+A
A-

ما يفعله البشر يحتاج إلى سنوات من إصلاح البيئة

حسين‭ ‬حمادة

كتب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المتخصصين‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬البيئة‭ ‬تتعرض‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬التلوث‭ ‬والدمار‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬أو‭ ‬الإنسان،‭ ‬ولكن‭ ‬الفارق‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬التلوث‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬الطبيعية‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تصلحه‭ ‬البيئة،‭ ‬أما‭ ‬التلوث‭ ‬والإهمال‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬البشر‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬تحملهم‭ ‬المسؤولية،‭ ‬فهذا‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يسبب‭ ‬أضرارا‭ ‬كثيرة‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع؛‭ ‬لأنه‭ ‬يحتاج‭ ‬لسنوات‭ ‬عديدة‭ ‬لإصلاح‭ ‬ما‭ ‬أتلفه‭ ‬البشر‭.‬

تحذر العديد من البحوث الطبية والعلمية من تلوث البيئة الذي هو من صنع الإنسان، مشيرة إلى ارتفاع معدلات الإصابة بالربو والحساسية الصدرية والسرطان، والأمراض القلبية، فضلًا عن إصابة العديد من النساء بالعقم نتيجة للتعرض إلى مركبات الـ "PBDE"، إذ إن استخدام المبيدات الحشرية المسرطنة يعمل على تلويث التربة والهواء والنباتات التي تنمو محملة بالسموم وبالتالي تنتقل إلى جسم الإنسان وتسبب له الإصابة بالعديد من الأمراض، والتي قد تودي بحياة الإنسان، لذا وجب علينا المحافظة على البيئة صحية وسليمة وخالية من الملوثات، كما أن هدر الماء بكميات كبيرة يجعل فقر الماء مقبل لا محالة، إذ يمكننا الحفاظ على البيئة باتباع بعض العادات البسيطة، التي من بينها الري بالتنقيط في الحقل، والحد من استهلاك الماء لتنظيف السيارات باستخدام الدلو بدلًا من الخرطوم. إن الإنسان يتنفس كل ما تنتجه الطبيعة لنا، وفي المقابل تمتص البيئة كل الملوثات والغازات والسموم الناجمة عن المصانع وحرق القمامة والمبيدات الحشرية التي يطلقها الإنسان.

  • التزام المصانع بالضوابط، والقوانين التي تمنعها من تصريف المياه غير النظيفة في مياه البحار، والتخلص من المخلفات بطريقة آمنة وسليمة.
  • تجنب الصيد الجائر حتى لا يحدث اختلال في توازن البيئة.
  • تجنب الإضرار بالمناطق الزراعية.
  • تجنب رمي القمامة بشكل عشوائي ووضعها في المكان المخصص لها.
  • التخلص من الفضلات بشكل سليم.
  • استخدام مواد عضوية طبيعية بدلًا من المبيدات الحشرية المليئة بالكيماويات.

والإنسان الذي يؤذي البيئة يعود عليه ذلك بالسلب، وبإصابته بالأمراض المختلفة ومنها ما يؤدي إلى الوفاة؛ لأن الأغذية تتشبع بالهواء الملوث، والمبيدات والمنتجات البتروكيماوية، وبالتالي يؤدي إلى انتشار الأمراض. إذن، إن الحفاظ على البيئة أمانة نحملها جميعنا، وبالتالي علينا الحفاظ عليها وحمايتها من أجلنا ومن أجل الأجيال القادمة.

البيئة‭.. ‬في‭ ‬مدارك‭ ‬أطفالنا

يتعلم الأطفال الكثير من أمور حياتهم بدءًا من المنزل ثم المدرسة وما حولها ووسط المجتمع الذي ينتمون إليه، الذي يمثل المحيط الخارجي بجميع محتوياته وموارده التي ينمي فيها الطفل مهاراته الجسديه باللعب في الحديقة مثلًا أو على الشاطئ، وهي المساحات التي يتوجب على الوالدين إبرازها في مدارك الطفل بأنها مكونات الوطن الذي ننتمي إليه، فمن واجبنا الاهتمام بها والحفاظ عليها لاستدامة جمالها لنا وللأجيال القادمة.

ولكي أغرس في ابني الصغير حب البيئة التي ينتمي إليها، فإني أقوم بتعليمه واجباته وتوجيه تصرفاته التي من الممكن أن تؤثر بالسلب فتضر البيئة ومكوناتها، أو بالإيجاب فينفع بها نفسه والبيئة التي يعيش فيها والناس من حوله وهو مبدأ الترغيب.

على سبيل المثال، حينما أتوجه مع ابني إلى إحدى الحدائق فإني أحاول أن أشرح له معنى الحديقة ومكوناتها من أشجار وألعاب وحشائش وسور يحيط بحدودها، وفي سبيل تشجيعه للحفاظ على مكوناتها فإني أقوم بمكافأته على تصرفه الإيجابي وأبدي له سعادتي بكلمات وعبارات من شأنها أن تفرحه وتحبب منه ذلك، كذلك في المناطق العامة على السواحل مثلًا، فابني قد تعَود قبل مغادرتنا على مشاركتي في تجميع أي مخلفات تكون موجودة في محيط المكان الموجودين فيه ووضعها في حاوية القمامة، وبدوري أحرص على أن أشجعه على هذا الفعل الذي سيغرس لديه ثقافة النظافة في الممتلكات العامة.

كما أسعى لتنويع نشاط تنمية المهارات البيئية لدى طفلي ضمن الحدود الداخلية لمنزلنا، بتشجيعه على الزراعة المنزلية، حيث قمت أخيرا بتوزيع مهمة العناية بالمزروعات في منزلنا وتخصيص بعضها بمسميات لأفراد العائلة؛ من أجل تحفيز الجميع بما فيهم الأطفال على حب المزروعات والعناية بها، والتي لها أبعاد جمالية، وكذلك على مستوى الحفاظ على نقاء الهواء بعيدًا عن ملوثاته.