سلمان عيسى بن هندي تطوير منهجيتنا تماشيًا مع توجهات ”فريق البحرين”
باعتبار المدينة ”العمق الوطني والبيت الأول”... محافظ المحرق
يشرح محافظ المحرق سلمان عيسى بن هندي تأسيس مصطلح "فريق البحرين" بأن له وقعًا إيجابيًا على جميع وزارات الدولة ومؤسساتها، وانتقلت تلك الإيجابية إلى المواطنين والأهالي، وبلا شك فإن المحافظة هي جزء لا يتجزأ من نسيج هذا المجتمع، وهي تمثل العمق الوطني والبيت الأول لجميع الأهالي والمقيمين على حد سواء، فبدأت المحافظة في تطوير منهجيتها وبرامج عملها لكي تتماهى مع توجهات وأهداف فريق البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، وباتت تلك البرامج تعتمد اعتمادًا مباشرًا على الأهالي بجميع مدن وقرى المحافظة؛ بغرض إيصال الفكرة الرئيسة، وهي أن فريق البحرين يتشكل من جميع المواطنين.
وبالتالي، كما يفصل بن هندي، فإن أي نجاح يتحقق ينسب إلى كل أفراد الفريق من مختلف الأعمار والفئات، فكانت الأبعاد عبارة عن الشراكة المجتمعية في تحقيق أهداف المحافظة وتشكيل فرق العمل واللجان بعضوية الأهالي كل في تخصصه، فعلى سبيل المثال لا الحصر كانت لجنة تعزيز الهوية الوطنية، ولجنة المحافظة الصحية، ولجنة الأعياد والمناسبات الوطنية، ولجنة حصر البيوت الخاصة بسكن العمالة الوافدة، ولجان الأعمال الإنسانية والخيرية التي تعنى بالعمل التطوعي والاجتماعي والخيري.
ويشير إلى أن جميع تلك اللجان كان الأهالي طرفا بها عبر عضويتهم ومشاركتهم وقيادتهم أيضًا، وبالتالي كان جميع الأهالي مساهمين في تهيئة الطريق وصنع التصور للوصول إلى المحافظة، ونعني هنا محافظة المحرق كمنطقة شاملة لجميع الدوائر والمجمعات، والوصول إلى الهدف الذي يتمناه كل فرد لمدينته أو قريته، وبالتالي بات الجميع يمثل فريق البحرين، وهو الهدف المنشود الذي يمثل مصلحة الوطن العليا.
رغبات الأهالي ومقترحاتهم
ذكر المحرق يبعث الغبطة لمكانة هذه المدينة في قلوب أهل البلد، ونسأل، باعتبار أن فريق البحرين يشمل كل مواطن ومواطنة، ويفتح الباب أمام الجميع للجميع للمشاركة في نهضة الوطن، هل لمستم من خلال تواصلكم مع المواطنين أن الفكرة وصلت لأكبر شريحة ليكونوا ضمن فريق البحرين؟
بالطبع وبلا شك أن الفكرة وصلت ليس لأكبر شريحة فحسب، وإنما لجميع من يقيم على محافظة المحرق، والشواهد الدالة على ذلك كثيرة، ومنها على سبيل المثال أعداد المتطوعين من الجنسين، الذين هبوا لتسجيل أسمائهم في الموقع الإلكتروني الخاص بالمتطوعين خلال جائحة كورونا، وكذلك من خلال اللجان سابقة الذكر، التي تعتمد اعتمادًا كليًا على المتطوعين من جميع الأعمار والفئات السنية، ناهيك عن المقترحات والأفكار التي يرسلها الأهالي والطلاب كل حسب تخصصه الدراسي والفني والمهني، كما أن ممثلي الأهالي أعضاء المجلس التنسيقي يوصلون رغبات الأهالي ومقترحاتهم من خلال اجتماعات المجلس التنسيقي، والتي دائما ما تلقى الاهتمام والرعاية والمتابعة من قبل الإدارة العليا بالمحافظة، كما يتم التواصل مع الجميع دون استثناء لمناقشة تلك الأفكار والعمل على تحقيقها والتجاوب معها، وهو الأمر الذي يؤكد أن الفكرة وصلت لجميع أفراد المجتمع وباتوا يشعرون بأنهم أعضاء أساسيون في فريق البحرين.
