انقطاع الطمث تغير في الحياة وليس نهايتها
استشاري أمراض النساء والتوليد والعقم رئيس وحدة الخصوبة د. كمال راجح
يهتم المستشفى الملكي للنساء والأطفال بالمرأة من قبل الزواج، وذلك بتقديم الجلسات الاستشارية لها قبل الزواج، مرورًا بتقديم المشورة لها ولزوجها بعد الزواج فيما يتعلق بحياتهما الزوجية والأسرية والصحة الإنجابية، فضلًا عن الاهتمام بها خلال رحلة الحمل وبعد هذه الرحلة.
استشاري أمراض النساء والتوليد والعقم رئيس وحدة الخصوبة في المستشفى الملكي للنساء والأطفال د. كمال راجح أكد أن المستشفى يهتم بالمرأة وصحتها، فهي فرد أساسي في المجتمع، وسلامتها هي سلامة للمجتمع بأكمله.
وقال «قد تتعرض المرأة لكثير من المشكلات الصحية، إلا أنها قد لا تلجأ إلى الطبيب للمعاينة والكشف إلا بعد تفاقم الوضع، لذا يضع المستشفى الملكي للنساء والأطفال المرأة أمام نصب عينيه ويقدم لها جميع الخدمات التي تساهم في الحفاظ على صحتها».
وفي لقاء مع استشاري أمراض النساء والتوليد والعقم رئيس وحدة الخصوبة في المستشفى الملكي للنساء والأطفال د. كمال راجح تحدث عن أكثر الأمراض شيوعًا، التي تعاني منها المرأة والتي تحرص الوحدة في المستشفى على تشخصيها مبكرًا ووضع الخطة العلاجية المناسبة لها.
وقال د. كمال «تشتكي العديد من النساء من انقطاع الطمث، وقد يطلق البعض على ذلك سن اليأس، إلا أننا نرفض رفضًا تامًا إطلاق ذلك على المرأة، فهو تغير الحياة وليس نهايتها». وفيما يلي نص اللقاء:
ما الخدمات المقدمة في العيادة؟
المستشفى الملكي للنساء والأطفال يسعى إلى الاعتناء بكل ما يهم صحة المرأة من كل النواحي، وذلك من تقديم المشورة قبل الزواج مرورًا باستقبال الزوجين بعد الزواج لتقديم المشورة في كل ما يخص حياتهما الزوجية وحياتهما الأسرية والتخطيط لحصول الحمل. كما نسعى في المستشفى لتقديم المساعدة والاستشارات فيما يتعلق بتأخر الحمل والصحة الإنجابية والمساعدة على الحمل الطبيعي أو باستخدام الأدوية والمنشطات أو استخدام إحدى وسائل الإخصاب الطبي المساعد مثل الحقن المجهري وأطفال الأنابيب والتلقيح الصناعي.
وتستمر رحلتنا مع المرأة في متابعة رحلة الحمل بشكل دوري للوصول لبر الأمان حتى الولادة وتقديم الرعاية الصحية المناسبة إلى الرضيع.
كما نعالج في المستشفى حالات الإجهاض المتكررة، إضافة إلى علاج الفشل المتكرر لعمليات أطفال الأنابيب والحقن المجهري. كما نقدم خدمة الفحص الوراثي للأجنة، وذلك لتفادي نقل بعض الأمراض الوراثية إلى الأجنة مثل أمراض السكلر أو التلاسيميا أو بعض الأمراض الوراثية الأخرى. بالإضافة إلى علاج حالات عدم انتظام الدورة وحالات النزيف المتكرر وعلاج الألياف الرحمية وعلاج داء بطانة الرحم وعلاج تكيس المبايض ومشكلات قاع الحوض.
ونقدم أيضًا بعض الخدمات والإجراءات الجراحية بما فيها الخدمات الاستكشافية التي تكشف عن وجود الأمراض إلى جانب إجراء العمليات الجراحية وعمليات المناظير الخاصة بالنساء والتوليد.
هناك فكرة سائدة بأن المرأة غير الحامل لا تحتاج إلى زيارة طبيب النساء والولادة، فما رأيك؟
للأسف الشديدة أن العديد من المريضات يلجأن إلى الطبيب بعد الشعور بالمرض. هناك فكرة بأن المرأة لا تحتاج إلى متابعة مع استشاري أمراض النساء والولادة، فالفكرة تتمحور في أن المرأة الحامل هي التي تحتاج إلى المتابعة أو المرأة التي تعاني من مشكلات.
الوقاية خير من العلاج، لذا من المهم أن تقوم المرأة بعمل فحوصات دورية كل ستة أشهر خصوصًا أن بعض الأمراض قد تحدث دون مقدمات.
