لمريض السرطان... تمارين تساعدك على تحسين نوعية حياتك
كان الأطباء قديمًا ينصحون المصاب بمرض مزمن مثل السرطان أو السكري بتقليل نشاطه البدني وأخذ قسط كاف من الراحة، وقد تكون هذه النصيحة جيدة إذا كان النشاط البدني قد يسبب تسارعا في نبض القلب أو ضيق في التنفس أو زيادة الشعور بالألم، ولكن الدراسات الحديثة تشير إلى أهمية ممارسة الرياضة أثناء العلاج من السرطان.
فممارسة الرياضة ليست آمنة وحسب بل إنها تحسن نوعية حياة المريض وأدائه البدني، لذا ينصح الأطباء مرضى السرطان بممارسة الرياضة أثناء العلاج وبعده لتجنب فقدان وظائف الجسم وضعف العضلات وتقليل نطاق الحركة الناتج عن قلة النشاط البدني.
تقول سارة مانسفيلد، مدربة تمارين السرطان المعتمدة في برنامج الحياة الصحية في «مايو كلينيك»: إن النشاط البدني يمكن أن يساعد الأشخاص قبل علاج السرطان وأثناءه وبعده، حيث إن البحوث العلمية تفيد بضرورة الحركة والقيام بنشاط بدني مثل المشي لبناء العضلات وزيادة قوة التحمل، ويجب استشارة الطبيب قبل البدء بممارسة التمارين الرياضية.
ومن أهم أنواع الرياضة التي يمكن أن يمارسها مريض السرطان، ما يلي:
• تمارين التنفس
كيف تؤثر طريقة التنفس على صحتك؟ إن التنفس عملية لا إرادية، لكن الجهد الواعي وإدراك عملية التنفس أظهر نتائج رائعة خصوصا لدى مرضى السرطان الذين يخضعون للعلاج الكيماوي، حيث تساعد تمارين التنفس البسيطة في السيطرة على التوتر والقلق والتعامل بشكل أفضل مع الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي، ويحدث ذلك بسبب إدخال كميات أكبر من الأكسجين ما يساعد في إزالة السموم، تخفيف التعب وتجديد خلايا الجسم، ويمكن القيام بالتنفس المريح، حيث يتنفس الشخص ببطء وعمق للشعور بالاسترخاء، ويمكن القيام بهذا من خلال اتباع الخطوات الآتية:
٪ الجلوس في وضع مريح أو الاستلقاء على الظهر وأخذ فترة راحة بسيطة. التنفس بشكل عميق مرة أو مرتين.
٪ الشهيق عن طريق الأنف وإخراج الزفير من الفم بصوت مسموع 3 أو 4 مرات.
٪ يستمر التمرين لمدة 3 دقائق ثم العودة للتنفس الطبيعي.
٪ تمارين التنفس تساعد مريض السرطان على التخلص من القلق والتوتر، وإدخال كميات أكبر من الأكسجين يساهم في إزالة السموم وتجديد خلايا الجسم.
• تمارين الإطالة
تمارين الإطالة أو التمدد مهمة لبعض أنواع السرطان خصوصا تلك التي تخضع فيها المريضة للجراحة، على سبيل المثال عند إجراء عملية جراحية يتم فيها استئصال الثدي قد تشعر المصابة بضيق وضعف في منطقة حزام الكتف، فيمكن لتمارين الإطالة أن تساعد على توسيع نطاق الحركة في المناطق التي تعرضت للجراحة، إذ تساعد تمارين الإطالة مريضة السرطان على استعادة نطاق الحركة وتقوية المناطق التي خضعت للجراحة. وهناك تمارين خاصة لتقوية الكتف ولكن يجب استشارة الطبيب قبل ممارسة تمارين الإطالة ومنها:
٪ الوقوف مقابل الجدار وتحريك الذراعين كالمشي بهما على الجدار نحو الأعلى لتقوية الكتف.