الجانب الإبداعي والتحفيزي
من ضمن أهداف فريق البحرين تعزيز الإبداع والابتكار وفق رؤية البحرين الاقتصادية 2030، فإلى أي مدى ترون أن مجالات الإبداع متاحة لكل المبدعين والمبدعات كل في تخصصه؟
مجالات الإبداع متاحة في جميع المجالات وبجميع الأصعدة، فبفضل التوجيهات الكريمة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، باتت المجالات والتخصصات متاحة للمبدعين والمتميزين، ففي وزارة التربية والتعليم على سبيل المثال هناك مراكز ولقاءات واحتضان للموهوبين، كما أن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية تنظم الدروات واللقاءات الدورية للشباب المبدع، وأيضا وزارة شؤون الشباب والرياضة تساهم من خلال مراكز الإبداع الشبابية والقرية الصيفية للشباب.
ولم تغفل وزارة الداخلية الجانب الإبداعي والتحفيزي للشباب من الجنسين، فهي تقيم المعسكر الصيفي بتوجيهات مباشرة من معالي وزير الداخلية، وتعزز من خلاله الإبداع والابتكار، ولا نغفل دور المحافظة في هذا الشأن، فهي الحاضنة للشباب من خلال برامجها وأنشطتها المستمرة طوال العام، كما أنها تحرص على تكريم المبدعين والمتفوقين كل عام بمختلف المراحل الدراسية؛ تشجيعا منها للتحصيل العلمي، وجميع تلك المبادرات تأتي لتصب في الرؤية الاقتصادية 2030 لتنتج لنا شبابا قادرين على تحمل المسؤولية وتنفيذ الرؤية المستقبلية.
مرآة حقيقية لتجاوز الصعوبات
كيف أسهمت فكرة فريق البحرين وتطبيقاتها في مختلف الميادين، في التخطيط والتنفيذ والقدرة على التعامل مع الظروف المختلفة والتحديات، لاسيما الظروف الاستثنائية لجائحة كورونا؟
قبل أن أبدا الحديث عن التحديات المختلفة، دعني أبدأ عن جائحة كورونا، فنتائج تطبيق فكرة فريق البحرين أثبتت نجاحًا باهرًا حصلت من خلاله البحرين على الإشادات الأممية والمنظمات العالمية المتخصصة كمنظمة الصحة العالمية، ففي ظل الظروف الاستثنائية تبرز نتائج ومخرجات فريق البحرين المعتمد كليا على الكوادر الوطنية في مختلف التخصصات وأهمها في ظل هذه الجائحة هو التخصص الطبي، ففريق البحرين الطبي كان حاضرا وبقوة في كيفية التعامل الاستباقي قبل دخول هذه الجائحة للملكة، ناهيك عن الكوادر التمريضية والإدارية والإعلامية والأمنية التي تعتبر جميعها من الصفوف الأمامية وتمثل فريق البحرين، وساهم في هذا العمل الجبار والذي ما يزال مستمرًا عدد كبير من المتطوعين من الجنسين في تخصصات متنوعة شكلوا جميعًا مرآة حقيقية لفريق البحرين القادر على تجاوز التحديات والصعوبات والظروف المختلفة.
مبادرات في كل مرحلة
هل لديكم مبادرات أو أفكار جديدة تحت التنفيذ أو مقبلة مستقبلا تعزز العمل والإنتاج ضمن مسار إنجازات فريق البحرين؟
دأبت محافظة المحرق منذ تأسيسها على تقديم الأفكار والمبادرات النوعية وتستحدث عددًا من الإجراءات وفق كل مرحلة على حدة، كما أنها تسير وفق خطط ثابتة خاصة في تنفذ البرامج المتنوعة، منها ما يعنى بالجوانب التراثية والعادات القديمة لأهل المحرق، وهي جوانب كانت تحرص المحافظة على تنميتها وإقامتها قبل الجائحة، ومنها ما هو تحفيزي مثل تكريم رواد العمل الوطني والتطوعي، الذي تحرص المحافظة على إقامته في كل عام؛ بهدف خلق التنافس بين الطلبة على التحصيل العلمي والعمل الوطني التطوعي وخدمة المواطنين، وزيارة مختلف المجالس الأهلية في مدن وقرى المحافظة، وغيرها العديد من الفعاليات، ولكن المحافظة أوقفتها بسبب الجائحة، وتقيمها حاليًا عن بعد.
