مصممون مبدعون يصعدون منصات التتويج
الرحلة الصعبة.. الحصول على مسمى "مصمم جرافيك فورمولا 1"
في الكثير من الأحايين، تبهرنا التصاميم التي تدقق عليها فرق الفورمولا وان العالمية.. سواء بالنسبة لسواقها، سياراتها، التجارب مرورًا بالمواد التجارية والفنية انتهاءً عن منصات التتويج، فليست المسألة مسألة صورة فوتوغرافية عالية الجودة فقط للسائق أو للسيارة أو للقطة من السباق.. بل يشتد التنافس بين المصممين المحترفين – في الكثير من دول العالم – ليجدوا أنفسهم وقد ختموا رحلتهم في الحصول على مسمى "مصمم جرافيك فورمولا 1" ضمن فريق "البطولات"، أو ضمن فريق المصممين في شركة ما.
السواق.. رياضيون خارقون
ولأن الرحلة ليست سهلة، فإن المصمم البريطاني جيك باول يصف مراحلها بقصة لها بداية تقول: إن سباقات الفورمولا 1 تدور حول السيارات السريعة للغاية التي صنعها مصنعو سيارات مشهورون جدًا يقودهم رياضيون خارقون، ومن بين السيارات والسائقين والفريق من يصنع المشهد، وهو يشعر بالسرور لأنه وصف بـ"العبقري" بعد أن أنجز أفضل رسومات وتصاميم الفورمولا على لسان خبراء، حتى حاز عضوية لجنة التنوع والشمول في فرق الرعاية التجارية للفورمولا.
وفي رحلته، يقول جيك بول: كنت دائمًا متطفلًا على الفن، لقد كانت أفضل مادة لدي في المدرسة، وكنت دائمًا أرسم واستمتعت حقًا بالتحدي المتمثل في التحسن، كما كان أحد إخوتي فنانا استثنائيا وتمنيت أن أكبر وأحصل على شيء من قدراته، درس هو القانون وكذلك تبعته أنا ودرست هذا المجال على الرغم من أنه لم يعجبني! إلا أنني حصلت في وقت من الأوقات على وظيفة مصمم جرافيك في اتحاد طلابي، ووجدت نفسي أقول: "إنها وظيفتي المثالية".
أنا مصمم ولست أحب القانون
ونتساءل: كيف كانت البداية مع تصاميم الفورمولا؟ ويجيب باول: "بعد التخرج، حصلت على وظيفة في مكتب محاماة، مساعدا قانونيا، لكنني لم أستمتع بهذه الوظيفة، وفي قرارة نفسي كنت أعلم بأنني سأترك الوظيفة في يوم من الأيام، فقد كان حلمي طوال مسيرتي المهنية حتى تلك اللحظة هو أن أكون مصممًا".
ويقول "من الصدف، أنني تركتي وظيفتي لاحقًا بعد تمزق الرباط الصليبي الأمامي في ركبتي أثناء لعب كرة القدم الأميركية، لكن حصلت على وظيفة في وكالة رياضية قامت بالكثير من عمليات التنشيط والعمل القائمة على الفورمولا وان، وهذه كانت البداية حيث أصبحت بعدها مصممًا في شركة طباعة، ووجدت أن F1 كانت تبحث عن مصمم.. فتقدمت للوظيفة، وها أنا هنا".
الشكل والتأثير الذهني
وكما يستخدم الموسيقيون نوتاتهم وآلاتهم لعزف موسيقى جميلة، فإن مصمم جرافيك فورمولا، بل أي مصمم آخر في أي مجال، لابد وأن يستخدم إبداعه ومهارته وخياله وحلمه أيضًا لينتج أعمالًا مميزة، وفي الفورمولا عليك أن تعيش الحماس واللون واللحظة واللقطة وتستخدم أدواتك الجرافيكية وفنك البصري جيدًا لإنتاج تصميم جذاب، وكل لحظة في تصميم غلاف أو ملصق تتطلب الورقة والقلم بداية، ثم أدوات التصميم الحديثة التي تمكنك من التقاط الشكل واللون والتأثير الذهني، لا سيما أننا في عصر فرشاة الرسم الإلكترونية المدهشة.
أن تكون متجددًا كل يوم
"من الأهمية بمكان، حتى تكون مصممًا متميزًا في سباقات الفورمولا وان، أن تجتهد في تطوير موهبتك الشخصية وإبداعك من جهة، ثم الإبداع الذي لا يتوقف في استخدام أدوات تصميم الجرافيك التي ستكون عونك السريع والسهل والمؤثر، وستنجح في العصر الرقمي"، تلك هي فكرة المصممة كاثرين ستيفن، وهي مصممة فريق مرسيدس بتروناس، التي بدأت رحلتها في تصميم البضائع والمنتجات إلى آفاق أوسع في رحاب الفورمولا، لكنها تؤمن بأنه لا يوجد مشروع أو نسخة أو فكرة هي ذاتها في تصميم الجرافيك.. لابد أن تكون متجددًا كل يوم.
وتنظر كاثرين إلى أن الفكرة مثالية للغاية، فهناك سائق بطل خلف عجلة قيادة سيارة سريعة، وهو صديق تلك السيارة، وصديق حلبات السباق وصديق الجمهور أيضًا، وهذا السائق أو الفريق بإدارييه وفنييه، يريدون أن يروا أنفسهم في درجة عالية المستوى، يتعلقون بها، وهنا يأتي دور مصمم الجرافيك؛ لأنه جزء من ذلك المستوى.
العثور على لقطة مؤثرة
هناك محور مهم بالنسبة للمصممين المبدعين، وهو أنهم يريدون دائمًا أن يعيشوا لحظة جنون التصميم، وحتى يصلوا إلى مرحلة الاحتراف عليهم أن يمزقوا ورقة المسودة مرات عدة، ويتعلمون من المبدعين ممن حولهم ولهم خبرة أعلى منهم بالطبع، ثم لابد من العثور على التقاطات مؤثرة من بين جنبات السباق وحول المضمار والدورات والأحداث والتفاعلات، ليرتب المصمم خطوات ممتعة بصرية وعلى درجة من الإتقان والفن الراقي، مثلًا يعشق السواق أن يروا أنفسهم في حالة من الوهج الخيالي وهم على منصات التتويج بعد الفوز وأيضًا، في مكان هنا أو هناك في حلبة الفورمولا.
