مؤشرات طبية بزيادة عدد الإصابات بخمول الغدة الدرقية... والمرأة الحامل أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات المرض
استشاري الأمراض الباطنية والغدد الصماء د.حسين طه
إعداد: حسن فضل
بينت المؤشرات الطبية المحلية قبل عامين بأنه اسبوعيًا يتم اكتشاف إصابات جديدة لمصابين بخلل في وظائف الغدة الدرقية وتخرزات و85 % من هذه الإصابات هي إلى النساء أسبوعيًّا بحسب المؤشرات الطبية المحلية قبل عامين.
فيما أظهرت دراسة حديثة أن احتمالات إصابة النساء باضطرابات الغدة الدرقية تزداد بمعدل ثمانية أضعاف مقارنة بالرجال، وذلك بسبب زيادة الحساسية للتغيرات الهرمونية نظرًا لأن جسم المرأة يكون أكثر عرضة لقفزات وتغيرات هرمونية مختلفة، وأكثر حساسية للتغيرات الهرمونية.
وقد تؤدي الإصابة خلال الحمل بحدوث مضاعفات كثيرة منها زيادة احتمال الإجهاض، واحتمال ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، وقد يؤثر على القدرة العقلانية للأجنة في المستقبل.
وفي حوار مع استشاري الأمراض الباطنية والغدد الصماء في مستشفى الكندي الدكتور حسين طه، يجيب لنا عن أهم مشاكل الغدة الرقية وطرق علاجها.
ما هي وظيفة الغدة الدرقية؟
الغدة الدرقية تعتبر من الغدد الصماء التي تقع في مقدمة العنق وتحت تفاحة آدم وحجمها يتراوح بين 25 إلى 30 جرامًا، وظيفة الغدة الدرقية هي إفراز هرمونين أساسيين وهما هرمون الثيروكسين وهرمون تيترا أيودو ثيرونين الـT3و الـT4 اللذين يعملان على انضباط عمليات الأيض والحرق في الجسم فكأنها هي الثرموستات لكل وظائف الجسم، فهي تساعد على ضبط عمليات الأيض والحرق.
ما هي أسباب خمول الغدة الدرقية؟
من أسباب خمول الغدة الدرقية والأكثر شيوعًا هو مرض هاشيموتو، وهو اسم العالم الياباني الذي اكتشف هذا المرض، وهو نوع من أنواع أمراض المناعة الذاتية، حيث يكون هناك أجسام مضادة تهاجم الغدة الدرقية، وتعمل على قصورها، ومن الأسباب الأخرى استئصال الغدة الدرقية لسبب ما مثل الورم أو ما شابه ذلك، والتهابات الغدة الدرقية ما بعد الولادة، والعيوب الخلقية من بعد الولادة مباشرة، أو ما نسميه ضمور الغدة الدرقية الوراثي، أو أحيانًا بعض الحبوب أو الأشعة التي تتعرض إليها الرقبة.
ما هي أعراض خمول الغدة الدرقية؟
أعراض خمول الغدة الدرقية كثيرة، منها مثلًا شعور المريض بالتعب والإرهاق، وارتفاع في معدلات الكولسترول، وزيادة في الوزن، وحرحشة الصوت، وتغير في البشرة إلى الاصفرار، وأحيانًا تكون انتفاخات أو ما يعرف بالأوديما في القدمين، وإذا تأخر العلاج لمدة طويلة يمكن أن يكون هناك ماء على القلب وضعف في عضلة القلب، عدم القدرة على الإنجاب، إضافة إلى اضطرابات الدورة الشهرية، وكذلك قلة الخصوبة عند الرجل.
هل هناك مؤشرات على خمول الغدة الدرقية يمكن للإنسان الالتفات لها؟
المؤشرات هي نفسها أعراض خمول الغدة الدرقية لكن يجب نشر الوعي، ففي حالة زيادة الوزن غير المفسر، وحدوث الإرهاق والتعب الذي ليس له تفسير أو سبب، وارتفاع الكولسترول من غير سبب، هنا ننصح بعمل فحوصات وظائف الغدة الدرقية، أما المرأة إذا كانت تعاني من اضطراب الدورة الشهرية المفاجئ والنزيف إضافة إلى عدم القدرة على الإنجاب، فننصحها بعمل وظائف الغدة الدرقية.