٪ رفع الذراعين أعلى الرأس والوقوف على أصابع القدم مع التنفس العميق.
٪ الانحناء حتى ملامسة أصابع القدم وارتخاء عضلات الجسم.
• تمارين التوازن
قد تسبب بعض الأدوية المستخدمة لعلاج بعض أنواع السرطان خللًا في التوزان لدى المصاب، ويعد التوازن أمرًا مهمًا للغاية خصوصا أثناء ممارسة التمارين، وذلك للحماية من السقوط، حيث إن كتلة العظام لدى مريض السرطان قد تقل بسبب العلاج ما يجعلها سهلة الكسر مع أول سقوط أو انزلاق، لذا يجب التأكيد على تضمين تمارين التوازن كجزء منتظم من روتين اللياقة البدنية الخاص بالمصاب، كما تعد تمارين التوازن آمنة عمومًا حتى بعد العلاج مباشرة ويمكن القيام بها باتباع الخطوات الآتية:
٪ الوقوف لمدة 60 ثانية على قدم واحدة مع التبديل. المشي جانبًا مع وضع قدم خلف الأخرى. المشي للأمام في طريق ضيق ووضع قدم أمام الأخرى.
٪ الوقوف في نفس المكان ورفع الكعب للأعلى ثم للأسفل.
• تمارين الأيروبيك
هذا النوع من التمارين يفيد في حرق السعرات الحرارية. كما يساعد على إنقاص الوزن. فهو مهم لبناء لياقة البدن والقلب والأوعية الدموية. ومن هنا فإن ممارستها بانتظام تحمي من الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتة الدماغية والسكري، وينصح بممارسة الأيروبيك بعد الانتهاء من علاج السرطان؛ لأنها تحسن الصحة العامة ونوعية حياة المريض، ويفضل استشارة الطبيب أو الاختصاصي للمساعدة في وضع برنامج خاص لهذه التمارين بما يتناسب مع الوضع الصحي للمريض، وتوصي جمعية السرطان الأميركية بالقيام بتمارين الأيروبيك مدة 30-60 دقيقة يوميًا بمعدل 5 أيام في الأسبوع. إذا كان الشخص معتادًا على القيام بالتمارين الرياضية فيمكنه الاستمرار بنفس المعدل، وفي حال لم يكن الشخص نشيطًا فيجب البدء تدريجيًا لزيادة طاقة الجسم بمرور الوقت. تمارين الأيروبيك مهمة لبناء اللياقة البدنية وزيادة لياقة ومرونة القلب والأوعية الدموية وحماية المريض من المشكلات الصحية الأخرى كما أنها تساعد في الحفاظ على وزن صحي للجسم.
• تمارين المقاومة
تعد تمارين المقاومة جزءًا من تمارين القوة، حيث تساعد في بناء العضلات والتوازن عن طريق حمل الأوزان أو مقاومة الحركة، كما أنها تقوي العظام، تسهل القيام بالأنشطة اليومية وتحسن جودة الحياة، وينصح بزيارة الطبيب أو المختص لإجراء تقييم هيكلي، ومعرفة الوزن الذي يمكن للمريض رفعه بشكل آمن. إذا كان الشخص غير معتاد على ممارسة التمارين الرياضية قبل إصابته بالسرطان فقد يواجه مشكلات مثل تقييد حركة الساق وضعف عضلات البطن، لذا يفضل التأكد من أن لدى المريض نطاق حركة مناسبا ومريحا في منطقة المفاصل، ويتم البدء برفع أوزان خفيفة ثم التدرج في تمرينات المقاومة.