ندعو دائمًا المرأة لعدم انتظار حدوث المشكلة حتى تقوم بزيارة الطبيب، إذ يجب أن تكون هناك زيارة دورية حتى وإن لم تكن المرأة تشتكي من أعراض مخيفة.
ما أكثر أمراض النساء شيوعًا؟
هناك بعض الأمراض المنتشرة جدًا وأكثرها شيوعًا الالتهابات المهبلية الخارجية التي تكون مصحوبة بحكة أو حرارة أو رائحة كريهة تصاحبها إفرازات، وقد تكون هذه الالتهابات فطريات أو بكتيريا أو طفيليات. الشخص الوحيد القادر على الكشف عن هذه الالتهابات هو الطبيب المعالج الذي يستطيع الكشف عن نوع الميكروب عن طريق الكشف عن الأعراض لوضع خطة مناسبة.
كما أن من أكثر الأمراض شيوعًا لدى المرأة هو عدم انتظام الدورة الشهرية، حدوث نزيف من فترة إلى أخرى ما يؤدي إلى اختلال في الدورة الشهرية، وقد يكون ذلك نتيجة لأسباب عضوية أو وجود مشكلات في الرحم أو أسباب وظيفية لعدم وجود تناسق هرموني. ويفضل في هذه الحالة اللجوء إلى الطبيب لوضع الخطة العلاجية المناسبة.
وحديثا بدأنا نشهد حالات تعاني من بعض الأورام التي يمكن أن تصاب بها المرأة، وقد يكون ذلك نتيجة لحرص بعض النساء على الكشف المبكر.
هل نشهد زيادة في نسبة العقم؟ إن كانت الإجابة نعم فما الأسباب؟
هناك زيادة في اكتشاف حالات العقم، وقد يكون ذلك بسبب زيادة الوعي، فسابقًا البعض يعزف عن الكشف وقد يكون ذلك نتيجة لبعض الظروف الشخصية أو الاجتماعية أو الأسرية أو نتيجة الثقافة المنتشرة في ذلك الوقت.
التعامل مع الموضوع مختلف الآن، إذ يتم التعامل مع العقم أو تأخر الحمل على أنه حالة مرضية تستدعي الكشف وزيارة الطبيب، لذا فإذا كنا نشهد زيادة في حالات العقم فقد يكون ذلك نتيجة زيادة الوعي الذي ساهم في الكشف عن هذه الحالات.
هناك العديد من الأسباب التي تقف وراء العقم ومن أهمها تغير نمط الحياة عن السابق، فتغير نمط الطعام والتعرض إلى الإشعاعات والتوتر والمجهود البدني الزائد كلها عوامل تؤدي إلى اختلال في الهرمونات ما يؤثر على الصحة الإنجابية عند الطرفين.
هناك أسباب أخرى قد تتعلق بالمرأة مثل وجود مشكلات في قناة فالوب أو الرحم أو التبويض وجود أكياس على المبايض أو وجود تكيس وهناك فرق بين الاثنين أو الألياف التي تضغط على تجويف الرحم أو العيوب الخلقية في الرحم. كما أن وجود خلل في الهرمونات قد يؤخر الإنجاب.
أما الأسباب التي تؤثر على الصحة الإنجابية عند الزوج فهي اختلال في وظائف في الخصية وجود تشوهات في الحيوانات المنوية، إضافة إلى الدوالي أو وجود خلل في الوعاء الناقل. كما أن أخذ بعض العقاقير في النوادي الرياضية قد يؤثر على الصحة الإنجابية. ولقد حذرنا سابقًا من أخذ هذه العقاقير من دون استشارة الطبيب.
ولا يخفى على العديد أن العادات السيئة التي يشترك فيها الطرفين تؤثر على الصحة الإنجابية خصوصًا فيما يتعلق بالزيادة الهائلة في الوزن أو الضعف الشديد أو التوتر أو الإجهاد أو التدخين.
كما أن التعرض إلى الإشعاع خصوصًا فيما يتعلق بمرضى السرطان يكون له تأثير سلبي على الخصية عند الرجل والمبيض عند المرأة، إضافة إلى أن التعرض لحرارة عالية له تأثير على الرجل، فهو يؤثر على وظائف الخصية.
تشتكي بعض النساء من انقطاع الطمث في سن مبكرة، فما الأسباب؟
انقطاع الطمث في سن مبكرة موضوع يشغل الكثير من النساء. إلا أنه يجب أولًا معرفة أن الرجل قادر على إنتاج الحيوانات المنوية من وقت بلوغه حتى يشاء الله، إلا أن المرأة خلقت بقدر معين من البويضات. فعندما تكون الجنين الأنثى في الأسبوع 20 من الحمل يكون لديها 7 ملايين بويضة، لكن في يوم ولادتها تفقد 6 ملايين من هذه البويضات ويتبقى لديها فقط مليون واحد، وعند البلوغ يكون لديها فقط ما بين 300 إلى 400 ألف بويضة ويتناقص العدد مع كل دورة شهرية حتى يبدأ مخزون البويضات في النفاد، ما يؤدي إلى انقطاع الطمث أو ما يعرف بس اليأس، ولدينا تحفظ على هذا المسمى، فمع انقطاع الطمث يمكن القول إنه تغير في الحياة وليس نهاية الحياة.
