المستشفى موجود منذ العام 1903، في الوقت الذي لم يكن هناك خدمات رعاية صحية تقدم للمرضى، وكانت البحرين طريق لتقديم الرعاية الصحية لدول الخليج العربي، ما أسفر عن فتح أفرع للمستشفى في دولة الكويت وسلطنة عمان بعد ذلك.
وبعد مرور أكثر من 100 عام على افتتاح المستشفى، استطعنا تحقيق الكثير على مستوى مملكة البحرين، وذلك عبر تقديم خدمات متميزة ذات جودة عالية، مع التوسع في الخدمات الصحية بافتتاح 3 أفرع إلى المستشفى في منطقة سار والرفاع وأمواج، إضافة إلى أن المستشفى حقق المسؤولية الاجتماعية لكونه مؤسسة صحية غير ربحية تخدم المجتمع، خصوصًا المرضى غير القادرين على تحمل كلفة العلاج في المستشفيات الخاصة.
كيف استطاع مستشفى الإرسالية الأمريكية الوقوف أمام منافسة العديد من المستشفيات الخاصة؟
الجميع يتساءل عن الفرق الكبير بين مستشفى الإرسالية الأمريكية مقارنة بباقي المستشفيات الخاصة، الفرق الوحيد والذي جعلنا نبرز في ساحة القطاع الصحي الخاص، هو أننا لسنا مؤسسة صحية ربحية في البحرين وفي الخليج العربي، إذ إن جميع الأموال التي يتم استلامها من المرضى مقابل الخدمة الطبية يتم إعادتها إلى المستشفى لتطوير الخدمات الطبية والبنية التحتية، ولكون المستشفى غير ربحي استطعنا جذب المرضى من جهة، إضافة إلى أن المستشفى موجود منذ أكثر من 100 عام ويشهد الجميع بجودة الخدمات المقدمة وتميزها وباهتمامنا بالمريض وليس بالربحية، لذلك استطعنا الصمود في ظل كثرة المستشفيات والعيادات الخاصة.
هل هناك خطة لتقديم مزيد من الخدمات في المستقبل؟
تحتوي جميع أفرع المستشفى على جميع الخدمات الطبية، إلا أننا نسعى إلى إحداث نقلة نوعية في طريقة تقديم الخدمات الطبية، وذلك عبر المبنى الجديد الذي سيكون في منطقة عالي، إذ إن النقلة النوعية ستكون عبر الاستعانة بالتكنولوجيا في تقديم الخدمات، والخدمات التي ستقدم ستجذب المرضى في مملكة البحرين ودول الخليج، ما قد يساهم في تعزيز السياحة العلاجية في المملكة، إذ تم بناء المبنى الجديد ليكون صديقًا للبيئة باستخدام تكنولوجيا الطاقة الشمسية للحفاظ على الطاقة والاستخدام المسؤول للمياه من خلال إعادة التدوير.
سمح القانون الجديد الغير الربحي في مملكة البحرين للمستشفى بأن يكون أول وأكبر منظمة رعاية صحية غير ربحية في المنطقة، فماذا استطاع المستشفى أن يحقق؟
لكون المستشفى مؤسسة صحية غير ربحية بنسبة 100 %، فإن 50 % من الخدمات الصحية المقدمة للمرضى تكون عبر رعاية خيرية لا يتم فيها استلام مقابل على الخدمات الصحية المقدمة، أما الباقي فتكون الخدمة مقابل التأمين الصحي أو حساب المرضى الخاص، ويتم استثمار هذا العائد في تحقيق الشراكة المجتمعية عبر تقديم العلاج الخيري للمرضى غير القادرين على دفع التكلفة.
خطة لتوظيف 300 موظف مع افتتاح مبنى عالي
ما دور المستشفى خلال جائحة كورونا؟
للمستشفى دور كبير في التصدي إلى الأوبئة ولا يعود ذلك للفترة الحالية فقط، إذ كان للإرسالية الأمريكية دور كبير في مكافحة الانفلونزا الإسبانية في العام 1918 حتى العام 1920، إذ إنه كان المستشفى الوحيد الموجود الذي استطاع علاج المصابين في البحرين آنذاك، لذا فإن المستشفى كان له القدرة على التعامل مع الأوبئة منذ تلك الفترة، أما خلال جائحة كورونا فقد استطاعت مملكة البحرين بقيادة فريق البحرين الوطني التصدي للجائحة من خلال وضع خطة لعلاج المرضى، وكان للمستشفى دور في تخفيف الضغط على المستشفيات الحكومية من خلال استقبال الولادات المحولة من المستشفيات الحكومية، إضافة إلى توفير مراكز فحص الكورونا، ما يخفف الضغط على المستشفيات الحكومية من جهة ومراكز فحص الكورونا من جهة أخرى.
وعلى الرغم من أن جائحة «كوفيد 19» تمثل تهديدًا عالميًا، إلا أنها قد منحتنا أيضًا فرصًا جديدة ومتسارعة للاستفادة من التكنولوجيا لتقديم الرعاية الصحية وتجربتها.
ومع استمرار جائحة كورونا فإننا نعمل على الحد من التحديات التي تواجه الحالات الطبية المزمنة والتي قد تؤثر على نوعية الحياة والاقتصاد.
هل يمكن الحديث عن إستراتيجية المستشفى في المستقبل؟
إستراتيجية المستشفى لن تتغير عن كونها مؤسسة غير ربحية، إلا أن هناك خطة بتحويل مستشفى الإرسالية الأمريكية في المنامة إلى ذوي الدخل المحدود غير القادرين على دفع تكلفة العلاج، وقد تم البدء في ذلك، على أن تستقبل باقي أفرع المستشفى باقي المرضى بشكل طبيعي.
خطتنا الاستمرار بالعمل وتقديم خدمات ذات جودة عالية بتكلفة قليلة لنصل لجميع المرضى.