وستواصل المحافظة حرصها على زيارة دور الرعاية ومراكز التأهيل لكبار السن؛ للتأكد من استمرار توافر جميع مقومات الرعاية، وستستمر بالتواصل مع الأهالي وأصحاب المجالس الأهلية، وستبقى الجهود الخاصة بتعزيز الوعي بأهمية تطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية لمواجهة جائحة كورونا خصوصا بشأن سكن العمالة الوافدة، مستندة إلى قاعدة بياناتها التي تعمل على تحديثها بصورة مستمرة، إذ تم إعداد إحصاءات بمواقع سكن تلك العمالة، وقامت اللجنة التي شكلتها المحافظة بزيارات تلك المواقع وأعدت إحصاء شاملا لمواقع وعدد سكن العمالة الوافدة.
برنامج المدن الصحية
ومن الخطط قريبة المدى تنفيذ مشروع المدن الصحية، إذ نشيد بالتعاون البناء خصوصا من خلال المجلس الأعلى للصحة ووزارة الصحة وبلدية المحرق ومجلسها البلدي، الأمر الذي يسهل من تحقيق أهداف البرنامج، فبرنامج المدن الصحية هو برنامج تابع لمنظمة الصحة العالمية، ويهدف إلى تحسين الجوانب الصحية والبيئية والاقتصادية والاجتماعية في المدن، وتبرز أهمية هذا البرنامج في أن الكثير من المشكلات الصحية لها جذور اجتماعية وتختلف هذه المحددات من مكان إلى آخر.
زيادة قنوات التواصل
أما الأهداف التي نأمل تحقيقها فهي توفير القطاع الخاص لمدن عمالية بعيدًا عن الأحياء السكنية، حيث دقت المحافظة ناقوس الخطر منذ ما يقارب العشرة أعوام وحتى قبل ذلك، إذ بينت خطر سكن العمال الأجانب العزاب بوسط الأحياء السكنية بالمحافظة، وفيما يتعلق بالمقترحات فهي ترتكز على بناء مدن خاصة بتلك العمالة في كل محافظة، بالإضافة إلى إلزام أصحاب العمل بتوفير المساكن الخاصة والملائمة من الناحية الصحية والسلامة لعمالتهم بعيدا عن الأحياء السكنية، كما أن تطوير الخدمات الإلكترونية هي عملية مستمرة، إذ تعتبر الخدمات الإلكترونية من الوسائل الأنجع في التعامل مع الجمهور؛ نظرا لسرعة وصول الخدمات وسهولة تقديمها للمواطنين من أي موقع كان، لذلك فإن المحافظة دشنت العديد من المنصات ومنها موقع "تواصل" بالإضافة إلى حسابات المحافظة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك البريد الإلكتروني والاتصال المباشر، في حين أن المحافظة تعمل على تدشين الموقع الإلكتروني الشامل، الذي سيسهم هو الآخر في زيادة قنوات الاتصال وتقديم الخدمات للمواطنين والمقيمين على حد سواء، كما تعمل المحافظة على توفير فرص تدريبية خلال فترة العطل الصيفية؛ لما لها من أهمية في إبعاد الأطفال عن رفقاء السوء والعادات غير المحببة، والعمل على إشغالهم وانخراطهم في سوق العمل في القطاعين العام والخاص لما لهذه الإجازة والمرحلة العمرية من أهمية قصوى في حياة الفئات السنية لكلا الجنسين.
الفكرة وصلت لجميع أفراد المجتمع وباتوا يشعرون أنهم أعضاء أساسيون