هناك العديد من الأسباب التي تقف وراء انقطاع الطمث، فقد تكون هناك عوامل وراثية في العائلة عند المرأة. كما أن نمط الحياة كالتدخين والتوتر والقلق يسبب خللا في هرمون الأستروجين ما يؤدي إلى انقطاع الطمث.
ومن أهم الأسباب هي أمراض المناعة الذاتية، إذ إن الجسم يحارب نفسه ويقوم بإفراز أجسام مضادة تحارب وظائف المبيض. أو الإصابة بأمراض الغدد الصماء كالغدة النخامية أو الدرقية أو الصرع، والتي يكون لها تأثير على وظائف المبايض ما يؤدي إلى انقطاع الطمث.
كما أن من الأسباب التي تؤدي إلى انقطاع الطمث التعرض للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي الذي يؤدي إلى فقدان وظائف المبيض ما يؤدي إلى انقطاع الطمث في سن مبكرة.
وفي بعض الحالات قد يكون هناك فشل مبكر لوظائف المبيض، إلا أن الأمور لم تتضح في كيفية التعامل مع هذه الحالات حتى الآن.
انقطاع الطمث هو تغير الحياة وليس نهايتها، ويكون مصحوبا بعض الأعراض مثل التعرق وعدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها واحمرار الوجه على مدار اليوم وجفاف المهبل أو الإصابة بالتوتر أو الاكتئاب والنفور من العلاقة الزوجية، لذا لابد من استشارة الطبيب للتغلب على هذه الفترة.
هل يمكن أن تحدثنا عن متلازمة تكيس المبايض؟
تشغل هذه المتلازمة شريحة كبيرة من النساء، إلا أنه لابد من معرفة أن هناك فرقا بين تكيس المبايض ومتلازمة تكيس المبايض. فالتكيس يمكن الكشف عنه بالموجات فوق الصوتية وقد لا تكون المرأة تعاني من أي أعراض، في حين أن المتلازمة لابد أن تكون هناك أعراض تشتكي منها المرأة كعدم انتظام الدورة الشهرية أو ندرتها أو انقطاعها، زيادة في الوزن وتأخر في حدوث الحمل، وجود شعر زائد في الوجه والصدر والفخذين وذلك بسبب زيادة نسبة هرمون الذكورة، قد تشتكي المرأة أيضًا من بشرة دهنية وحب الشباب، فإذا وجدت هذه الأعراض وتم إجراء الفحص ووجود التكيس هنا يطلق عليه متلازمة تكيس المبايض.
يمكن علاج هذا التكيس بتغيير نمط الحياة والعمل على نزول الوزن وضبط مواعيد الدورة الشهرية بالأدوية.
وعلى النساء معرفة أن تكيس المبايض لا يمنع الحمل، فقد تملك المرأة المصابة به مخزونا جيد من المبايض، ومع إعطاء الأدوية المناسبة تكون هناك فرصة للحمل.
لا يخفى على أحد أن هناك هاجسا منتشرا بأن تكيس المبايض يمنع الحمل، فهو المتهم البريء، فتكيس المبايض وحده لا يمنع الحمل أبدا، ومع استشارة الطبيب والمواظبة على الأدوية والعقاقير يمكن للمرأة الحمل إذا كانت مصابة بتكيس المبايض وحده.
هل هناك نصيحة تقدمها للمرأة فيما يتعلق بأمراض النساء؟
إن المرأة مثل الورود وكل وردة لها جمالها الخاص، ليس من الضروري أن تكوني نسخة من أحد لذا فكل امرأة لها طبيعة جسمها الخاص. حافظي على صحتك مع استشارة الطبيب بشكل دوري للكشف عن المشكلات وللحرص على صحتك الإنجابية.
تجنبي العادات السيئة ولا تستلمي لها خصوصًا فيما يتعلق بالتدخين أو خلافه أو حتى الأكل غير الصحي.
كما ندعو النساء كافة لاستشارة الطبيب الثقة مع الابتعاد عن المصادر غير الموثوقة سواء المنتديات أو الموروثات الشعبية التي قد تتعارض مع المعايير الطبية السلبية وقد تؤدي إلى ضرر في الصحة العامة. وليتذكر الجميع أن الصحة تاج على الأصحاء لا يراه إلا المريض.