• تمارين القوة
قد يحدث ضعف في العضلات أثناء فترة العلاج بسبب قلة النشاط البدني، كما تؤثر بعض العلاجات المستخدمة في قوة العضلات لدى مريض السرطان، وتساعد تمارين القوة على بناء عضلات قوية والمحافظة عليها، فهي تزيد من كتلة العضلات، وتحسن التوازن وتقلل من التعب عند القيام بالأنشطة اليومية، وقد تساعد في منع هشاشة العظام الذي تسببه بعض علاجات السرطان. للقيام بتمارين القوة يمكن اتباع النصائح الآتية:
٪ يوصي مركز السيطرة على الأمراض بتدريب الجسم بأكمله على تمارين القوة لمدة يومين أسبوعيًا.
٪ استخدام الأوزان اليدوية وآلات التمرين الرياضية. استخدام أحزمة المقاومة والأنشطة التي تعتمد على وزن الجسم.
٪ تعتمد تمارين القوة على رفع الأوزان اليدوية أو الآلات الرياضية وكذلك على وزن الجسم.
• تمارين المرونة
تمارين المرونة تسمى أيضًا تمارين نطاق الحركة، تساعد هذه التمارين في المحافظة على مرونة العضلات وتحريك المفاصل بحرية أكبر، فعند القيام بتمارين المرونة قد يشعر المريض بتوتر مريح، حيث يشعر بالتمدد فقط دون ألم، فهي ستساعد على القيام بأي حركة بارتياح أكبر مثل الانحناء أو الجلوس أو المشي، كما أنها تخفف من الصلابة التي تتعرض لها أجزاء الجسم بعد الجراحة، وهي مفيدة للشعور بالاسترخاء، وهناك أنواع عدة من تمارين المرونة التي يمكن القيام بها وهي كالآتي:
٪ استخدام حزام أو منشفة لسحب الجسم وزيادة التمدد في مساحة كافية.
٪ ممارسة تمارين الإطالة في حوض السباحة أو حوض استحمام ساخن. ممارسة اليوغا أو الفن الصيني القديم للحركة البسيطة.
٪ دحرجة الكرة الرغوية أو اللاكروس على العضلات في مكان واسع. ممارسة رياضة البلاتيس.
هذه الأنواع من التمارين تساعد المرضى على البقاء أقوياء. كما أنها تزيد من شعورهم بالرضا عند القيام بها بشكل منتظم ويومي. ويمكن لمريض السرطان البدء بتمارين رياضية بعد العلاج حتى إن لم يمارسها مسبقًا، وقد يساعد الطبيب على توجيه المريض لبعض التمارين التي يمكن القيام بها حتى لو اضطر للبقاء في السرير، ومن فوائد إضافة النشاط البدني إلى الروتين اليومي ما يلي:
٪ التحكم في الإجهاد وتقليل التعب.
٪ تسريع الشفاء.
٪ زيادة الشهية.
٪ تقليل الإمساك.
٪ المحافظة على قوة العضلات.
٪ المساعدة على التخلص من الأفكار السلبية.
٪ زيادة شعور المريض بالتحسن.
٪ هناك دراسات تشير إلى أن الانتظام في ممارسة الرياضة يفيد المرضى أثناء فترة علاجهم، فهو يقلل من الإجهاد الذي يصابون به بنسبة 40-50 %.
٪ زيادة قوة العضلات ومرونة المفاصل.
٪ المساعدة في التكيف العام مع المرض.
٪ رفع الحالة المزاجية ويحد من الاكتئاب الذي قد يصاحب التشخيص بمرض السرطان ويزيد من راحة المريض دون الحاجة لاستخدام أدوية الاكتئاب.
٪ المحافظة على القدرات الجسدية وتحسينها.
٪ منع ضعف العضلات بسبب الخمول والإفراط في الراحة.
٪ تحسين التوازن وتقليل التعرض للسقوط وكسر العظام.
٪ تقليل مخاطر الإصابة بهشاشة العظام.
٪ تحسين تدفق الدم إلى الأطراف والحد من الإصابة بالجلطات الدموية.
٪ تقليل الغثيان.
٪ زيادة الثقة بالنفس وتقليل اعتماد المريض على الآخرين للقيام بالأنشطة اليومية.
٪ تقليل أعراض التعب والإرهاق.