بين كل 10 مصابين بالكورونا 4 يصابون باضطراب في حاستي الشم والتذوق
طبيبة الأنف والأذن والحنجرة د. هالة رضي
يعاني العديد من المصابين بفيروس كورونا من فقدان حاسة الشم، وقد تستمر هذه الأعراض إلى ما بعد التعافي لفترة أشهر، كما يشكي العديد من المتعافين من شم روائح «نتنة» ليست موجودة، هذه الأعراض تجعل المصابين والمتعافين في قلل شديد في مدى إمكان استرجاع حاسة الشم والتذوق، خصوصًا مع وجود حالات فقدت الحاستين على الرغم من مرور أكثر من سنة، فهل يا ترى يمكن استرجاع هذه الحاستين.
تجيب طبيبة الأنف والأذن والحنجرة الدكتورة هالة رضي عما إذا إن كان ممكن استرجاع حاستي الشم والتذوق بعد فقدانهما بسبب فيروس كورونا، موضحة أنه يمكن استرجاعهما من خلال بعض التمارين التي تستغرق ستة أشهر، وفي ما يلي نص اللقاء:
استنشاق بعض الزيوت العطرية لمدة ستة أشهر يساهم في استرجاع حاسة الشم
كم نسبة حدوث فقدان اضطرابات في حاستي الشمّ والتذوق عند المصابين بالكورونا؟
قدرت النسبة عالميًا بحوالي 40 % من مجموع حالات الإصابات بالكورونا، ما يعني أن بين كل 10 مصابين بالكورونا هناك 4 يصابون باضطراب في حاستي الشم والتذوق، ووجدت الدراسات أنه يمكن عودة حاستي الشم والتذوق بعد مرور عام كامل من التعافي.
ما سبب فقدان حاسة الشم والتذوق خلال الإصابة بفيروس كورونا؟
ترتبط حاستا الشم والتذوق مع بعضهما البعض، وهناك بعض النظريات تعتقد وجود مستقبلات في الخلايا الحسية في الأنف فبالتالي قد تحدث على النهايات تغطية بسبب المخاط، ما قد يشكل إعاقة وتجانسا في الرائحة، إلا أن بعض النظريات تشير إلى أن الفيروس يصيب النهايات العصبية مباشرة ما يؤثر على حاستي الشم والتذوق.
متعافون يشكون من شم روائح كريهة غير مرغوبة بعد استرجاع حاسة الشم
هل هناك حالات فقدت حاستي الشم والتذوق لفترة طويلة، وما التأثير المصاحب بعد فقدانهما؟
هناك حالات فقدت حاستي الشم والتذوق على الرغم من مرور سنة كاملة من التعافي، إذ أصيبوا بفقدان جزئي في الحاستين، إلا أن هناك حالات نادرة جدًا لمرضى فقدوهما بشكل كامل، ومعظم الحالات عانت من فقدان جزئي، إذ أصيبوا باضطراب في حاستي الشم، كعدم الشم بوضوح والبعض الآخر يستطيعون الشم إلا أنهم يشتكون من شم روائح كريهة غير مرغوبة كرائحة الكبريت ورائحة منتجات الأمونيا، ورائحة العفن، وغالبية المصابين يسترجعون حاسة التذوق، إلا أن حاسة الشم تستغرق وقتًا أطول.
هل هناك تمارين معينة لاسترجاع حاستي الشم والتذوق؟
تستغرق حاسة الشم وقتا أطول حتى يتمكن المتعافي من استرجاعها، وقد وجدت الدراسات الأميركية أن بعض التمارين تساعد في استرجاعها، وذلك باستخدام أربعة زيوت عطرية وهي زيت الليمون وزيت الورد وزيت القرنفل وزيت الكالبتوس، ويقتضي التمرين استنشاق كل مادة من هذه الزيوت على حدة لمدة 20 ثانية في كل ساعتين، عن أن يكون في كل مرة نوع معين من الزيوت، ووجدت الدراسات أنه في حال الاستمرار على هذه التمارين لمدة ستة أشهر يمكن استرجاع حاسة الشم
توقفوا عن استنشاق البخار الساخن قبل تضرر الشعيرات الموجودة في الأنف
ما الأدوية التي تنصحين بأخذها خلال فترة الكورونا للسيطرة على الأعراض التي قد تؤثر على حاستي الشم والتذوق؟
إن أكثر المصابين الذين أصيبوا باضطراب في حاستي الشم كانوا يعانون من الحساسية الأنفية، تضخم اللحميات والجيوب الأنفية، لذا دائما أنصح من يعاني من أمراض الجهاز التنفسي العلوية مراجعة الطبيب (اون لاين) خلال فترة الإصابة لوصف واستخدام أدوية الحساسية وغسول الأنف الملحي ومضادات الهيستامين، إذ إن هذه الأدوية تقلل من مدة فقدان حاستي الشم والتذوق، لذا ننصح بمواصلة استخدم غسول الأنف الملحي ومضادات الهيستامين، مع الابتعاد على البخار الساخن؛ إذ إنه يسبب تضررا في الشعيرات الموجودة في الأنف، وقد انتشر أخيرا استخدام البخار الساخن ما استدعى إلى دخول البعض الطوارئ.
هل هناك أدوية تساعد على استرجاع حاستي الشم والتذوق؟
لا توجد أدوية بعينها لاسترجاع حاسة الشم، إلا أنه في حال مرور شهر كامل ومازال يعاني المريض من عدم الشم والتذوق، فمن الأفضل الخضوع لأشعة الأنف ووضع خطة علاجية، إذ إن حاسة التذوق قد تسترجع لكن حاسة الشم تحتاج لخطة علاجية أطول.
هل يمكن للإنسان غير المصاب بالكورونا أن يفقد حاستي الشم والتذوق، وما الأسباب وراء ذلك؟
ما لا يعلمه الناس أنه عند الإصابة بالانفلونزا العادية أو الموسمية يصاب البعض باضطراب في حاستي الشم والتذوق، إلا أن عدد الإصابات قليلة، لذا فإنه من النادر التحدث عن هذا الاضطراب كما حدث مع فيروس كورونا، لذا كانت هذه الاضطرابات في حاستي الشم والتذوق غير شائعة.
يعاني البعض بعد التعافي من فيروس كورونا من تأثر في السمع، فهل كورونا سبب في ذلك، أو هناك أسباب أخرى سبب ذلك؟
لا يوجد توثيق لحالات أصيبت بتأثر في السمع، إلا أن هناك حالات لمصابين كانوا موجودين في العناية المركزة استخدموا عقاقير طبية قوية كان لها أضرار جانبية بسيطة أثرت على السمع بشكل بسيط، وكأطباء عند محاولات إنقاذ حياة المريض تعتبر هذه الآثار الجانبية غير مهمة مقابلة حياة المريض، إلا أن حدوث مشكلات في السمع لدى المصابين أمر نادر جدا.