+A
A-

لمواجهة التغير المناخي وتوظيف التكنولوجيا في المجالات البيئية والزراعية

تمثل‭ ‬تجربة‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬متمثلة‭ ‬بوزارة‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬والبيئة‭ ‬في‭ ‬توظيف‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والذكاء‭ ‬الصناعي‭ ‬بخدمة‭ ‬البيئة،‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬الرائدة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وكذلك‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬أيضًا‭.‬‭ ‬ففي‭ ‬ديسمبر‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬2020،‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬تجارب‭ ‬كبريات‭ ‬الشركات‭ ‬الصينية‭ ‬بهدف‭ ‬التوصل‭ ‬لأحدث‭ ‬البحوث‭ ‬والدراسات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬سعيًا‭ ‬لتوظيفها‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬العمل‭ ‬البيئي‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬استدامة‭ ‬هذه‭ ‬المجالات‭ ‬والقطاعات؛‭ ‬مواكبة‭ ‬لمستهدفات‭ ‬رؤية‭ ‬الإمارات‭ ‬بتحقيق‭ ‬الاستدامة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬جميع‭ ‬القطاعات،‭ ‬وتوجيهات‭ ‬القيادة‭ ‬بتعزيز‭ ‬توظيف‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬القطاعات‭ ‬المختلفة‭.‬

 

مختبر‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي

إن تجربة دولة الإمارات في توظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، واعتمادها لاستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2017، تهدف إلى توظيف هذه التقنيات في جميع القطاعات بما ينسجم مع مئوية الإمارات 2071، الساعية إلى أن تكون دولة الإمارات الأفضل بالعالم في المجالات كافة، وهذا يعكس اهتمام دولة الإمارات في توظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في المجالات البيئية والزراعية والعمل من أجل المناخ ومنها إطلاق الوزارة مختبر الذكاء الاصطناعي، الذي يوفر خدمات عدة منها تحديد أفضل مواقع لإنتاج الطاقة الشمسية على مستوى الدولة، ومراقبة جودة الهواء وتتبع حركة التيارات البحرية.

 

القمر‭ ‬الصناعي‭ ‬813

وتعتبر الإمارات من الدول السباقة في استعمال التكنولوجيا الحديثة لتحقيق الاستدامة على مستوى القطاعات كافة، وذلك باستثمار الإمكانات الهائلة التي تنتج عن تلاقي الذكاء الاصطناعي وكل مجال يمس البشرية، سعيًا لتوظيفها في مجالات العمل البيئي، بما يحقق الاستدامة ومواكبة مستهدفات الرؤية، ولها تجارب ناجحة في توظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، تشمل ما قامت به وزارة التغير المناخي والبيئة في توظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في المجالات البيئية والزراعية والعمل من أجل المناخ وتنقية الهواء، عبر إطلاق أول قمر صناعي عربي متخصص (القمر 813) الذي تعمل عليه المجموعة العربية للفضاء بقيادة وكالة الإمارات للفضاء، وأثبت الذكاء الاصطناعي فاعلية كبيرة في إنقاذ الكوكب والمساهمة في تحسين البيئة، ويمكن أن يساعد في إنقاذ الكوكب من خلال تقنية التعرف على الوجه التي تراقب تجمعات الدب البني، وعبر الروبوتات الذكية التي تفرز المخلفات التي سيعاد تدويرها، بالإضافة إلى العديد من الطرق التي يمكن أن يعود بها الذكاء الاصطناعي بآثار إيجابية على البيئة.

 

كنوز‭ ‬الطبيعة‭ ‬في‭ ‬الإمارات

ويمكن الرجوع إلى العام 2019 حيث تتجلى العديد من المنجزات التي أسهمت بها الإمارات في مجال البيئة، إذ تعمل الإمارات وفق رؤية وطنية تهدف إلى الحفاظ على البيئة وحماية الموارد الطبيعية، وفي مقدمة الخطوات التي اتخذتها الإمارات جاء تنظيم اجتماع أبوظبي للمناخ، الذي شارك فيه أكثر من 2000 خبير وصانع قرار واختصاصي، التقوا لبحث سبل مواجهة التغير المناخي وتحقيق الاستدامة البيئية، إضافة إلى إطلاق مبادرة "تعويض الكربون" التي أطلقتها وزارة التغير المناخي والبيئة الإماراتية، لتقليل معدلات الكربون بعد تنظيم دورة الألعاب الأولمبية التي استضافتها الإمارات، وعززت جهودها في الترويج للسياحة الزراعية ضمن مشروعها الوطني لتنشيط السياحة تحت عنوان "كنوز الطبيعة في الإمارات"، إلى جانب مبادرة "إمارات بلا مركبات" التي تدشنها الإمارات بشكل سنوي لتقليل الانبعاثات الناتجة عن كثرة استخدام المركبات، وحملة "نظفوا الإمارات" التي يجوب فيها المتطوعون مختلف مناطق الدولة لتنظيفها من النفايات، إضافة إلى تدشين بوابة مزرعتي المستدامة المختصة بتقديم خدمات الإرشاد الزراعي والبيطري بشكل مجاني.

 

إعادة‭ ‬التدوير‭ ‬بكفاءة

ووضع مركز الدراسات بالوزارة قراءات واقعية عالمية من أجل دراسة المؤشرات المستقبلية، إذ توضح البحوث أنه يتم إنتاج أكثر من 2.1 مليار طن من المخلفات في العالم كل عام، ومع ذلك يتم إعادة تدوير 16 % منها فقط، بل إن ربع النفايات التي تخصص لإعادة التدوير تكون غير قابلة لإعادة التدوير على الإطلاق، ما يعيق العملية برمتها. وتبحث العديد من الشركات الناشئة حاليًا كيفية الجمع بين أهداف الذكاء الاصطناعي والاستدامة لجعل إعادة التدوير أكثر كفاءة، حتى عند التعامل مع المواد المختلطة.