ماذا يمكن أن تفعل بيئة العمل السامة بك؟
يعاني البعض من بيئة عمل تشعرهم بالخوف وعدم الاستقرار؛ سواء من ضغط العمل، أو المناخ العام للمكان، أو الأشخاص، أو كل تلك العوامل مجتمعة. ويمتد تأثيرها إلى الحياة الشخصية؛ ما يقلل من الطاقة الإنتاجية، ويفقد الموظف التوازن بين حياته الوظيفية والشخصية، حتى أنها قد تؤدي إلى اضطرابات في جميع نواحي الحياة، وتؤثر في الحصة النفسية، والجسمانية، والعقلية، وقد تصل إلى الوفاة.
مما لا شك فيه، أن الوضع النفسي للموظف في بيئة العمل عامل مهم وأساس يؤثر على إنتاجيته في موقعه الوظيفي، وطبعا على نفسيته، وتحديدًا إذا كانت بيئة العمل سامة. فالضرر النفسي الذي يشكو منه البعض حقيقي، ويظهر على شكل قلق، توتر، اكتئاب، قلة ثقة بالنفس، إجهاد وتذمر، ومهما اختلفت الحالات النفسية التي يعاني منها الموظفون، فإن الكثير منهم يلقون اللوم على بيئة العمل السامة، التي تترك تداعيات نفسية طويلة الأمد على مستقبلهم المهني. فقد تخلّف بيئة العمل ندوبا نفسية طويلة الأمد لأسباب عديدة، منها التعرض للتمييز أو التنمر أو التداخل بين العمل والحياة الشخصية وانعدام الأمان الوظيفي. لكن معاناة الموظفين من اضطراب ما بعد الصدمة بسبب التعرض للتنمر أو التمييز في بيئات العمل ليست بالجديدة. وقد سلطت البحوث على مدى العقدين الماضيين الأضواء على زيادة انتشار هذا الظاهرة، ويشير إليها بعض العاملين باسم «اضطراب ما بعد الصدمة الناتج عن بيئات العمل».
من المهم معرفة أبرز الاضطرابات النفسية الأكثر شيوعًا في العمل والتي يتعرض لها الموظفون في بيئة العمل السامة، والتي تتمثل في:
1. الاكتئاب
أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا والأكثر تكلفة، ومن الأعراض التي تظهر على المرضى المصابين بالاكتئاب في مكان العمل ما يلي:
٪ العصبية أو القلق.
٪ أوجاع وآلام في أسفل الظهر أو الرقبة.
٪ انخفاض طاقة الموظف.
٪ يصبح الموظف بلا هدف وغير منتج.
٪ الشعور بالإرهاق.
2. الاضطراب ثنائي القطب
يتميز هذا الاضطراب بالانتقال بين الحالة المزاجية المرتفعة (الهوس) والحالة المزاجية المنخفضة (الاكتئاب).
يكون الموظفون في مرحلة الهوس نشطين ومبدعين للغاية، ومن الممكن أن يصبح الشخص متعجرفا أو مزعجا، ومن الممكن أن يكون عدوانيا أيضًا، ويرتكب أخطاء عند اتخاذ القرارات، أي في هذه المرحلة تتأثر الإنتاجية الفعلية.
3. اضطرابات القلق
يعاني الأشخاص المصابون باضطراب القلق من الأعراض والعلامات التالية في العمل:
٪ التململ أو التعب.
٪ صعوبة التركيز.
٪ القلق المفرط.
4. اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة
تظهر أعراض وعلامات اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة في الأشكال التالية:
٪ عدم تنظيم.
٪ فشل الالتزام بالمواعيد النهائية.
٪ عدم القدرة على إدارة أعباء العمل.
٪ مشكلات مع المشرفين والمديرين المباشرين بسبب عدم اتباع التعليمات.
٪ الحجج مع زملاء العمل.
إذا كنت تعاني من بيئة العمل ينصح الخبراء بتطبيق بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تساهم في الحد من تأثير بيئة العمل على نفسيتك، ومن أهمها:
1. لا تنجرف وراء السلبية في العمل، بل ركز على بذل أفضل ما بوسعك، ولا تسمح للجوانب السلبية أن تؤثر عليك.
2. ارسم خطة لعملك، وحدد المهام التي يجب أن تنجزها، وركز عليها بدل التركيز على بيئة العمل السيئة.
3. تجنب الأشخاص السلبيين في العمل قدر الإمكان، عبر إيجاد ركن هادئ يصلح للعمل، لكن إذا لم تستطع فعل ذلك، بسبب وجودك في مكتب مشترك مع الزملاء الباقين مثلًا، أو إذا اضطررت للتعامل معهم، فاختصر الوقت وانسحب باحترام لإكمال عملك بسلام.
4. تحدث إلى الموارد البشرية عن مشكلاتك في العمل، لكن من دون توجيه التهم المباشرة إلى الآخرين، بل تحدث عما يزعجك بهدف إيجاد حلول وتحسين الوضع العام.
وفي الختام هناك بعض الحلول التي يمكن القيام بها بصفتك صاحب عمل إذا كان هناك شخص ما يعاني من اضطرابات نفسية في العمل، وهي:
٪ تقديم تدريبات على إدارة الوقت.
٪ تنفيذ موجز صباحي قصير يتضمن مناقشة كل موظف لأولوياته في اليوم. يساعد هذا في الحصول على نظرة عامة على ما يتم إنجازه كل يوم والتغيير عند الحاجة.
٪ توفير مناطق هادئة وغير صاخبة للعمل.
٪ استخدام برنامج إدارة المهام: يساعد ذلك على إكمال المهام في الوقت المحدد.
٪ اجعل الموظفين يشعرون بالتقدير عن عملهم.
٪ تقديم الدعم اللازم للموظفين للوصول إلى برنامج مساعدة الموظفين، المتخصص في الشؤون المالية وذلك في حال كان لدى الموظف مشكلات مالية تؤثر على صحته النفسية.
٪ عدم التسامح مع كل أشكال التنمر والتمييز والعنصرية، وإيجاد حلول لها عن طريق رفع مستوى الوعي لهذه المشكلة.