هل هناك حاجة لإجراء فحوصات الغدة الدرقية حتى وإن كان الإنسان لا يشتكي من أعراض؟
على الإنسان البالغ إجراء فحوصات وظائف الغدة الدرقية ولو مرة، وإن وجد خلل فيجب إجراء التحاليل بشكل مباشر كل ثلاثة شهور، أو مرتين في السنة، حتى يتأكد أنها عادت لوظائفها الطبيعية.
هل يمكن أن تصاب المرأة الحامل بخمول في الغدة الدرقية، وما هي المضاعفات؟
ننصح المرأة المقبلة على الحمل والإنجاب بإجراء تحاليل وظائف الغدة الدرقية، إذ في حال اكتشاف إصابتها بخمول في الغدة الدرقية قد تكون هناك مضاعفات كثيرة منها زيادة احتمال الإجهاض، واحتمال ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، ومضاعفات ارتفاع معدلات الضغط وقد وجد أن عدم علاج القصور البسيط في الغدة الدرقية في النساء الحوامل يؤثر على القدرة العقلانية لأبنائهن في المستقبل.
كيف يتم تشخيص حالة خمول الغدة الدرقية؟
يتم تشخيص خمول الغدة الدرقية بعمل تحاليل مختبرية لوظائف الغدة الدرقية الـ TSH وهرمون الـT3 و الـT4.
هل زادت عدد الحالات المصابة، وبماذا تفسر سبب زيادة حالات خمول الغدة الدرقية في البحرين؟
بسبب الوعي الطبي وزيادة الفحوصات الطبية لوظائف الغدة الدرقية تمكنا من رصد وتشخيص الكثير من الحالات، ولكن بخصوص سبب زيادة هذه الحالات، فنحتاج لدراسة تفسر هذا الزيادة المضطردة.
هل يرتبط خمول الغدة الدرقية بمشكلات صحية أخرى؟
نعم، وخاصة هاشيموتو المتعلق بالمناعة الذاتية، فهناك الكثير من أمراض المناعة الذاتية منها السكر النوع الأول، فالمريض الذي لديه السكر من النوع الأول ننصحه بعمل فحوصات الغدة الدرقية بشكل دوري، لأنه معرض للإصابة بخمول في الغدة الدرقية، وحتى المريض الذي يعاني من خمول في الغدة الدرقية ممكن أن يكون أكثر عرضة للإصابة بالسكر وبعض أمراض المناعة الذاتية الأخرى كالأمراض الروماتيزمية والربو.
ما هو العلاج المتبع لعلاج خمول الغدة الدرقية؟
العلاج عبارة عن الهرمون نفسه الغير موجود في الغدة الدرقية يعطى كتعويض للمريض، ويحتاج المريض متابعة دورية كل ثلاثة إلى ستة شهور. في البداية كل ثلاثة شهور، وبعد استقرار الغدة الدرقية بعد ذلك يمكن متابعته كل ستة شهور مرة واحدة.
ما هي آخر التطورات في علاج خمول الغدة الدرقية؟
لا يوجد هناك تطورات كبيرة، ولكن التطورات المهمة هي في سرعة التشخيص والوعي الصحي والعلاج المباشر، حيث الآن يمكننا منع حدوث خمول الغدة الدرقية الشديد واكتشافه في أوقات مبكرة.
ما هي نصيحتك لمرضى قصور الغدة الدرقية؟
أنصح مريض قصور الغدة الدرقية أن يتابع طبيبه المباشر بشكل دوري، وأن يواظب على إجراء التحاليل، وأخد الأدوية بشكل منتظم، وفي أوقاتها الصحيحة، حتى لا تحدث له عوارض جانبية ناتجة عن خمول الغدة الدرقية.