الوسواس القهري يصيب واحدًا من كل ألفي طفل ويافع
استشارية طب نفسي الأطفال والبالغين والعلاقات الأسرية د. صديقة حسين
قالت استشارية طب نفسي الأطفال والبالغين والعلاقات الأسرية الدكتورة صديقة حسين: «إن نسبة الإصابة بالوسواس القهري في التوائم المتشابهة هي 75 % وغير المتشابهة 32 % ولكن لم يتم حتى الآن تحديد ما إذا كان لجينات معينة دور في الإصابة بهذا المرض».
وأضافت «إن الوسواس القهري هو اضطراب يتّسم بوجود أفكار وسواسية وسلوكيات أو طقوس قهرية مصاحبة لمشاعر القلق، فهو مصنف عالميًا بأنه نوع من الاضطرابات النفسية المرتبطة بالقلق، يتميز هذا الاضطراب بحدوث قلق مزمن وتوتر مفرط في عدم وجود سبب واضح يثير ذلك القلق، وذلك بحسب التصنيف الدولي للأمراض».
وأوضحت أن المصابين بهذا المرض يشعرون بأن أعراضهم غير منطقية ولا يريدون التفكير فيها ويحاولون مقاومتها، إلا أنهم يفشلون في ذلك، وهذه المحاولات تزيد من احتدام المشكلة وتولد شعور بالقلق أكثر.
ولمعرفة المزيد عن الوسواس القهري، ذكرت لنا استشارية طب نفسي الأطفال والبالغين والعلاقات الأسرية الدكتورة صديقة حسين أسباب الإصابة في اللقاء التالي:
ما هو السبب في الإصابة بالوسواس القهري؟
لا يزال سبب اضطراب الوسواس القهري غير مفهوم بالكامل، وتذكر النظريات الرئيسية احتمالية وجود العامل البيولوجي أو الحيوي، إذ إنه قد يكون نتيجة لحدوث تغيرات في كيمياء الجسم الطبيعية فمن الثابت أن هناك اضطرابًا في جهاز السيروتونين في الدماغ.
وتلعب العوامل الوراثية سببا في الإصابة، إذ ترتفع معدلات المرض في عائلات المصابين به 5 مرات، ونسبة الحدوث في التوائم المتشابهة هي 75 % وغير المتشابهة 32 % ولكن لم يتم حتى الآن تحديد ما إذا كان لجينات معينة دور في الإصابة بهذا المرض.
كما أن هناك عامل التعلم إذ يمكن تعلم مخاوف الوسواس والسلوكيات القهرية من مشاهدة أفراد الأسرة أو يمكن تعلمها تدريجيًا بمرور الوقت.
ما هي أكثر أنواع الوسواس شيوعًا؟
نواجه حاليًّا وجود وسواس التلوث هذا النوع بسبب التأثر بجائحة كورونا، والذي أصبح منتشرًا كثيرًا بسبب تأثر الناس بهذه الجائحة، كما أن هناك وسواس الشك ومواجهة صعوبة في تحمل عدم اليقين، إضافة إلى وسواس ترتيب الأشياء بشكل منظم ومتناسق.
وهناك وسواس الأذى وأفكار عدوانية أو مروعة حول فقدان السيطرة وإيذاء نفسك أو الآخرين، إضافة إلى إمكانية الإصابة بأفكار غير مرغوب فيها، بما في ذلك العنف أو الموضوعات الجنسية أو الدينية.
ما هي المشاكل المصاحبة إلى المرض؟
يمكن أن يصاب المصاب بالوسواس بمشكلات صحية، مثل التهاب الجلد التماسي الناتج عن غسل اليدين المتكرر، كما أنه قد يصاب أنه قد يصاب بتدني جودة الحياة بشكلٍ عام، وذلك لوجود صعوبة في الذهاب إلى العمل أو المدرسة أو المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، واضطراب في العلاقات الأسرية وفي العمل.
كما أن في بعض الحالات توجه وجود مشكلة في تكرار أداء الشعائر والطقوس بشكل مفرط، وفي الأخير قد تتشكل الأفكار والسلوكيات الانتحارية لدى المريض؟
هل من الممكن أن يصاب الأطفال في سن مبكر بالوسواس القهري؟
نعم، يمكن ذلك إذ تشير بيانات الصحة في الولايات المتحدة إلى أن الوسواس القهري يصيب واحدا من كل ألفي طفل ويافع وهذه النسبة مماثلة لإصابات داء السكري في هذا العمر، كما أن هناك أبحاثا تدعي بأن اضطراب الوسواس القهري قد تطوّر لدى أطفال معيّنين بعد الإصابة بالتهاب الحنجرة (الحلق)، الناجم عن الجراثيم العقديّة في الحنجرة. لكن الآراء انقسمت حول مصداقية هذه الأبحاث ومن الواجب تدعيمها بالمزيد من الدلائل حتى يتم الإقرار بأن الجرثومة العقدية في الحنجرة يمكن أن تسبّب فعلا اضطراب الوسواس القهري.
هل أثّرت جائحة الكورونا على الأطفال؟
إن بقاء الأطفال في المنزل واضطرارهم إلى الدراسة عن بعد والبقاء في البيت طيلة اليوم، هذا أدى إلى أن تكون أعراض الوسواس القهري أكثر شدة من السابق، لأن الطفل لا يخرج إلى اللعب والتفاعل مع زملائه وأصدقائه، أو القيام بأشياء طبيعية تنسيه الهواجس غير المبررة، لذلك ننصح بأهمية أخذ اللقاح والدراسة في المدرسة، إضافة إلى الإسراع بزيارة الطبيب النفسي إذا وجد أي تغيير في سلوك الطفل.
كيف يتم تشخيص المريض؟
هناك خطوات تساعد في تشخيص اضطراب الوسواس القهري الفحص النفسي. إذ يمكن اللجوء إلى الاختبارات النفسية التي يتعرف خلالها الطبيب على أفكار المريض، والسلوكيات التي يمارسها، والضغوط التي يمر بها، والأعراض التي تظهر عليه، للتمكن من تحديد نوع الاضطراب، كما يتم إجراء الفحص البدني والاختبارات المعملية. كما يتم إجراء بعض التحاليل المعملية لاستبعاد المشاكل الأخرى التي قد تسبب أعراض الوسواس القهري وللتحقق من عدم وجود أي مضاعفات ذات صلة.
وبعد التأكد من الإصابة بالوسواس القهري يتم اللجوء إلى العلاج وهناك نوعان من العلاجات الفعالة للوسواس القهر، وعادة يتم الدمج بينهما للمساعدة في الحصول على أفضل النتائج في أقصر وقت، إذ إن هناك العلاج الدوائي بواسطة مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين، والنوع الثاني هو علاج السلوكي المعرفي.