تحقيق النقلة التكنولوجية للمملكة عبر تبني التوجهات العالمية وتوظيف التقنية الحديثة
الرئيس التنفيذي لهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية محمد علي القائد
حين نقف أمام بوابة هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية، فإننا أمام صرح يفخر به كل البحرينيين؛ لأنه وفق قياس الزمن استطاع الانتقال بمملكة البحرين إلى مستويات أفضل بكثير من الدول المتقدمة، وفي هذا الحوار مع الرئيس التنفيذي للهيئة محمد علي القائد، سنبحر في نطاقات واسعة وثرية جدًا على صعيد النقلة التكنولوجية التي شهدتها بلادنا الغالية.
مدخلنا في حواراتنا بهذا الملف هو سؤال جوهري، فقد أسس صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله في العام 2018 فكرة "فريق البحرين" كمنهج شامل لتحقيق الأهداف المنشودة والمصلحة العليا للوطن، فما الأبعاد التطويرية التي تندرج تحت هذا العنوان؟ وما دور الهيئة وما حققته من نقلة تكنولوجية كبيرة؟ يستهل القائد الحديث بالإشارة إلى أن "تطلعات وفكر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله لطالما كانت الركيزة الأساس التي قادت نحو ترسيخ مفهوم العطاء من أجل الوطن - والتي جاءت بلورةً حقيقة للرؤية السديدة لسيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى حفظه الله ورعاه - وهو ما تجسد من خلال إطلاق فكرة (فريق البحرين) لإيمان سموه الشديد بما تحظى به البحرين من نماذج مشرفة قادرة على الإنجاز والعطاء لخدمة الوطن والمواطن، وهو ما عد بحد ذاته محفزًا ومشجعًا لتعزيز ورفع مكانة مملكة البحرين".
فرق عمل مؤسسية
ومثّل إطلاق صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله فكرة "فريق البحرين" الخارطة التي ستسهم في رسم الإطار العام لمستقبل البحرين، كما عكس صدق الانتماء الوطني من خلال إطلاقها واهتمام وحرص الجميع سواء من مسؤولين أو موظفين أو مواطنين ومقيمين على بناء الوطن، وأن يكونوا عناصر فاعلة في تحقيق نهضته، وعلى قدر عال من المسؤولية، كما عززت هذه الفكرة لدى الجميع مشاعر الاعتزاز والفخر بالانتماء للوطن والسعي لخدمة القيادة والوطن.
فكما يعلم الجميع أن التطور والنهوض وتحقيق التكامل بين المؤسسات الحكومية وتعزيزه واستدامة الخدمات الحكومية، أهداف نسعى كمسؤولين جميعًا لتحقيقها وصولًا للارتقاء بمستوى الإنتاجية في القطاع الحكومي وتوفير خدمات ذات جودة عالية، تحقيقا لشعارنا الذي يؤكد التسهيل على المواطنين وتوفير حياة أفضل لهم، ولا يتأتى ذلك إلا من خلال وجود فرق عمل مؤسسية لديها من الكفاءة والخبرة والإيمان المطلق بأهمية دورهم في عملية التطوير والتحديث هذه، وإذكاء عملية المشاركة والمساهمة بتحقيق الإستراتيجيات الوطنية من خلال عملهم وبروح الفريق الواحد لتعزيز المكتسبات ودعم مسيرة البناء والنهضة وتحقيق الرؤى والتطلعات المنشودة.
الحوسبة السحابية.. نقلة نوعية
ولم تغفل الهيئة، باعتبارها جزءًا من فريق البحرين، عن تحقيق النقلة التكنولوجية للمملكة من خلال تبني التوجهات العالمية وتوظيف التقنية الحديثة لتنفيذ المبادرات والمشروعات الوطنية، فكان تبني سياسة الحوسبة السحابية من ضمن النقلات النوعية التي أشرفت الهيئة على تنفيذها في ملامح القطاع التقني، وتحسين جودة الخدمات الحكومية فضلًا عن المساهمة في جذب الاستثمارات ودعم عجلة النمو الاقتصادي.
