ارتفاع ضغط الدم
ما هي مرحلة ما قبل ارتفاع ضغط الدم؟
ارتفاع ضغط الدم يعرف بأنه القوة المسلطة على جدران الشرايين عند انقباض القلب وانبساطه، التي تسجل على شكل رقمين مثل: 120-80 ملم زئبق حيث يرمز الرقم الأول العلوي إلى الضغط الانقباضي ويمثل أقصى ضغط يقع على جدران الأوعية الدموية، ويرمز الرقم الثاني الأسفل إلى الضغط الانبساطي ويمثل أقل ضغط عند ارتخاء القلب. وتختلف مستويات ضغط الدم عند البالغين، ويعد الضغط المثالي عند الإنسان البالغ نحو 120-80 ملم زئبق أو أقل، أما الارتفاع إلى ما بين 120-80 و139-89 فيعد مرحلة ما قبل ارتفاع ضغط الدم.
ويلاحظ أن مرحلة ما قبل ارتفاع ضغط الدم هي تلك المرحلة التي يعد فيها الإنسان غير مصاب بالضغط، ولكن قد يتطور إلى مرحلة الضغط درجة "1" إذا كان هناك زيادة في الوزن أو تاريخ عائلي لضغط الدم. وعليه لا داعي للقلق أو تناول أي أدوية، ولكن هذه المرحلة تحتاج إلى تنظيم نمط الحياة.
تعرف على تصنيف ارتفاع ضغط الدم
تقسم الكلية الأميركية لأمراض القلب وجمعية القلب الأميركية ضغط الدم إلى 4 فئات عامة. ويصنف ضغط الدم المثالي بأنه ضغط الدم الطبيعي.
ويعد ضغط الدم طبيعيا إذا كانت قراءة ضغط الدم 80/120 ملم زئبقي أو أقل.
أما ارتفاع ضغط الدم الطفيف فيكون عندما يتراوح الرقم العلوي بين 120 و129 ملم زئبقي والرقم السفلي أقل من 80 ملم زئبقي، وليس أعلى منه.
أما فرط ضغط الدم من المرحلة الأولى فيتراوح الرقم العلوي بين 130 و139 ملم زئبقي أو يكون الرقم السفلي بين 80 و89 ملم زئبقي.
وبالنسبة إلى فرط ضغط الدم من المرحلة الثانية يكون الرقم العلوي 140 ملم زئبقي أو أعلى أو يكون الرقم السفلي 90 ملم زئبقي أو أعلى.
ويوصف ضغط الدم الذي يتجاوز 120/180 ملم زئبقي بأنه نوبة أو أزمة فرط ضغط دم طارئة. وفي هذه الحالة ينبغي طلب الرعاية الطبية الطارئة لأي شخص تصل قراءات ضغط دمه إلى هذا الحد.
ما هي مرحلة ما قبل ارتفاع ضغط الدم؟
• العمر: يزداد احتمال الإصابة بارتفاع ضغط الدم مع التقدم في العمر. فارتفاع ضغط الدم أكثر شيوعًا لدى الرجال قبل عمر 64 عامًا تقريبًا. لكن النساء أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم بعد عمر 65 عامًا.
• الأصل العِرقي: يشيع ارتفاع ضغط الدم خصوصا بين أصحاب البشرة السمراء، إذ يصابون به في سن مبكرة مقارنة بأقرانهم من ذوي البشرة البيضاء.
• التاريخ المرضي العائلي: يكون الفرد أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم إذا كان أحد والديه أو أشقائه مصابًا به.
• السمنة أو الوزن الزائد: يسبب الوزن الزائد تغيرات في الأوعية الدموية والكلى وغيرها من أجزاء الجسم، وغالبًا ما تؤدي هذه التغيرات إلى ارتفاع ضغط الدم. علاوة على ذلك، تؤدي زيادة الوزن أو السمنة أيضًا إلى زيادة احتمال الإصابة بأمراض القلب وعوامل الخطر المرتبطة بها، مثل ارتفاع نسبة الكوليسترول.
• قلة ممارسة الرياضة: من الممكن أن يؤدي عدم ممارسة الرياضة إلى زيادة الوزن، ما يزيد من احتمال الإصابة بارتفاع ضغط الدم. وأيضًا تزداد سرعة القلب عادة لدى الأشخاص الذين لا يمارسون أنشطة بدنية.
• تعاطي التبغ أو تدخين السجائر الإلكترونية: يؤدي التدخين أو مضغ التبغ أو تدخين السجائر الإلكترونية إلى ارتفاع ضغط الدم على الفور لفترة وجيزة. يؤدي تدخين التبغ أيضًا إلى الإضرار بجدران الأوعية الدموية وتسريع الإصابة بتصلب الشرايين. لذلك إذا كنت مدخنًا، اسأل الطبيب عن استراتيجيات تساعدك في الإقلاع عن التدخين.
