الالتزام بالكمية المحددة من الفلورايد في المعجون تجنبًا للإصابة بتسمم الأسنان
دكتورة طب وجراحة الفم والأسنان د. فاطمة رجب
آخر إحصائيات اللجنة الخليجية لصحة الفم والأسنان تؤكد أن تسوس الأسنان واحدٌ من أمراض الطفولة المزمنـة المنتـشرة حيـث تـشير الإحصائيات إلى أن 1 من كل 4 من الأطفال في عمر 5-6 سنوات مصابون بالتسوس.
وأثبتت الدراسات الوبائية بدول مجلس التعاون الخليجي أن نسبة انتشار مرض تسوس الأسنان لدى الأطفال من هم دون سن الثانية عشرة في دول الخليج يتراوح ما بين 80 - 90 % وبذلك تصبح مكافحة مرض تسوس الأسنان ذات أولوية.
ويعد تسوس أسنان الأطفال من الأمراض الشائعة أيضًا في مملكة البحرين خصوصًا بأنه بحسب آخر الإحصائيات فإن سوس الأسنان يصيب أكثر من 70 % من أطفال البحرين وهو ما أوضحته الدراسات والإحصاءات الأخيرة، وهذه النسبة تعادل النسبة الموجودة لدى الدول العربية.
ويعاني الأهل مع أطفالهم من هذا المرض وخصوصًا مع عدم اللجوء إلى طبيب الأسنان إلا بعد تفاقم المشكلة، وفي الوقت الذي يعتقد فيه الأهل بأن الطفل يتحمل مسئولية هذه الإصابة بسبب تناول السكريات والحلويات، إلا أنهم يلعبون الدور الأساسي في تعليم الطفل على العادات الغذائية السيئة، وفي هذا الصدد تجيب دكتورة الأسنان فاطمة رجب على أبرز النصائح للحفاظ على صحة أسنان أطفالكم.
ما هي أكثر أمراض الأسنان شيوعًا عند الأطفال؟
أكثر أمراض الأسنان شيوعًا هو تسوسها المبكر، وهو عبارة عن تكوّن طبقة بيضاء على الأسنان من عمر 3 سنوات إلى عمر 5 سنوات، ويليه مرض تسمم الأسنان بالفلورايد وعادةً ما يكون التسمُّم عند الأطفال عرضيًّا.
كيف يمكن أن تؤثر العادات الغذائية على أسنان الأطفال؟
إن العادات الغذائية تؤثر بشكل كبير على أسنان الأطفال، إلا أنه مع ذلك مازال العديد من الأهالي يصرّون على عدم الاهتمام بالعادات الغذائية، فالأكلات والمشروبات العالية الحموضة تسبب تسوس الأسنان، إذ إن الأحماض العالية تسبب تآكل في الأسنان.
في حال رغب الأهالي بإعطاء مثل هذه الأطعمة فننصح كأطباء أسنان بأن يتم تحديد وجبة واحدة فقط تحتوي على الكربوهيدرات والسكريات وأن تكون خلال النهار، ويتم بعد ذلك غسل الأسنان مباشرة، وذلك لأن تناول مثل هذه الأطعمة طوال اليوم وفي كل الوجبات هو السبب في التسوس، لذا لابد أن يكون تناولها في فترات قصيرة وفي وجبة واحدة.
ما الذي يجب فعله عند شعور الطفل بألم في الأسنان؟
للأسف نعاني من عدم اللجوء إلى طبيب الأسنان عند شعور الطفل بالألم، فالأهالي يكتفون بإعطاء الطفل مسكنات الألم، وفي حال تفاقم الألم بعد مرور الوقت يتم اللجوء إلى الطبيب وفي هذه الحالة يكون قد فات الأوان وذلك بسبب تفاقم المشكلة والحاجة إلى خطة علاج على مدى بعيد.
هل شرب الحليب عند النوم سبب في تسوس أسنان الطفل؟
نعم، وقد تحدّث العديد من الأطباء بشأن هذه المشكلة، لا ننصح بشرب الحليب أثناء النوم، إذ يجب شرب الحليب قبل النوم، فالطفل الذي يشرب من زجاجة الرضاعة مباشرة وهو نائم فإن الحليب يتخمر في فمه ويظل متراكمًا مما يسبب تجمع البكتريا في الفم والذي يسبب تسوس الأسنان، وننصح أمهات الأطفال الرضع بعد إعطاء الطفل زجاجة الرضاعة أثناء النوم بتقديم القليل من الماء ليكون ذلك عبارة عن غسيل للفم ولمنع تراكم البكتريا.
هل سيؤذي مصّ المصاص أو الإبهام على أسنان الطفل؟
نعم، إذ سيصاب الطفل بالعضة المفتوحة وهو عدم تطابق الأسنان، كما أنه سيصاب باعوجاج الأسنان، لذا ننصح بأن تقطع هذه العادة في السنة الثانية أو الثالثة من العمر.
ما هي الخطوات التي يجب على الأهل اتباعها من أجل الحفاظ على أسنان أطفالهم؟
يجب أن تكون الزيارات دورية لطبيب الأسنان، وذلك للعثور على المشكلة قبل أن تتفاقم، إذ يُنصح بأن يتم زيارة طبيب الأسنان عند ظهور أول سن للطفل، على أن تكون الزيارات دورية كل ستة أشهر.
ننصح الأهل بالابتعاد عن العادات الغذائية غير الصحية، فهي تؤثر على الطفل بشكل عام وليس على الأسنان فقط، كما يجب أن يكون غسل الأسنان من العادات اليومية التي يجب الحث عليها يوميًّا حتى يعتاد الطفل عليها، أما بالنسبة إلى الرضع فننصح بأخذ قطعة صغيرة من القطن توضع في الماء وبعد ذلك يتم مسح لثة الطفل، وعند إكمال الطفل السن الثالثة يجب أن يتعلم الطفل غسل الأسنان بطريقة صحيحة ولوحده.
ما هي أهمية الفلورايد في علاج أسنان الأطفال؟
يجعل الأسنان قوية ومقاومة للتسوس ويعالج التسوس البدائي والذي يكون لون التسوس أبيض في هذه الحالة، إلا أنه يجب الالتزام بالكمية المطلوبة من كمية الفلورايد في معجون الأسنان، إذ إن الأطفال الأكبر من سنتين يجب أن تكون الكمية 1000 جزء من المليون، والأطفال الأصغر من سنتين يستخدم نفس معجون الأسنان الذي يستخدم في عمر السنتين، إلا أنه ونؤكد على ذلك بأن يجب أن تكون الكمية الموضوعة على أسنان الطفل كمية صغيرة جدًّا بحجم حبة الأرز.
ما هو النهج الوقائي للحفاظ على صحة أسنان الأطفال؟
يجب الالتزام بالزيارات الدورية عند ظهور أول سن، إضافة إلى استخدام طلاء الفلورايد والحشوات الوقائية وذلك لوقاية أسنان الأطفال من التسوس.