كذلك ومن منطلق الشراكة والتكامل مع مختلف الأجهزة الحكومية، وتحقيقًا لرؤية صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، سرعت الهيئة مساعيها لترجمة ذلك على أرض الواقع، فقد واصلنا في الهيئة كمسؤولين وموظفين العمل والعطاء وبحماس أكبر من أجل وضع الخطط والاستراتيجيات والعمل على إدخال مزيد من النظم التقنية الحديثة في آليات العمل الحكومي، مثل نقل الأنظمة الحكومية إلى الحوسبة السحابية لتسهيل العمل وتقليل الكلفة، وتوظيف الذكاء الاصطناعي في مفاصل القطاع الحكومي بجانب تقديم أوجه الدعم كافة من توفير للبيانات والمعلومات (السجل المعرفي) للقطاع الحكومي والخاص بما يدعم عملية اتخاذ القرارات وصنع السياسات، فضلًا عن استمراره جاهدًا بدعم عملية التحول الرقمي، الذي برزت آثاره الإيجابية في توفير مزيد من الخدمات الإلكترونية المستدامة بجودة وكفاءة، والتي وفرتها الهيئة بعد تواصلها واستماعها لجميع ملاحظات واقتراحات واستفسارات العملاء المقدمة إليها عبر النظام الوطني للمقترحات والشكاوى (تواصل)، وبعد إجراء الهيئة مجموعة من الاستطلاعات التي هدفت إلى تحسين تجربة المستفيدين، وبعد إعادة هندسة الإجراءات الحكومية، وزيادة توفير الخدمات من 40 إلى 80 خدمة إلكترونية بصورة سنوية لاسيما في ظل الجائحة، بالتالي أسهمنا بتقليل النفقات والمصاريف الحكومية وخفضنا من الجهد والوقت المستغرقين لإتمامها دون المساس بالجودة، ومن ثم إعطاء المجال للجهات الحكومية لتركيز الجهود على مشروعاتهم ومبادراتهم المؤسسية.
ضمن إطار منظومة عمل 2019 - 2020
ولما كانت رؤية سموه الطامحة في تجاوز السقف والوصول إلى مستويات أعلى في التميز والأداء الحكومي، فقد حرصت الهيئة على العمل بذلك النهج وكرست جهودها بالتعاون مع الشركاء بالقطاع العام لتطوير منظومة العمل في إطار برنامج الحكومة 2019 - 2022، فبتنا اليوم أمام منظومة متكاملة تحاكي الدول المتقدمة، وهو بحد ذاته مصدر فخر لنا جميعًا بأن نكون حجر الأساس في ذلك، فيما شكل توفير منصة وطنية للبيانات مرجعًا معتمدًا ودليلا مكن من المساعدة في وضع السياسات والخطط الاستراتيجية والوطنية؛ لما توفره من كم هائل من البيانات العامة والإحصاءات، وهو ما ساهم بشكل أو بآخر وفي ظل توفير خدمات إلكترونية وأنظمة متكاملة كـ"سجلات" و"بنايات" في تعزيز عجلة الاقتصاد وزيادة جذب واستقطاب الاستثمارات الأجنبية للمملكة؛ لما قدمته الأنظمة من تسهيلات وتسريع بوتيرة إنجاز الطلبات، أضف إلى ذلك وجود عدد من المبادرات والمشروعات التي تبناها سموه وعملت الهيئة على تنفيذها والإشراف عليها كبرنامج "تقييم" لمراكز الخدمة الحكومية، والنظام الوطني للمقترحات والشكاوى (تواصل)، والتي تعتبر من المشروعات الداعمة للإبداع والتفوق في مجال تقديم الخدمات بما يحقق رضا المتعاملين.