• الإفراط في تناول الملح: يمكن أن تسبب كثرة الملح، أو ما يعرف بالصوديوم، في الجسم احتباس السوائل داخله، ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
• انخفاض مستويات البوتاسيوم: يساعد البوتاسيوم على توازن نسبة الأملاح في خلايا الجسم. ومن ثم فتحقيق التوازن السليم للبوتاسيوم أمر مهم لصحة القلب. قد تنخفض مستويات البوتاسيوم نتيجة لنقص البوتاسيوم في النظام الغذائي أو وجود مشكلات صحية معينة، ومنها الجفاف.
• التوتر: يمكن أن تؤدي مستويات التوتر المرتفعة إلى ارتفاع ضغط الدم على نحو مؤقت. كما قد تؤدي العادات المرتبطة بالتوتر، مثل تناول الكثير من الطعام أو تعاطي التبغ أو شرب الكحول، إلى زيادة ارتفاع ضغط الدم.
• أمراض مزمنة معينة: من الأمراض التي يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم أمراض الكلى والسكري وانقطاع النفس النومي.
• الحمل: يسبب الحمل أحيانًا ارتفاع ضغط الدم.
تكاليفه الصحية باهظة الثمن
يمكن أن يؤدي الضغط الزائد على جدران الشرايين نتيجة لارتفاع ضغط الدم إلى تضرر الأوعية الدموية وأعضاء الجسم. وكلما ارتفع ضغط الدم وطالت مدة عدم السيطرة عليه زاد الضرر. وقد يؤدي ارتفاع ضغط الدم غير المسيطر عليه إلى مضاعفات، لذا دائما ينصح بأخذ العلاج قبل تفاقم المشكلة، التي قد تسبب مضاعفات عديدة منها:
• النوبة القلبية أو السكتة الدماغية
قد يؤدي تصلب الشرايين وزيادة سمكها الناتجين عن ارتفاع ضغط الدم وعدد من العوامل الأخرى إلى حدوث نوبة قلبية أو سكتة دماغية أو مضاعفات أخرى.
• تمدد الأوعية الدموية
يمكن أن يسبب ارتفاع ضغط الدم ضعف الأوعية الدموية وانتفاخها، ما يؤدي إلى تمدد الأوعية الدموية. وإذا حدث تمزق للأوعية الدموية المتمددة، فقد يصبح الأمر مهددًا للحياة.
• فشل القلب
عندما يكون ضغط الدم مرتفعًا، يدفع القلب إلى العمل بجهد أكبر لضخ الدم. وهذا يؤدي لزيادة سمك جدران حجرة ضخ الدم في القلب. وتسمى هذه الحالة المرضية بتضخم البطين الأيسر. في النهاية، يعجز القلب عن ضخ ما يكفي من الدم لتلبية حاجة الجسم، ما يؤدي إلى فشل القلب.
• مشكلات مرضية بالكلى
يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى تضيق الأوعية الدموية الموجودة في الكليتين أو ضعفها، ما يلحق ضررًا بالكلى.
• مشكلات بالعين
يمكن أن يسبب ارتفاع ضغط الدم زيادة سمك الأوعية الدموية في العينين أو تضيقها أو تمزقها، ما يؤدي إلى فقدان البصر.
• متلازمة التمثيل الغذائي
هذه المتلازمة عبارة عن مجموعة الاضطرابات المرتبطة بالأيض داخل الجسم. في هذه الحالة المرضية، يتحلل السكر، ويشار إليه أيضًا بالغلوكوز، بشكل غير منتظم. تشمل هذه المتلازمة زيادة حجم الخصر وارتفاع مستوى الدهون الثلاثية، وانخفاض نسبة كوليسترول البروتين الدهني مرتفع الكثافة (أو الكوليسترول النافع) وارتفاع ضغط الدم ومستويات السكر بالدم. وتجعلك هذه الأعراض أكثر عرضة للإصابة بداء السكري وأمراض القلب والسكتة الدماغية.
• تغيرات في الذاكرة أو الاستيعاب
قد يؤثر ارتفاع ضغط الدم غير المعالج على قدرتك على التفكير والتذكر والتعلم.
• الخرف
يمكن أن تقيد الشرايين الضيقة أو المسدودة من تدفق الدم إلى الدماغ، ويمكن أن يسبب ذلك نوعًا من الخرف، يسمى بالخرف الوعائي. وقد تؤدي السكتة الدماغية التي تمنع تدفق الدم إلى الدماغ للإصابة بالخرف الوعائي.