مكونات ركيزة نهضة الوطن
ما تقدم في الحديث يبعث على الفخر، لذلك يشمل فريق البحرين كل مواطن ومواطنة ويفتح الباب أمام الجميع للمشاركة في نهضة الوطن. هل لمستم من خلال تواصلكم مع المسؤولين والمواطنين أن الفكرة وصلت لأكبر شريحة ليكونوا ضمن "فريق البحرين"؟
بلا شك، لو لم تصل الفكرة للجميع لم نكن لنشهد هذه المرحلة من التطور والنهضة التي تشهدها المملكة في مجالات شتى، فمنذ أن تأسست فكرة فريق البحرين على مبدأ أن الجميع، أفرادا ومؤسسات، موظفين ومسؤولين، صناع قرار ووزراء، هم شركاء حقيقيون وهم ضمن العناصر المكونة لهذا الفريق في صورته الأشمل، سارع الجميع للعمل ضمن فريق واحد يضم جميع الجهات؛ لكون هذا الفريق وهذا المكون من مكونات ركيزة نهضة الوطن وعماده نحو مستقبل مشرق حافل بمزيد من التطور والنماء.
وشهدنا العديد من الإنجازات المتحققة في القطاعات الحكومية والخاصة، ولعل أهمها ما تحقق في مجال تعزيز المنظومة الحكومية الخدمية وتسهيل الإجراءات الحكومية، وتحقيق التنمية المستدامة على مختلف الأصعدة، إلى جانب تعزيز إسهامات القطاع الحكومي وجهوزيته في مواكبة التعامل مع مختلف المتطلبات التنموية في البلاد بصورة مرنة، ويتكيف مع مختلف الظروف لتحقيق الاستدامة في الأداء، وهو ما تطلب وجود أفراد مؤمنين بهذه الفكرة ومستعدين لأن يكونوا ضمن فريق البحرين.
6 جوائز خلال فترة قصيرة
والهيئة كبقية المؤسسات الحكومية تزخر ولله الحمد بكوادر وطنية لديها من الكفاءة والخبرة الكثير، وتتطلع دومًا وبشغف لحب الإنجاز، فبفضل هذا الفريق تمكنت الهيئة من تحقيق التطلعات المنشودة والعديد من الإنجازات؛ إذ حصدت الهيئة نحو 6 جوائز خلال الفترة القصيرة الماضية بما يعكس رغبة فريق البحرين بالهيئة في مواصلة العمل والعطاء وخدمة الوطن، ومن هذه الجوائز حصد تطبيق "تواصل" جائزة أفضل تطبيق حكومي ذكي ضمن جائزة التميز الحكومي العربي في دورتها الأولى، التي أطلقتها حكومة الإمارات بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الإدارية بجامعة الدول العربية، وهو مثال واضح على تحقيق شعار فريق البحرين؛ نظرًا لحجم التنسيق والتعاون والاستجابة المباشرة من قبل الجهات الحكومية المنضوية تحت التطبيق وتفاعلها الآني مع الملاحظات الواردة من خلاله.
القدوة.. قادتنا حفظهم الله
تعبيرًا عن العرفان والاعتزاز نقول إن قادتنا حفظهم الله هم القدوة في مجال انتهاج سياسة الباب المفتوح والاستماع للآخر، وعلى هذا النهج نسير، ونحرص على تعزيز الصفات الإيجابية لفرق العمل بما يسهم بتحقيق التطلعات المنشودة، من خلال المحافظة على سير وتيرة الأداء لاسيما في ظل ضغوط العمل وحجم المهام المكلف بها الفريق، والحيلولة دون أن تفتر جذوة النشاط تلك، فهنا يأتي دورنا في تدريبهم وصقل مهاراتهم وتحفيزهم عبر إلحقاهم بالدورات والورش المتخصصة؛ ليكونوا على قدر المسؤولية ومؤهلين التأهيل الجيد ليكونوا شركاء فاعلين ضمن منظومة فريق البحرين، وهذا ينسحب على المسؤولين في المؤسسات الحكومية، فلدينا ولله الحمد من الوزراء والمسؤولين من لديه ضمن فريق عمله من الكفاءات والكوادر الوطنية المتميزة من يتحلون بالفكر والبصيرة النيرة، وما زاد ذلك أن تضم الفرق أعضاء من مختلف التخصصات، بالتالي نحن أمام مجموعة متنوعة من الآراء والأفكار ستسهم وقبل الشروع بتنفيذ مشروع أو مبادرة أو فكرة بتقديم خلاصة أفكارها للخروج بأفضل المقترحات ومن ثم تنفيذها، ونحن في تواصل مستمر مع جميع الفرق الحكومية، والجهود متصلة في مجال الارتقاء بجودة الخدمات الحكومية من خلال البحث المستمر عن الحلول والأفكار الإبداعية ودراسة إمكان تنفيذها.
مبادرات على مدى 14 عامًا
بحثًا عن الحلول والأفكار الإبداعية كما أشرتم، نسأل إلى أي مدى ترون أن مجالات الإبداع متاحة لكل المبدعين والمبدعات كل في تخصصه؟
فريق البحرين لديه من الطاقات الكثير، ولعل ما لمسناه منها، ومن موقع المسؤولية وبحكم العمل والإشراف على قطاع هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية، ما يتضمن حب الإبداع والابتكار خصوصا في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، عبر مئات المشروعات والمبادرات والمقترحات التي تم تقديمها وعلى مدار 14 عامًا للمشاركة بجائزة التميز للحكومة الإلكترونية والفوز ضمن إحدى فئاتها المتنوعة، هذه الجائزة التي تحظى بالدعم المباشر والرعاية الكريمة من قبل نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا لتقنية المعلومات والاتصالات سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، الذي بتوجيهاته الكريمة تحققت العديد من الإنجازات ووضعت الاستراتيجيات التي أسهمت بتعزيز عمل الهيئة ومكنتها من تنفيذ مهامها على أكمل وجه لدعم القطاع وتعزيز عملية التحول الرقمي في القطاعات كافة.
وعودًا على بدء، فالجائزة التي تحظى برعاية صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله سعت لتسليط الضوء على المبادرات الخلاقة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، سواء المقدمة من قبل الأفراد أو المؤسسات، والتي أسهمت ومن خلال تنفيذ عدد منها بتحسين الخدمات الحكومية وبالتالي تحقيق مستويات متقدمة من التميز في أعمال هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية. ومن المبادرات كذلك مبادرة الابتكار الحكومي (الفكرة التي طرحها سمو رئيس الوزراء ولي العهد والتي أسهمت في تعزيز الابتكار والإبداع في المؤسسات الحكومية، ومبادرة فريق الابتكار الحكومي الذي أسسه معهد الإدارة العامة بالتعاون مع الأمم المتحدة ويضم الجهات الحكومية كافة).
هذا من الجانب التقني وتكنولوجيا المعلومات، وقس على ذلك في الجوانب الأخرى ومجالات كالتعليم والصحة والاقتصاد وغيرها، لدينا من المبدعين كثر في تخصصاتهم، والوزارة الحكومية وحتى القطاع الخاصة يعول عليهم الكثير ويحرص على استقطابهم وأتاح المجال واسعا أمامهم لإبراز إبداعاتهم، وهنا تأتي أهمية التخصص، فبدل القرار الفردي ومن تخصصات متشابهة، أنت أمام فريق مكون من تخصصات عدة، وبالتالي ستحظى بقرارات توافقية تتناسب مع مختلف الاختصاصات، ولكي نضمن فريق مبدعًا متميزا ضمن فريق البحرين يلزم علينا تنفيذ فلسفة إدارية وخطة عمل متكاملة؛ لإبراز هؤلاء المبدعين وصولًا إلى ما فيه تحقيق رفعة ونماء مملكة البحرين.
جائحة كورونا وتسريع التحول الرقمي
كيف أسهمت فكرة "فريق البحرين" وتطبيقاتها بمختلف الميادين في التخطيط والتنفيذ والقدرة على التعامل مع الظروف المختلفة والتحديات، لاسيما الظروف الاستثنائية لجائحة كورونا؟
نحن أمام قيادة حكيمة تمكنت من قيادة ملف أزمة جائحة كورنا بنجاح، وبتنا محطا للإشادة من الدول العالمية في كيفية التعامل مع تداعيات الجائحة، فما قدمته المملكة للقطاعات كافة وللأفراد من حزمة الدعم والخدمات الطبية والرعاية الصحية وغيرها من الاحتياجات الضرورية التي لم تفرق بين مواطن أو مقيم، ووصلت خدماتها للجميع، ولله الحمد فإن البحرين تمكنت وبفضل فريقها "فريق البحرين" من تخطي تداعيات الجائحة، ففي المجال التقني عمل فريق الهيئة وبتوجيهات مباشرة من صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله على توظيف التقنية الحديثة والمتطورة وتطويعها للحد من انتشار فيروس كورونا، ولعل من أبرز إنجازات فريق الهيئة هنا على سبيل الذكر لا الحصر تدشين العديد من الخدمات الإلكترونية والتطبيقات، ومنها تطبيق منظومة "مجتمع واعي"، الذي أسهم بفضل ما يوفره من خدمات إلكترونية عديدة في الحد من انتشار الجائحة، فضلًا عن دعم جهود الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا في توفير الخدمات المساندة الأخرى وفي دعم عملية التطعيم لاحقًا والحجر الصحي وغيرها من الخدمات الإلكترونية.
هذا إلى جانب تسريع وتيرة التحول الرقمي في القطاعات المختلفة، فقد عمد فريق البحرين إلى دعم المنظومة التعليمة الإلكترونية في وزارة التربية والتعليم، وكان للتنسيق المشترك بين جميع الشركاء الدور الأبرز في استمرار المسيرة التعليمة دون توقف، وما شهدناه من تحول جذري وكبير في الخدمات المقدمة من قبل وزارة العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية كان وراءه نخبة من خيرة أبناء البحرين، وهم من ضمن فريق البحرين، وعملوا جاهدين على دعم عملية التحول بحيث أصبحت خدمات رفع الدعاوى القضائية والتجارية وبكامل درجاتها تقدم بصورة إلكترونية.
وفي الجانب الصحي توجت جهود الفريق بتوفير العديد من الخدمات الإلكترونية لوزارة الصحة وإتاحتها إلكترونيا مراعية في ذلك الحفاظ على صحة المرضى وتجنيبهم الحاجة لمراجعة المركز الصحية في ظل الخدمات والاستشارات الطبية الإلكترونية، ولله الحمد لم تشهد البحرين خلال الجائحة أي عملية إغلاق أو توقف لخدماته، بل على العكس زادت من وتيرة تقديم الطلبات وإنجاز المعاملات الحكومية بنسبة الضعفين.
سلسلة مبادرات رائدة
محطات هذا الحوار لا ينتهي الشعور فيها بالاعتزاز والإعجاب، وها قد وصلنا إلى محطتنا الأخيرة، هل لديكم مبادرات أو أفكار جديدة تحت التنفيذ أو مقبلة مستقبلًا تعزز العمل والإنتاج ضمن مسار إنجازات "فريق البحرين"؟
الأفكار والمبادرات عديدة، ويعكف فريق الهيئة (فريق البحرين) للعمل عليها خلال الفترة الحالية، فمنها ما هو قيد الدراسة والتطوير فيما البقية بطور التنفيذ، من هذه المبادرات المنصة الوطنية لخبراء البحرين (سجل الخبراء)، التي تم الإعلان أخيرا عن إطلاق النسخة التجريبية منها في مطلع يوليو المقبل من قبل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بالتعاون مع الهيئة وعدد من الجهات الحكومية الفاعلة، وترمي هذه المنصة لتكوين قاعدة بيانات لجميع الخبراء والمختصين البحرينيين في مختلف المجالات وتوثيق سيرتهم العلمية والمهنية لتسهيل عملية الاستفادة من تلك الخبرات الوطنية وإبراز قدراتها وأفضل الممارسات على المستوى المحلي والخارجي. وجاءت هذه المبادرة في إطار الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة (بحريننا). إلى جانب ذلك هناك مشروع "توصيل الوثائق الحكومية" الذي يهدف إلى تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص وتوفير خيارات متعددة ومرنة تناسب المواطنين عبر توفير خيار توصيل الوثائق الحكومية خلال 24 ساعة وعن طريق الشحن الدولي إضافة إلى خيار التوصيل الحالي عبر بريد البحرين، وستشتمل المرحلة التجريبية للمشروع خدمات بطاقة الهوية وخدمات الإدارة العامة للمرور، إذ سيتم الاعتماد على نتائج هذه المرحلة لتعميم التجربة على باقي الخدمات الحكومية.
مشروع تطوير البوابة الإلكترونية
من ضمن المبادرات التي تعمل الهيئة على تنفيذها عملًا بتوجيهات معالي وزير الداخلية، الخدمات الإلكترونية المتعلقة بالإدارة العامة للمرور والخاصة بمشروع إسناد الحوادث لشركات التأمين والتبليغ عن الحوادث المتصالح عليها، وذلك عبر تطوير الهيئة للمنظومة الإلكترونية لخدمات وتطبيق المرور بحيث تشمل إضافة الخدمة ضمن حزمة الخدمات الإلكترونية، وتهدف الخدمة لتسهيل إجراءات مباشرة الحوادث المرورية وسرعة تخليص الإجراءات مع شركات التأمين إلكترونيًا وبما يتوافق والإجراءات القانونية التي ستدخل حيز التنفيذ منتصف الشهر المقبل، وفي إطار توظيفها لتكنولوجيا المعلومات لخدمة المجتمع والارتقاء بمنظومة العمل الحكومي، يعكف فريق العمل بالهيئة (فريق البحرين) للانتهاء من تطوير البوابة (bahrain.bh) في حلتها الجديدة بشكل وتصميم جديد يتوافق مع المعايير العالمية ومتطلبات المستخدمين التي تتيح خاصية الدخول لها عبر الأجهزة الذكية بصورة سلسلة وسهلة، بجانب جعلها منصة شاملة ومتكاملة تضم معلومات أكثر وأشمل بشأن المتطلبات الحكومية للخدمات وتمتاز بسرعة أعلى وطاقة استيعابية أكبر تتوافق مع زيادة أعداد الخدمات المقدمة وتنامي معدلات الاستخدام، خصوصا لقطاع الأعمال، بما يوفر تجربة متميزة ومتكاملة للمستخدمين.
النظام الوطني للمواعيد
ومن ضمن المبادرات قيد التنفيذ، مشروع "تطوير النظام الوطني المواعيد"، وهو من ضمن المبادرات التي تبنتها الهيئة ضمن مسابقة "فكرة"، ويسعى هذا المشروع لتوفير إمكان حجز المواعيد إلكترونيًا لمراكز الخدمات الحكومية، على أن يشمل 100 مركز حكومي على أن يتم تنفيذه على مراحل عدة، وتعكف الهيئة على تطوير حزمة كبيرة من الخدمات الإلكترونية وإطلاقها في القريب العاجل، بالتعاون مع عدد من إدارات وزارة الداخلية، كالجمارك والمرور والدفاع المدني، إضافة لعدد من الجهات الحكومية الأخرى كوزارتي العدل والتربية وهيئة البحرين للثقافة والآثار وغيرهم من الجهات الحكومية الأخرى؛ سعيًا لمواكبة المرحلة الحالية وتماشيًا مع متطلبات التنمية المستدامة في إطار رؤية البحرين الاقتصادية 2030.
